ترامب: تم إضعاف "حماس" بشكل كبير و"حزب الله" تعرض لضربات قوية ومؤثرة
يترقّب اللبنانيون والإسرائيليون خصوصا، والعالم عموما، بتفاؤل حذر، مدى نجاح الهدنة المؤقتة بين إسرائيل ولبنان، التي أعلنها وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، باقتراح مشترك مع الولايات المتحدة، لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان، بدل توسعّها إلى حرب شاملة.
ولم يخفِ الوزير الفرنسي، تفاؤله بشأن نجاح المقترح، إذ قال بعد الإعلان عنه أن "تقدماً مهماً" تم إحرازه "خلال الساعات القليلة الماضية" بشأن وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، وأكد أن الجهود ستستمر في الساعات القادمة.
كذلك أبدى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تفاؤلاً، حين رد على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار قريباً، بالقول: "نعم نأمل أن يكون كذلك"
وكان بارو أعلن خلال الجلسة الطارئة التي عقدت بطلب من بلاده أنّه "في الأيام الأخيرة، عملنا مع شركائنا الأميركيين على وقف مؤقت لإطلاق النار، لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله، لإتاحة المجال لإجراء مفاوضات، تفضي إلى وقف كامل للنار".
وأضاف: أنّ "هذا المقترح "سيتم الإعلان عنه سريعا، ونحن نعوّل على قبول الطرفين به".
وشدّد الوزير الفرنسي، على أنّ اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله "ليس حتميا"، داعيا كل الأطراف إلى الانخراط "بحزم" في حل سلمي للنزاع.
كذلك طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعيد اجتماعه مع ميقاتي على هامش الدورة السنوية التاسعة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك، إسرائيل وحزب الله باحترام التزاماتهما بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بلبنان.
ودعا إسرائيل لوقف التصعيد في لبنان، وحزب الله إلى وقف إطلاق النار على إسرائيل.
وبحسب سؤال صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية للرئيس الفرنسي عن المبادرة التي تعدّها بلاده مع الولايات المتحدة، والتي أشار إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أجاب: "سأعود إلى هذا الأمر بعد وقت قصير عند الانتهاء من صياغتها، نحن نعمل بشكل جاد للغاية".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر قبل ذلك من أن "الحرب الشاملة" لا تزال ممكنة مع تصاعد القتال، لكنه يأمل في إيجاد مخرج لمنع المزيد من إراقة الدماء.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال خلال الجلسة الطارئة إنّ "الجهود الدبلوماسية تكثفت في الآونة الأخيرة وما زالت مستمرة، للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله"، رغم استمرارية الضربات المتبادلة بين الطرفين.
ولكن تفاؤل الأمين العام للأمم المتحدة بقي ممزوجاً بالحذر، إذ أعرب عن قلقه إزاء التصعيد الجاري بين إسرائيل وحزب الله، واصفا إياه، أنه"يفتح أبواب الجحيم في لبنان"، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، بحسب وكالة "فرانس برس".
ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنّ "العملية البرّية للجيش الإسرائيلي، داخل لبنان لا تبدو "وشيكة"، بعد ساعات من أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قواته بالاستعداد لهجوم برّي محتمل ضدّ لبنان.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، للصحافيين: "لا يبدو أنه أمر وشيك، نحن بالتأكيد لا نريد أن نرى أي تحرّك يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، نريد أن نرى حلاً دبلوماسياً، وحلاً يمنع حرباً شاملة".
كما أشارت إلى أن الجيش الأمريكي، لا يقدم دعماً مخابراتياً لإسرائيل في عملياتها في لبنان، فيما الولايات المتحدة تبذل "ضغوطاً شاملة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة".
وبخصوص الجانب الآخر، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوض وزير الشؤون الإستراتيجية "رون ديرمر"، بإخطار واشنطن أن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن لبنان ووقف إطلاق نار مؤقت.
وقالت الصحيفة إن تل أبيب تقدر أن احتمالات نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة، لكنها مستعدة لإبرام اتفاق.
كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مصدر إسرائيلي قوله إن "تل أبيب تقترب من مفترق طرق، لاتخاذ قرارات حاسمة تحدد إلى أين تتجه الحرب".
وأضافت أن "المحادثات بشأن الشمال، تهدف إلى إتاحة الفرصة لتسوية تمنع حربا كبيرة".
وبدوره، أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أنه لا يمكنه إعطاء تفاصيل بشأن ما تفعله تل أبيب، قائلا "مصممون على إعادة مواطني الشمال إلى ديارهم".
وأضاف "نضرب حزب الله بقوة لم يتخيلها، ولن نستريح حتى يعود السكان لمنازلهم".
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: إن حزب الله وسّع دائرة قصفه، وسيحصل خلال هذا اليوم على رد قوي.
جاء ذلك خلال لقائه بقوات الجيش، استعدادا للدخول البري لجنوب لبنان.
كما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي، أن "طائراتنا تهاجم دون توقف في لبنان، ونستعد لعملية برية".
وأضاف "هدفنا واضح وهو إعادة سكان المنطقة الشمالية إلى ديارهم بأمان".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، استدعاء لواءي احتياط لجبهة لبنان، لتعزيز الجهود القتالية ضد حزب الله، وتهيئة الظروف لعودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم.
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة من الاثنين الماضي، على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات من حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاقه هجوما جويا واسعا على أهداف لحزب الله، وأن عشرات من طائراته الحربية شنت مئات الغارات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع خلال عدة موجات من القصف.
وما بين التهدئة والتصعيد، يترقب العالم، ما ستؤول إليه المبادرة الفرنسية - الأمريكية، فهل تنتصر الدبلوماسية على آلة الحرب؟.