تهديدات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله.. و"اليونيفيل" تدعو لضبط النفس
تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، اليوم الخميس، المناطق الحدودية الشمالية؛ على خلفية توترات شهدتها مؤخرا، إثر تسريب جانب من تفاصيل الحادث الأمني "غير العادي"، الإثنين الماضي.
وشهد صباح اليوم الخميس، رسائل تهديد متبادلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، رغم أن نتائج التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي لم تنته بعد.
وكانت حادثة أمنية وقعت في تقاطع "مجيدو"، الإثنين الماضي، إذ تسلل فلسطيني من جنوب لبنان إلى الحدود الإسرائيلية، وزرع عبوة ناسفة عند التقاطع، قبل تصفيته بواسطة الجيش الإسرائيلي، ليتبين أن بحوزته حزاما ناسفا وقنبلة يدوية، وسط تقديرات إسرائيلية بأن حزب الله على علم بذلك.
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، خلال تفقده للمناطق الحدودية الشمالية، برفقة قوات عسكرية من "تشكيل الجليل-الفرقة 91"، بأن "من يقف وراء الحادثة سيندم على ذلك بشدة".
وشارك في تلك الزيارة كل من رئيس هيئة الأركان العامة، هرتسي هاليفي، وقائد الجبهة الشمالية أوري غوردين، وقائد تشكيل الجليل شاي كلابر.
ونقل الإعلام العبري جانبا من التصريحات التي أدلى بها الوزير الإسرائيلي، تعقيبًا على حادثة مفترق "مجيدو"، في شمالي إسرائيل.
وثمّن غالانت ردة فعل الجيش الذي واجه الحادثة بسرعة، ما أدى إلى تصفية المنفذ، ومنع حدوث عملية أخرى كان سينفذها، على حد قوله، كما تلقى إفادة بشأن سير التحقيقات وتقديرات قوات الأمن بالمنطقة، والنتائج الأولية، والصورة الاستخبارية للأوضاع.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي من يقف وراء الحادثة، قائلا: "سنجد المكان المناسب والطريقة المناسبة وسنضرب من يقف وراء الاعتداء".
حزب الله يهدد
وتناقلت وسائل الإعلام العبرية أيضا، رسائل تهديد قادمة من حزب الله اللبناني، وقالت صحيفة "معاريف"، إنه "بعد 24 ساعة من تسريب التقارير الخاصة بالحادثة الأمنية، نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، أن "المقاومة اللبنانية سترد لو نفَّذت إسرائيل عملا عسكريا".
وذكرت "معاريف"، أن حزب الله نفسه يتعامل بحالة من الغموض مع الأنباء في هذا الصدد، ورغم ذلك نشرت الصحيفة اللبنانية تهديدًا بالرد، في حالة نفذ الجيش الإسرائيلي أية عملية عسكرية.
ضبط النفس
وفي غضون ذلك، دعا ناطق باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، إلى ضبط النفس، ونقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قوله: إن "القوة الأممية على دراية بما تنشره وسائل الإعلام بشأن شخص تسلل عبر الحدود اللبنانية إلى إسرائيل".
وأضاف الناطق أن "قوة اليونيفيل لم تكتشف أية عملية تسلل عبر الخط الأزرق خلال الأيام الأخيرة، وندعو الطرفين للعمل على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في تلك المنطقة".
اختراع إسرائيلي
وقالت صحيفة "معاريف"، إن الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، ربطت بين الحادثة الأمنية وبين الأحداث السياسية التي تشهدها إسرائيل، حول خطة الإصلاح القضائي، وأضافت أن تلك الصحيفة تساءلت "إذا ما كان على لبنان تصديق التصريحات الإسرائيلية بشأن الحادثة التي لا يُعرف إذا ما كانت حقيقية أم اخترعتها إسرائيل".
واقتبست "معاريف" عن الصحيفة اللبنانية أيضا، أن ثمة احتمال أن يكون الهدف من تلك الحادثة تشتيت أنظار الشارع الإسرائيلي والرأي العام هناك عن الأزمة السياسية الداخلية، وتخفيف الضغط عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبدوره، لفت موقع "سروغيم" الإخباري، إلى أن الرقابة العسكرية سمحت بنشر الأنباء عن زيارة غالانت للمنطقة الشمالية، عقب نهاية تلك الزيارة.
وأوضح أنه من غير المعروف بعد كيف تسلل منفذ العملية قادمًا من لبنان، مضيفًا أنه قام بدفن عبوة ناسفة بالفعل، قبل أن تضبطه قوة من جهاز الأمن العام "الشاباك"، والوحدة الوطنية الخاصة لمكافحة الإرهاب "يمام" خلال محاولته العودة من حيث أتى.
وذكر الموقع أن منفذ العملية قُتل خلال محاولة اعتقاله، عقب تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية.
أسئلة كثيرة
وفي الوقت نفسه، نقلت "معاريف" عن مساعد قائد الجبهة الشمالية الأسبق، إيل بن رؤوفين، قوله، إن "ثمة احتمال أن تكون منظمة فلسطينية في لبنان قد وقفت وراء الحادثة".
ولفت القائد العسكري الأسبق إلى أن "العملية في غاية التعقيد، وغريبة إلى حد كبير، وأن هناك علامات استفهام كثيرة حولها دون إجابات"، قائلا: إن "العديد من المنظمات الفلسطينية في لبنان على صلة بحركة حماس في قطاع غزة".
وأضاف أن "السؤال الذي يدور الآن، هو هل أعطى حزب الله الضوء الأخضر لمنظمة فلسطينية لتنفيذ العملية؟ وكم من الوقت قضى داخل إسرائيل؟ وهل تلقى المنفذ مساعدة من أشخاص في إسرائيل؟".
