منازل السودانيين.. ملاذ الفارين من الحرب عوضًا عن مخيمات النزوح
فتحت العديد من الأسر السودانية في ولايات "نهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض"، منازلها لاستقبال مئات الفارين من جحيم حرب "الجيش والدعم السريع" التي دارت رحاها داخل العاصمة الخرطوم، دون الحاجة لإقامة مخيمات نزوح.
ومنذ اندلاع القتال في 15 نيسان/أبريل الجاري، فر آلاف المواطنيين من سكان الخرطوم إلى الولايات، في أول عملية نزوح داخلي لأهالي العاصمة التي طالما كانت مركزا لاستقبال الفارين من حروب الهامش.
وفي مدينة "الدويم" في ولاية النيل الأبيض ينهمك مبارك علي، ضمن مجموعة من الشباب الآخرين، في استقبال الأسر الفارة من حرب الخرطوم، ويقومون بتوزيعها على منازل سكان المدينة.
واستضافت المجموعة آخرين داخل أحد مقرات السكن الجامعي للطالبات، وأصبحوا تحت رعاية القائمين عليها، يقدمون لهم كل الخدمات المطلوبة من طعام وشراب ورعاية صحية.
وقال مبارك علي، لـ"إرم نيوز"، إن شباب مدينة الدويم، توافقوا على استنفار الجهود الشعبية لاستقبال النازحين من حرب الخرطوم وإيوائهم وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك عبر المساهمات الذاتية لسكان المدينة كل بما يستطيع، مشيرا إلى أن بعض الأسر فتحت منازلها واستقبلت جزءا من النازحين.
والشيء نفسه الذي فعله شباب وسكان "الدويم" تكرر في مدن "ودمدني وشندي وابو حمد وعطبرة" حسب ناشطين تحدثوا لـ"إرم نيوز".
وأكد الناشطون أن مئات الأسر النازحة من الخرطوم جرى استقبالها في هذه المدن واستضافتها داخل منازل بعض سكانها، وآخرين داخل مدارس خصصت لهم كمراكز إيواء مؤقتة.
يشار إلى أن أغلب الفارين من جحيم الحرب في الخرطوم، هم ليسوا من سكان العاصمة إنما كانوا قد جاؤوا إليها واستقروا فيها بحكم العمل، والآن عادوا إلى مسقط الرأس في الولايات المعنية، لذلك استقروا مع ذويهم وأُسرهم الممتدة دون الحاجة إلى إنشاء مخيمات في أطراف المدن كما هو معتاد في مثل هذه الظروف.
وتوزعت المجموعات القليلة ممن ليس لهم أقارب في الولايات التي نزحوا إليها على السكان الذين فتحوا أبواب منازلهم لاستقبال الفارين من الحرب وضموهم إليهم كما لو أنهم جزء من العائلة.
ومدينة "ودمدني" عاصمة ولاية الجزيرة، جنوب الخرطوم، واحدة من المناطق التي استقبلت عشرات الأسر الهاربة من الحرب، حيث فتح بعض سكانها منازلهم واستقبلوا النازحين، بينما استضيف آخرون في بعض المدارس التي خصصت كمراكز إيواء، وفق عمران الجميعابي، أحد الناشطين في المدينة.
وقال الجميعابي لـ"إرم نيوز"، إن سكان ولاية الجزيرة في القرى على امتداد طريق الأسفلت الرابط بين "الخرطوم - مدني" ظلوا يستقبلون الفارين من حرب الخرطوم، داخل منازلهم، دون الحاجة إلى إقامة مخيمات نزوح.
وحتى الآن يعيش النازحون الفارون من الحرب في الخرطوم، على المساعدات التي يقدمها لهم سكان المناطق المستضيفة، وسط غياب تدخلات المنظمات الإنسانية الدولية.