دخان يتصاعد من داخل الحدود الإسرائيلية الشمالية
دخان يتصاعد من داخل الحدود الإسرائيلية الشماليةرويترز

تقرير: حزب الله غير مستعد لإهدار ترسانته من أجل حماس

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن مسؤولين بالمؤسستين العسكرية والسياسية أرادوا استغلال فرصة الحرب الحالية بجنوب إسرائيل لتوجيه ضربات لميليشيا حزب الله في لبنان، إلا أن الفكرة أُلغيت، مما وضع سكان مستوطنات الشمال أمام أزمة بلا حلول.

بينما رأت الصحيفة العبرية، أن امتناع ميليشيا حزب الله عن استغلال فرصة الحرب الدائرة في غزة يحمل دلالات، منها أن "المنظمة اللبنانية ورعاتها في إيران، تحرص على عدم إهدار قوتها العسكرية التي بُنيت على مدى عدة عقود، من أجل حركة حماس".  

وذكرت في تقرير لها، الليلة، أن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر "خلق واقعًا جديدًا ليس فقط في غزة، ولكنه جلب تصعيدًا في الشمال، في وقت يدل الواقع الأمني هناك على ضرورة دراسة الطرق الملائمة للعمل؛ من أجل تغيير الأوضاع، ليس فقط مع حماس، إنّما مع حزب الله أيضًا. 

وأعربت مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية عن رغبتها في استغلال استدعاء قوات الاحتياط، وحالة الزخم الحالية؛ من أجل توجيه ضربات كبرى ضد ميليشيا حزب الله، غير أن الضغوط الأمريكية، وفق الصحيفة، وفي غياب الشرعية، وفي ضوء تحديد أهداف الحرب (تدمير حماس كأولوية كما تدعي إسرائيل) تراجعت تلك الرؤية.

وتابعت أنه "على الرغم من استعداد الجيش الإسرائيلي للعمل على جبهتين بالتزامن، إلا أن حربه في الشمال ستُصعِّب عليه الحسم ضد حماس أو تحرير المخطوفين".  

ومضت قائلة إنه "بينما تواصل حماس قصف أهداف مدنية، تعمل ميليشيا حزب الله ضد أهداف عسكرية؛ بغية جذب أكبر قدر من القوات الإسرائيلية إلى الشمال، ووضع صعوبات أمام العمليات الدائرة في الجنوب".  

ترسانة حزب الله 

وتخشى الصحيفة أنه لو دخلت إسرائيل حربا مع ميليشيا حزب الله، فإن عليها أن تواجه ترسانة صواريخ تبلغ 150 ألف صاروخ، أغلبها قصير المدى، يتركز جنوب نهر الليطاني، وكميات كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى منتشرة في عمق لبنان، بما في ذلك صواريخ دقيقة التوجيه، تحمل رؤوسا حربية ذات قوة تدميرة فائقة. 

كما تخشى امتلاك حزب الله عشرات من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ ساحل- بحر متطورة، وقوات بحرية وكتائب مثل "قوات رضوان"، المنتشرة في قرابة 230 قرية شيعية جنوبي لبنان، فضلًا عن وحدات إطلاق المُسيَّرات وغير ذلك. 

دخان يتصاعد من داخل الحدود الإسرائيلية الشمالية
ما هي ترسانة الأسلحة التي يمتلكها حزب الله؟

وتعتقد الصحيفة، أن القوة العسكرية التي تمتلكها ميليشيا حزب الله "تهدف إلى حصد ثمن فادح وغير مسبوق من إسرائيل، سواء كان عسكريًا أو مدنيًا، كما أن تلك القوة كانت قد فرضت ميزان قوى، أدى إلى ردع إسرائيل عن مهاجمة لبنان منذ عام 2006". 

لكن في أعقاب "طوفان الأقصى"، بحسب الصحيفة "تغَّيرت المعادلة، ليس فقط لأن إسرائيل وميليشيا حزب الله تتبادلان الضربات منذ بضعة أسابيع، ولكن لأن سكان خط المواجهة في الشمال سيرفضون العودة إلى ديارهم، طالما وأن خلف الحدود ثمة قوات قد تذبحهم مثلما حدث في غلاف غزة بواسطة حماس"، على حد قولها. 

تغيير الواقع جذريًا 

ودعت عبر محللها العسكري يوآف ليمور، إلى تغيير الوضع في الشمال كجزء من مسيرة الحرب الحالية، وقالت إن ثمة 3 طرق لتنفيذ مهمة من هذا النوع، أولها شن حرب أو عمليات عسكرية محدودة؛ تُبعد قوات الرضوان عن الحدود. 

وأقر المحلل بأن هذه العمليات "يمكن أن تحدث حتى مع عدم وضوح الرؤية بشأن كيفية استئصال المنظومة العسكرية الهائلة التي بنتها ميليشيا حزب الله في القرى الشيعية جنوبي لبنان".  

وبيَّن أن الطريقة الثانية تتعلق بالبعد السياسي؛ إذ يتعين القيام بخطوات على الصعيد السياسي، رغم رؤيته بأن الاعتقاد بأن ميليشيا حزب الله، الذي انتهك قرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن وحظر عليها الانتشار عسكريًا في جنوب نهر الليطاني نوع من السذاجة. 

وذهب إلى أن الطريقة الثالثة يتعين أن تركز على تجهيزات عسكرية مختلفة على امتداد الحدود اللبنانية، بحيث تضمن مستوى كبيرا من الدفاع عن المستوطنات وتردع ميليشيا حزب الله عن العمل ضدها.  

وطالب الحكومة بوضع بدائل عديدة من أجل تحقيق هدف إبعاد ميليشيا حزب الله عن السياج الحدودي، ولكنه حذَّر من التعاطي بسذاجة وتجنب الأوهام، وقال: "لو كان لدينا وهم واحد تبدد إبان سِيمحَت تُوراه (يوم عيد ديني تزامن مع طوفان الأقصى) فإن إسرائيل تعلم ما يعتزم الطرف الثاني (ميليشيا حزب الله) تجهيزه وكيفية تقويضه والرد عليه".  

وذكر أنه لو كانت الخطط الحالية تركز على الجنوب، إلا أنه يتعين توجيه الأنظار إلى الشمال لعدم التورط في حرب سريعة حاليًا، ومن أجل البحث عن طرق مختلفة لتغيير الواقع هناك من الأساس.  

حزب الله فوت الفرصة 

وشككت الصحيفة في القاعدة التي تتبناها إسرائيل بأن ميليشيا حزب الله لا ترغب في التصعيد، وطالبت بالتعامل مع هذا الظن بشكل نسبي، مع أنها أشارت إلى أنه "لو أرادت ميليشيا حزب الله الانضمام للمعركة فقد أتيح لها عدد من الفرص المواتية". 

وأشارت إلى أن امتناع ميليشيا حزب الله عن استغلال تلك الفرص يحمل دلالات، منها أن "المنظمة اللبنانية ورعاتها في إيران، تحرص على عدم إهدار قوتها العسكرية التي بُنيت على مدى عدة عقود، من أجل حركة حماس". 

وقدَّرت أن حزب الله "يرى المشاهد القادمة من قطاع غزة ويخشى استنساخ الخراب الذي لحق به إلى لبنان"، مضيفة: "الوجود الأمريكي بالمنطقة يردع ميليشيا حزب الله؛ إذ يمكن أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل فعَّال".  

وذهبت إلى أن ميليشيا حزب الله، التي فوتت فرص ضرب إسرائيل، "إنّما فعلت ذلك لأن هجوم حماس (طوفان الأقصى) باغتها، تمامًا كما باغت إسرائيل، لقد أقر نصر الله بذلك شخصيًا، واستغرق الأمر وقتًا لكي تؤهل الميليشيا اللبنانية نفسها لمهمات عسكرية ميدانية كاملة".  

وأوضحت أن هذا الموقف "منح الجيش الإسرائيلي فرصة غالية للاستعداد للحرب في الشمال، فقد أخلى المستوطنات واستدعى الاحتياط واستكمل نشر القوات على الحدود الشمالية، الأمر الذي حال دون نجاح حزب الله في تطبيق إحدى قواعده المركزية الخاصة بخطط العمل، وهي اقتحام إسرائيل عبر قوات رضوان التي تنتشر وحداتها في جنوب لبنان". 

وأشارت إلى أن حزب الله لم ينأَ بنفسه بالكامل، ولكنه اضطر لإظهار الحد الأدنى من الارتباط بحماس كمحور مقاومة، راصدة العمليات اليومية التي تحدث على الحدود بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، ومسيّرات.

دخان يتصاعد من داخل الحدود الإسرائيلية الشمالية
تواصل الاشتباكات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com