المدنيون الفلسطينيون ضحايا التطرف الإسرائيلي
المدنيون الفلسطينيون ضحايا التطرف الإسرائيليأ ف ب

"نيويورك تايمز" تحذر من العنصرية الإسرائيلية خلال حرب غزة

حذَّر تقرير من التصريحات التحريضية الصادرة عن شخصيات إسرائيلية بارزة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب الدائرة حاليًّا.

وقال التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذه التصريحات تجعل من استخدام أفكار عنصرية، مثل: قتل المدنيين، والترحيل الجماعي، أمرًا اعتياديًّا على نطاق اجتماعي واسع.

وأفادت الصحيفة بأن حالة من "التعطش من أجل الانتقام" سادت في المجتمع الإسرائيلي عقب هجمات حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، التي ترجمها الزعماء السياسيون إلى تصريحات علنية يقول منتقدوها إنها تجاوزت الحدود ووصلت إلى حد التحريض.

وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، مثل يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي قال بعد يومين من الهجمات، في حديثه عن خطط الجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس في غزة "إننا نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف وفقًا لذلك".

كما أشارت إلى قول نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: "نحن نحارب النازيين"، وإلى قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "يجب أن تتذكر ما فعله بك العماليق، يقول كتابنا المقدس، نحن نتذكر"، في إشارة إلى العدو القديم لبني إسرائيل، في كتاب مقدس، ما فُسر على أنه دعوة لإبادة "رجالهم وعائلاتهم... النساء والأطفال والرضع".

وذكرت الصحيفة أن هذه اللغة التحريضية استخدمت أيضًا من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، كما تم استخدامها من قبل الجنرالات المتقاعدين والمشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا للخبراء الذين يتتبعون التصريحات.

مستوطنون يتدربون على السلاح
مستوطنون يتدربون على السلاحأ ف ب

وأورد التقرير إحصائية لمنظمة "فيك ريبورتر FakeReporter" وهي مجموعة إسرائيلية تراقب المعلومات المضللة والدعوات للكراهية، قالت إن الدعوات إلى "تسوية" غزة أو "محوها" أو "تدميرها" وردت نحو 18 ألف مرة منذ الـ7 من أكتوبر في منشورات عبرية على موقع إكس (تويتر سابقًا)، مشيرة بالمقارنة إلى أن هذه العبارات التحريضية ذكرت فقط 16 مرة خلال الشهر ونصف الشهر التي سبقت الحرب الحالية.

ورأت الصحيفة أن انتشار استخدام هذه المصطلحات والأفكار على نطاق اجتماعي واسع أحدث جدلًا في إسرائيل حيث كان السياسيون اليمينيون المتطرفون والقوميون المتطرفون يختبرون حدود التعبير المقبول حتى قبل الـ7 من أكتوبر.

وأفادت الصحيفة بأن "فكرة توجيه ضربة نووية إلى غزة" أثيرت الأسبوع الماضي أيضًا من قبل وزير يميني في الحكومة الإسرائيلية هو عميخاي إلياهو.

ورأت أنه بينما يصرح نتنياهو بأن القوات الإسرائيلية "تحاول منع إلحاق الأذى بالمدنيين" فإن هذه الإدعاءات قوبلت بالتشكيك حتى في الولايات المتحدة مع ارتفاع أعداد الضحايا في القطاع إلى أكثر من 11 ألف شخص وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وهو ما دفع الأمريكيين إلى الضغط على إسرائيل للسماح بهدنة إنسانية لمدة أربع ساعات يوميًّا في القتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام  نتنياهو في تصريحاته للجمهور الإسرائيلي لكلمة "عماليق" تتناقض مع تصريحاته بشأن تجنب استهداف المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان ومؤلف كتاب "الجدار والبوابة: إسرائيل وفلسطين والمعركة القانونية من أجل حقوق الإنسان" قوله "هذه ليست مجرد تصريحات لمرة واحدة، تم الإدلاء بها في خضم لحظة متوترة، فعندما يدلي الوزراء بتصريحات كهذه، فإن ذلك يفتح الباب للجميع بأن يرددوها".

وأفادت الصحيفة بأن مدير مؤسسة أوفيك الفكرية الإسرائيلية يهودا شاؤول جمع قائمة لشخصيات إسرائيلية أصدرت  286 بيانًا وتصريحًا تحرض على "سلوك غير قانوني".

وقالت الصحيفة إن من هذه الشخصيات مغنيًا إسرائيليًّا يدعى إيال غولان قال في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية في الـ15 من أكتوبر "لا تتركوا شخصًا واحدًا هناك".

المدنيون الفلسطينيون ضحايا التطرف الإسرائيلي
وزير إسرائيلي: إجلاء سكان غزة "هو الحل الإنساني الصحيح"

كما تضم القائمة سارة زوجة نتنياهو، التي قالت خلال مقابلة إذاعية يوم الـ10 من أكتوبر، في إشارة إلى حماس: "أنا لا أسميهم حيوانات بشرية لأن ذلك سيكون إهانة للحيوانات".

ويرى خبراء أن استخدام هذه اللغة التحريضية سيؤدي على المدى الطويل إلى القضاء على فرصة إنهاء الصراع مع الفلسطينيين وإلى تآكل الديمقراطية في إسرائيل وسيولد جيل أصغر سنًّا "يستخدم التحريض بسهولة في مناقشاته مع أصدقائه".

المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com