إعلام إسرائيلي: شكل الرد على إيران سيقرره نتنياهو مع غالانت وهاليفي دون مشاركة الكابينت
قال خبراء ومحللون سياسيون إن المنطقة دخلت مرحلة خطرة، قد يؤدي إلى انفلات لا تحمد عواقبه، بسبب صراعات التوازن بين التمادي الإسرائيلي والطمع الإيراني، وكلاهما يهدفان إلى ابتلاع الأرض العربية والسيطرة على مقدراتها وسلب إرادتها السياسية.
وأن إيران ترتكز على عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، بينما الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين يدعم حالة الاستعصاء السلمي في المنطقة، وخاصة مع مواصلتها المضي في بناء المستوطنات والتصعيد في الأراضي الفلسطينية.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور فيصل الرفوع أن "الأطماع الإيرانية في المنطقة، لم تتوقف، وهي تتجلى اليوم ببرغماتية عالية سلمت بموجبها كل أذرعها لإسرائيل، فقُتل من قُتل، وتم الاستيلاء على مساحات من الأراضي في فلسطين ولبنان، دون أن نشاهد ردَ فعلٍ حقيقيا مؤثرا، ما عدا الصواريخ التي كالعادة لم ينتج عنها أي قتيل إسرائيلي".
وأضاف لـ"إرم نيوز": "بموازاة الخطر الإيراني، هناك خطر إسرائيلي ما زال يأمل بمشروع الدولة الكبرى، ويقتل ويشرد ويرفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية".
وأشار إلى أنه "على النظام الرسمي العربي والدول المؤثرة في مراكز القرار الدولي أن توحد جهودها لوقف التوحش الإيراني والإسرائيلي في المنطقة، ويبدأ ذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وإخراج إيران من كل البلدان العربية طوعاً أو كراهية".
من جهته، يرى الخبير والمحلل الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة أن "الصراع المتصاعد جذوره موجودة، وما يجري هو تأجيل لحسم الصراع عبر حروب الوكالات التي نشهدها في أكثر من جبهة لإيران في المنطقة".
ويضيف السبايلة لــ "إرم نيوز": "نحن نعيش مع إرهاصات عدم التعامل مع مسألة نمو ظواهر الميليشيات وانتشار السلاح، وهو ما يؤدي إلى بروز الصراع بين فترة وأخرى".
ويردف: "بسبب انفتاح جبهات الحرب، أصبح من الضروري التعامل مع أساس المشكلة وليس جذورها، وعليه تسعى إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة بالتعامل مباشرة مع طهران، وليس مع أذرعها المختلفة على أكثر من جبهة في المنطقة".
ويقول عضو البرلمان الأردني الأسبق جعفر الربابعة إن "المنطقة تعاني بالأساس وجود مشروعين لاقتسام النفوذ في البلدان العربية، وكلاهما يستند إلى قواعد دينية وعرقية، الأول إسرائيلي يسعى لتحقيق نبوءات توراتية بدولة إسرائيل الكبرى، والثاني إيراني صفوي يدعم انتشار المذهب الشيعي، ويرفض كل ما سواه".
ويضيف الربابعة لـ "إرم نيوز" أن "المشكلة في المنطقة بإسرائيل وإيران على حد سواء، وعليه يجب على النظام الرسمي العربي التكاتف وطي الخلافات من أجل إيجاد صيغة تكبح جماح تلك المشاريع قبل فوات الأوان".
ودعا إلى أن "تقوم البلدان العربية عبر أطرها التنظيمية بدعم البلدان التي توجد فيها ميليشيات مسلحة لجهة تعزيز قوة نفوذ الدولة وسيطرتها على جميع أراضيها".
واستطرد: "على صعيد آخر، فإن الدول العربية المؤثرة في القرار الدولي مطالبة اليوم بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون لها الكلمة والنفوذ على سائر مساحتها، وأن تضغط كذلك باتجاه وقف النشاط الاستيطاني والتحوط من خطورة التصعيد في الضفة الغربية الهادف إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين".