مذبحة "محمد محمود" شاهدة على صفقات العسكر والإخوان
مذبحة "محمد محمود" شاهدة على صفقات العسكر والإخوانمذبحة "محمد محمود" شاهدة على صفقات العسكر والإخوان

مذبحة "محمد محمود" شاهدة على صفقات العسكر والإخوان

مع مرور الذكرى الثانية لمذبحة "محمد محمود" كانت لقطات الأحداث التي استمرت 6 أيام بمثابة الشموع التي نعى عبرها الشهود الذين تواجدوا في تلك الأيام مئات الشهداء الذين سالت دماؤهم في هذا الشارع التاريخي، وآلاف المصابين الذين فقدوا أبصارهم على أثر طلقات قناصة "الداخلية" التي وجهت إلى أعين النشطاء والثوار.



ما بين ميدان التحرير وموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كان التأبين عبر صور قدمت من سقطوا شهداء ومن ناضلوا داخل هذا الشارع متعرضين للرصاص الحي وقنابل الغاز والغاز السام الذي كان ينتشر في سماء الميدان عبر طائرات هليكوبتر، لتنتهي هذه المعركة بتحقيق مطالب الملايين الذين خرجوا إلى شوارع مصر للتضامن الفعلي مع ما يجري في "محمد محمود"، بإعلان المجلس العسكري جدولا زمنيا لتسليم السلطة بإجراء انتخابات رئاسية.



الحديث عن هذه الأحداث من جانب من خرجوا على أقدامهم أصحاء، لم يغفل وجود صفقة من جانب جماعة الإخوان المسلمين والحكم العسكري بتمديد فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي حتى صيف عام 2014 مقابل قانون الانتخابات الذي كان يخدم جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي، حتى يتم الاستحواذ على الأغلبية البرلمانية، ومن ثم تشكيل الحكومة، وهو ما جعل الجماعة تصف الملايين الذين طافوا شوارع مصر بالخونة والعملاء، ويبارك مكتب الإرشاد قيام قوات الجيش والشرطة بالفتك بشباب الثورة في "محمد محمود".



أحداث "محمد محمود" التي أطلق عليها مسمى الموجة الثانية لثورة 25 يناير، شهدت حرب شوارع واشتباكات دموية ما بين المتظاهرين والقوات الأمنية من الجيش والشرطة، وهي الأحداث التي وصفت بـ"حرب إبادة جماعية للمتظاهرين" باستخدام القوة المفرطة وتصويب الشرطة الرصاص الحي على الوجه مباشرة، لإحداث عاهات مستديمة بالمتظاهرين، فضلا عن استهداف المستشفيات الميدانية، مع استخدام الهراوات والصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي والخرطوش والرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع وقذائف مولوتوف وبعض الأسلحة الكيماوية الشبيهة بغاز الأعصاب وقنابل الكلور وغاز الخردل والفسفور الأبيض والغازات السامة، وذلك مقابل استخدام المتظاهرين الحجارة والألعاب النارية والمولوتوف.

وعلى أثر ذلك قامت منظمة "العفو الدولية" بمطالبة وقف تصدير الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع إلى وزارة الداخلية المصرية لحين إعادة هيكلة الشرطة، بعد أن استوردت مصر من أمريكا 45.9 طن من قنابل الغاز والذخائر المطاطية منذ كانون ثاني/يناير 2011 .



وكانت هذه الأحداث أيضا، بمثابة الدخول الحقيقي لفرق الألتراس في ساحة السياسة، بعد أن كان تواجدهم في جنبات الملاعب والاستادات، حيث كانت فرق الألتراس خط الدفاع الفعال في حرب الشوارع مع قوات الأمن المختلفة، ولعبت هذه الفرق دورا كبيرا في دعم واستمرار الأحداث، حيث احتلوا مقدمة الصفوف أثناء اشتباك بعض المتظاهرين مع قوات الشرطة والأمن المركزي.



وأظهر الألتراس نجاحات في الإبقاء لأطول فترة ممكنة، يواجهون قوات الأمن، التي تمتلك في أيديها جميع الأسلحة والأدوات من قنابل وصواعق داخل شارع "محمد محمود"، الذي كان عبارة عن مكان للأشباح فقط.

واستخدم شباب الألتراس المتواجدون في المعركة الشماريخ للرد على القنابل المسيلة للدموع، التي تستخدمها قوات الأمن المركزي، لتقليل تأثيرها وسط سقوط العشرات من صفوفهم كشهداء، ليأخذ العداء بين الداخلية والألتراس منحى آخر، استمر حتى "مذبحة بورسعيد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com