ماهو الرد العربي الذي يتوقعه الإسرائيليون بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس؟
ماهو الرد العربي الذي يتوقعه الإسرائيليون بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس؟ماهو الرد العربي الذي يتوقعه الإسرائيليون بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

ماهو الرد العربي الذي يتوقعه الإسرائيليون بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

بلغت حالة الجدل الدائر حول إمكانية صدور قرار بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة ذروتها، عقب دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض، وتجسد ذلك في انتقال الإعلام العبري من مرحلة جس نبض الشارع العربي والفلسطيني، عبر تقارير لا تتوقف عن تلك الخطوة المفصلية، إلى مرحلة طرح سيناريوهات ما بعد قرار نقل السفارة، في حال صدوره، والاستعانة بخبراء للحديث عن ردة فعل الشارع العربي والفلسطيني المحتملة، في حال صدور هذا القرار، الذي سيشكل نقطة تحول في تاريخ المنطقة.

وبدا من التدقيق في وجهات نظر الخبراء الإسرائيليين، أن بعضهم لا يستبعد أن يمر قرار نقل السفارة الأمريكية من موقعها الحالي إلى القدس الغربية دون حدوث توترات أو انتفاضة جديدة، وطرح الخبراء سيناريوهات الرد العربي، مفسرين الأسباب التي دفعتهم لوضع هذا التقدير.

العالم العربي والاحتجاج العقيم

الخبراء الإسرائيليون، الذين تحدثوا لموقع "إن. آر. جي" العبري، تراوحت تقديراتهم بين من يرى أن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس سيتسبب في تظاهرات ضخمة للغاية ومواجهات عنيفة وحرائق لن تتوقف بالمنطقة بأسرها، وبين من قدروا أن العالم العربي "سيبتلع الدواء المر، وسيعترض فقط عن طريق المسار الدبلوماسي والسياسي".

وأكد الموقع، أن ثمة معلومات تدل على أن إدارة ترامب ستصدر قرارا قريبا بشأن ملف نقل السفارة، وأن مصادر دبلوماسية سربت معلومات تفيد بأن الملف بات بين يدي ترامب حاليا، ومطروح للنقاش من كل الزوايا.

وأقر الموقع بمدى التباين في آراء الخبراء الذين تحدثوا إليه، ونقل عن "يهودا بلانغا"، المحاضر بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن الإحتجاج الذي سيشهده العالم العربي سيوجه صوب الخارج، بمعنى أن الدول العربية، من وجهة نظره، "ستواصل مناقشة الملف مع ترامب من منطلق المخاطر والأضرار العظيمة التي ستنجم عن ذلك."

وقال المحاضر الإسرائيلي، إن "العالم العربي في حاجة إلى ترامب بشكل مُلح، سواء بسبب الحرب الأهلية في سوريا ومسألة مصير الرئيس بشار الأسد، أو بسبب ملفات أخرى خطيرة جدا تشغل اهتمامه بشكل كبير".

وأضاف أن تلك الدول "ستحتج لا أكثر"، وأنه في حال صدور قرار أمريكي بنقل السفارة دون تنفيذ الخطوة على الأرض، فإن المملكة الأردنية على سبيل المثال "ستتحدث مع السعودية التي تمتلك تأثيرا على مصر، لكي يحاولوا معا وقف خطوة نقل السفارة".

ترامب ليس أوباما

الخبير الإسرائيلي بلانغا، ذهب إلى أن العالم العربي "يدرك أن ترامب ليس أوباما، وأنه في حال غضب فإن أحدا لن يؤثر عليه"، كما أن الرئيس الجديد يدرك مدى حاجة الدول العربية إليه، لذا فإنهم "سيضطرون لعدم الرد على الخطوة وسوف يبحثون عن طرق سياسية للحل".

ولم يستبعد بلانغا، أن ينطبق الأمر على حركة "حماس"، وتابع أن الفارق يكمن في دوافع الحركة مقارنة بالدول العربية، بمعنى أن الحركة التي تسيطر على غزة تفشل في ذلك، وتمارس القاهرة عليها ضغوطا بشأن الأنفاق، وتعاني من تداعيات حالة البطالة، لذا فإن حماس "لن تحاول حاليا الذهاب بالأوضاع إلى تنفيذ عمليات مقاومة باسم القدس"، متوقعا حدوث احتجاجات بسيطة لا أكثر.

الفرقاء الفلسطينيون والوهن

واتفقت رونيت مارزان، الباحثة في شؤون المجتمع الفلسطيني وتاريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا مع الرؤية السابقة، وقالت إن شبكات التواصل الاجتماعي والتصريحات الرسمية الفلسطينية والعربية ستظهر بشكل موحد بأن الأرض ستشتعل ردا على القرار، لكنها تعتقد أن حماس والسلطة الفلسطينية "ستجدان صعوبة في العمل على الأرض ضد القرار المذكور".

وأضافت الباحثة الإسرائيلية، أن حركة حماس لن ترغب في الدخول في مواجهة مع إسرائيل لكي لا تتسبب في إضعاف نفسها أكثر من وضعها الراهن في ظل التظاهرات التي تخرج ضدها في غزة، بسبب أزمات القطاع، كما أن السلطة الفلسطينية تواجه مأزقا كبيرا، ويقف رئيسها محمود عباس أمام تحديات جمة، وأنه لذلك "لن يرغب في الدعوة إلى مقاومة كي لا يضعف نفسه"، لكنها لم تستبعد أن يقدم على ذلك لسبب وحيد، وهو "عدم الظهور وكأنه زعيم تخاذل عن الدفاع عن القدس، أو أنه تعاون في تلك الخطوة".

سيناريو الصراع الديني

قسم عيدو زيلكوفيتش، كبير المحاضرين ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط، والخبير في السياسات الفلسطينية في الكلية الأكاديمية "عيميك يزرعئيل"، ردود الفعل المتوقعة في حال تم نقل السفارة الأمريكية للقدس إلى قسمين، الأول هو رد الفعل الفلسطيني، والثاني هو رد الفعل العربي.

وادعى يزرعئيل، بأن حماس والسلطة الفلسطينية "تمتلكان مصلحة لتوجيه دفة الصراع نحو القدس"، مضيفا أنه "من السهل على السلطة حدوث عمليات في القدس الشرقية وفي البلدة القديمة، لأن هذه المناطق بالأساس لا تقع تحت مسئولياتها الأمنية، لذا فإنها لن تحاسب على ما قد يحدث هناك"، زاعما أنه "من المريح للسلطة أن تحدث حالة من الغضب وأن يتركز إرهاب السكين في القدس فحسب".

وأردف، أن حماس "تمتلك مصلحة مماثلة، في توجيه دفة الصراع نحو مدينة القدس، وما يدل على ذلك هو أن الحركة أعلنت تأييدها لجميع العمليات التي شهدتها المدينة، وأطلقت عليها مصطلح "انتفاضة القدس"؛ ما يعني أنها ستحرص على إشعال الأرض.

وأعرب الباحث الاسرائيلي، عن خشيته من أن ينتقل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إلى العالم العربي ويتحول إلى حرب دينية، مضيفا أنه على الإدارة الأمريكية أن تضع في الاعتبار هذه الحقيقة، وأن منظمات إسلامية ستستغل الخطوة للخروج بتظاهرات شعبية حاشدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مع التأكيد على قدسية المدينة والبعد الديني لها.

ونوه يزرعئيل، إلى أن تنظيمات إسلامية ستنظر لخطوة نقل السفارة الأمريكية على أنها ذريعة لضرب المصالح الأمريكية في كل مكان، وربما أيضا تقوم الحشود بمحاصرة السفارات الأمريكية خلال تظاهرات غضب، فضلا عن وجود احتمالات لتحويل الصراع إلى مسألة عربية إسلامية دينية، وسوف تجتمع أهداف جميع التنظيمات الإسلامية حول هذه القضية.

حديث مبكر

وتواجه خطوة نقل السفارة انتقادات دولية واسعة، ظهرت جليا خلال المؤتمر الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس منتصف هذا الشهر، حين أكد المشاركون أن نقل السفارة يحمل عواقب وخيمة، ويهدد السلام والاستقرار بالمنطقة، هذا بخلاف التحذيرات التي وجهتها السلطة الفلسطينية أخيرا للعديد من الجهات الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتة إلى كون الخطوة تعني إعلان حرب وتجاوزا لجميع الخطوط الحمراء، مهددة بسحب اعترافها بدولة إسرائيل.

واعتبر مراقبون إسرائيليون خلال الأيام السابقة أن تعيين غاريد كوشنير، مستشارا كبيرا بالبيت الأبيض لملف الشرق الأوسط، يدل أن كل ما يحدث حاليا هو مجرد خطوط عريضة لم يُتخذ بشأنها قرار بعد، أو على الأرجح أفكار يعمل طاقم ترامب على بلورتها وتحويلها إلى خطوات، وأن خطوة نقل السفارة لا تبدو وشيكة.

وقال المراقبون، إن المتابع لمواقف وتصريحات الدائرة المقربة من ترامب، سيكتشف أنه تراجع عن وعوده الانتخابية الخاصة بنقل السفارة الأمريكية للقدس، كما أن المحامي اليهودي الأمريكي ديفيد فريدمان، الذي رشحه لتولي منصب السفير الأمريكي في إسرائيل تراجع بدوره.

وصرح شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض يوم أمس الأحد، أنه "ما زال من المبكر نقاش احتمال نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس"، وأضاف في تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء "نحن لا نزال في مراحل مبكرة جدا لنناقش هذه المسألة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com