بالفيديو والصور.. الاحتلال يترجم خطة "المسافة الآمنة" إلى واقع عملي تحسبًا لحرب جديدة مع حزب الله
بالفيديو والصور.. الاحتلال يترجم خطة "المسافة الآمنة" إلى واقع عملي تحسبًا لحرب جديدة مع حزب اللهبالفيديو والصور.. الاحتلال يترجم خطة "المسافة الآمنة" إلى واقع عملي تحسبًا لحرب جديدة مع حزب الله

بالفيديو والصور.. الاحتلال يترجم خطة "المسافة الآمنة" إلى واقع عملي تحسبًا لحرب جديدة مع حزب الله

تشهد الفترة الحالية استعدادات مكثفة بجيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الشمالية، تحسبا لما يقول إنها تحولات جوهرية دفعته لوضع تقديرات بأن فرص اندلاع حرب لبنانية ثالثة باتت أكبر من ذي قبل.

وتفيد مصادر عسكرية أن الاستعدادات الجارية تشمل التدريب على تدمير أنفاق خاصة بمنظمة "حزب الله"، فضلا عن التدريب على مواجهات مباشرة مع عناصر تلك المنظمة داخل العمق الإسرائيلي.

وسرب الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العبرية جانبا من تلك الاستعدادات، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على التجهيز لاحتمالات اندلاع حرب جديدة مع المنظمة اللبنانية، وأنه يعمل على تأهيل قوات برية يمكنها خوض حرب ومواجهات مباشرة مع عناصر "حزب الله" حال تسللوا إلى المستوطنات المتاخمة للحدود.

وكشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأحد، صورا ومقاطع فيديو تظهر تدريب عناصر تابعة لسلاح الهندسة بجيش الاحتلال، بالتدريب على نسف أنفاق افتراضية تابعة للمنظمة، والتي انشغلت خلال السنوات الأخيرة بالقتال في سوريا دعما لنظام بشار الأسد، مشيرا إلى أن التجهيزات الحالية على الساحة الشمالية ستُستنسخ أيضا إلى الساحة الجنوبية وقطاع غزة.

تسلل كتيبة "رضوان"

وبحسب ما أورده الموقع، يعمل جيش الاحتلال على تطوير أساليب التدريب الخاصة بالتعامل مع اللحظات الأولى من اندلاع الحرب، بحيث يتمكن الجنود من التعامل السريع مع تسلل عناصر المنظمة، والتي زعم الموقع أنها هي التي تبنت الرؤية الخاصة برئيس وزراء دولة الاحتلال الأول، دافيد بن غوريون، والتي تنص على ضرورة نقل القتال إلى عمق "العدو" بهدف تحقيق الحسم.

وتابع أن التقديرات الحالية بالجيش الإسرائيلي ترجح أن عناصر كتيبة "رضوان" التابعة للمنظمة الشيعية سيتسللون في المراحل الأولى من الحرب وبشكل مفاجئ إلى إسرائيل وسيحاولون بذلك إحراز نصر سريع ورفع أعلام المنظمة داخل العمق الإسرائيلي، في المناطق التي تمت السيطرة عليها، ولو لبضع ساعات، لا سيما داخل إحدى المستوطنات أو حتى في واحدة من قواعد الجيش الإسرائيلي القريبة من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

أوامر مختلفة

وأردف أن الأسابيع الأخيرة شهدت مناورات واسعة النطاق أجراها الجيش لكي يحاكي الظروف الجديدة ومدى إمكانية التعاطي معها، بما يمكنه من إقرار رؤيته المستحدثة بشأن تلك الساحة.

واختبر جيش الاحتلال إرسال لواء دبابات وقوة برية كبيرة مدعومة بعناصر من الألوية الخاصة للتعامل مع حرب افتراضية اندلعت بشكل مفاجئ. وعلى خلاف الحرب الأخيرة التي اندلعت العام 2006، تلقى جنود الاحتلال أوامر مختلفة تماما، حيث كان عليهم التصدي لعناصر "حزب الله" داخل إسرائيل وليس في الجنوب اللبناني.

وللمرة الأولى طُلب من القوات المشاركة وضع خطط لحماية المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، لا سيما تلك المتاخمة بشكل مباشر للحدود مع لبنان، مع التحسب لاستعدادات قوات كبرى من "حزب الله" لغزو تلك المناطق بشكل متزامن وفي فترة وجيزة. وبالتالي شملت الاستعدادات سد ثغرة كبيرة قد تساعد المنظمة الشيعية في خطتها، وهي الثغرة المتعلقة بالأنفاق المتاخمة للحدود.

وتلقى جنود الاحتلال تعليمات بعمل كمائن في مناطق حيوية محددة، والقيام بعمليات تمويه وخداع تكتيكي، وصد القوات التي توشك أن تتسلل بأكثر من وسيلة، وهو ما استدعى الدفع بقوات كبيرة بهدف حماية المستوطنات ومنع سقوطها في أيدي "حزب الله" طبقا للسيناريو المفترض.

خطر الأنفاق

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أن ثمة تقديرات بأن الأنفاق التي حفرتها منظمة "حزب الله" مازالت أقصر من تلك التي كانت حركة "حماس" قد حفرتها بين قطاع غزة والعمق الإسرائيلي، وأن غالبية الأنفاق الشمالية ربما لا تصل إلى داخل إسرائيل، ولكنها معدة بشكل جيد للوصول، كما أن المنظمة رفعت كفاءة تلك الأنفاق القتالية في القرى الشيعية والمناطق المفتوحة من حولها داخل جنوب لبنان.

وعلى هذا الأساس يحاول جيش الاحتلال وضع صورة للأوضاع الخاصة بتلك الأنفاق، والتي ستسهل وصول مقاتلي المنظمة اللبنانية إلى الحدود، ويفكر في سبل القيام بعمل وقائي في مرحلة من المراحل من شأنها أن تضع حدا لخطر تلك الأنفاق مستقبلا، وهو الأمر الذي شهدته المناورات الأخيرة بمشاركة عناصر سلاح الهندسة.

على رأس المخاطر

ونشر معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي قبل أسابيع معدودة وثيقة، حملت عنوان "التقديرات الإستراتيجية السنوية لإسرائيل.. العام 2017"، اعتبرت أن منظمة "حزب الله" اللبنانية وحركة "حماس" الفلسطينية تقفان على رأس المخاطر التي تهدد أمن إسرائيل.

وأشارت الوثيقة إلى أسباب بقاء المنظمة اللبنانية على رأس المخاطر المزعومة، وقالت إن السبب يكمن في ترسانتها الصاروخية المتنوعة، فضلا عن أنها امتلكت صواريخ دقيقة التوجيه وطائرات دون طيار وعناصر انتحارية، وصواريخ ساحل – بحر متطورة، ودفاعات جوية روسية الصنع، ووحدات برية لديها تدريب مرتفع على احتلال مستوطنات داخل العمق الإسرائيلي، واكتسبت خبرات جديدة من القتال داخل سوريا.

وتمتلك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قناعة بأن الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها ميليشيات "حزب الله" في سوريا ستنعكس على أية مواجهة محتملة مع الجيش الإسرائيلي، ما يعني أن تخفيف الضغط على الجبهة الشمالية الإسرائيلية بعد انشغال "حزب الله" بالحرب السورية لم يبدد مخاوف إسرائيل بشأن الجولة الحربية القادمة.

المسافة الآمنة

وكشفت تقارير إعلامية النقاب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 عن خطة جديدة أقرتها المؤسسة العسكرية بدولة الاحتلال، حملت اسم "المسافة الآمنة"، تتلخص أهدافها في توفير غطاء آمن لقرابة 78 ألف إسرائيلي يقطنون 50 مستوطنة متاخمة للحدود اللبنانية، على مسافات تتراوح بين كيلومتر واحد إلى أربعة كيلومترات.

وتتعلق الخطة الجديدة بإدارة الحرب المقبلة مع "حزب الله" مع ظهور أولى المؤشرات على اندلاعها، ومن ثم تجنب الآثار الأولية والمفاجئات التي يمكن أن تتحقق في بداية تلك الحرب، قبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي في ضرب "بنك الأهداف" الذي حدده سلفا، ما يعني أن المناورات التي تحدث عنها موقع "يديعوت احرونوت" اليوم الأحد تأتي في إطار ترجمة تلك الخطة إلى واقع عملي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com