مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.. صراع "الزعامات" يهدد تحالفات إخوان الجزائر (صور)
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.. صراع "الزعامات" يهدد تحالفات إخوان الجزائر (صور)مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.. صراع "الزعامات" يهدد تحالفات إخوان الجزائر (صور)

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.. صراع "الزعامات" يهدد تحالفات إخوان الجزائر (صور)

دفع هاجسُ خسارة الانتخابات التشريعية المقبلة، بالأحزاب الإسلامية في الجزائر إلى التخطيط لإقامة مشاريع تحالف واندماج إلى درجة وصل الأمر ببعضها إلى الذوبان في البعض الآخر، بعد معارك طاحنة بين زعامات هذا التيار السياسي حوّلت مناضلي الأحزاب الاسلامية إلى وضع متشتت هو الأعمق في البلاد منذ سنوات.

وفي ظرف وجيز، شكّل الزعيم الإسلامي المعارض عبد الله جاب الله، تحالفا مع حزبين آخرين كانا يناصبانه العداء حتى وقت قريب، وهما حركة النهضة التي طردته في السابق من كرسي الرئاسة بسبب موقفها الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أولى سنوات حكمه.

أما حركة البناء الوطني التي يقودها الشيخ مصطفى بلمهدي، فقد كانت تتنازع مع جاب الله تمثيلَ التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حيث عرض مكتب الإرشاد بالقاهرة على "بلمهدي" تأسيس حزب سياسي لمنحه عباءة الجماعة زمن وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى حكم مصر.

وصارت الأحزاب الثلاثة معنية بما صار يُسمى "الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء" في وضع أشبه بحالة الذوبان غير المعلن من طرف أحزاب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله وحركة النهضة وحركة البناء الوطني بزعامة مصطفى بلمهدي.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت حركة مجتمع السلم، التي تقدم نفسها في ثوب الحزب الإسلامي الأقوى بالبلاد، عن "وحدة اندماجية" مع حزب جبهة التغيير الذي يقوده وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة، والفرق بين تكتل "الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء" واندماج الحزبين الأخيرين في بعض، هو أن الأخيرين أعلنا صراحة عن ذوبان حزبيهما في قالب واحد عقب الانتخابات النيابية القادمة.

اندماج ظرفي

وينظر أستاذ العلوم السياسية د. يوسف بن يزة، إلى هذه المساعي على أنها "مجرد اندماج شكلي ظرفي باعتبار أن منشأ أغلب الأحزاب الإسلامية ومرجعها واحد، وهو جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فما يجري الآن هو عودة الفرع إلى الأصل لحسابات تكتيكية تتعلق بالانتخابات النيابية".

ويعتقد الدكتور بن يزة في حديث لـ "إرم نيوز"، أن  الأحزاب الإسلامية تتخوف من عامل الإقصاء والذي يحدد حصول الحزب السياسي على ما لا يقل عن نسبة 4 % من الأصوات في  كل دائرة انتخابية، لضمان الحصول على "الجواز القانوني" لدخول معترك الانتخابات.

وشدد بن يزة، على أن بعض هذه الأحزاب أدركت أنها قد تفشل في العبور إلى المنافسة الانتخابية، فلم تجد من حل سوى تأليف اتحادات وتكتلات مثلما هو متعارف عليه في  الأدبيات السياسية لاسيما في النظم البرلمانية.

وأضاف، أن مشكلة "الزعامات" التي يغرق فيها إخوان الجزائر منذ تأسيس جمعياتهم السياسية قبل نحو 4 عقود، سوف تعجل بانهيار هذه التحالفات المرتبطة حسب رأيه بالتحضير للانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من شهر مايو/أيار القادم.

حساسية الماضي

وتقول الصحافية حكيمة ذهبي، إن التحالفات التي تسبق الانتخابات في الجزائر هي "بدعة سياسية" لا يقوم بها غير الإسلاميين الذين يعتقدون أن السلطة الحاكمة هي من تسببت في "تشتيتهم"، وبالتالي فهم يراهنون مرة أخرى على "جمع هذا الشتات" لإيمانهم بامتلاكهم وعاءً انتخابيًا مهمًا و مُتجذرًا في الأوساط الشعبية.

وتابعت ذهبي في حديث لــ"إرم نيوز"، أن إسلاميي الجزائر فشلوا في تجربة وحدوية خاضوها خلال انتخابات البرلمان عام 2012 ضمن تكتل "الجزائر الخضراء" والذي ضمّ آنذاك 3 أحزاب إسلامية، هي حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني وحركة مجتمع السلم، لكن هذا التحالف انهار قبل نهاية الفترة التشريعية المقدرة بخمس سنوات.

وأجزمت الصحافية المتابعة للشؤون السياسية في الجزائر، أن بذور الفشل قائمة في مشروعي الوحدة بين الإسلاميين سواء جماعة جاب الله وبلمهدي وذويبي أو جماعة مقري ومناصرة، على اعتبار أن صراع "المشيخة" ما يزال يطبع سلوكيات الإخوان مثلما كان الأمر عليه بين قطبي الراحل محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم، والشيخ عبد الله جاب الله الذي تنقل بين ثلاثة أحزاب كان آخرها حزب "العدالة والتنمية" الذي أسسه عام 2012.

وأوضحت ذهبي، أن تحالف جماعتين من الإسلاميين كل على حِدة يعكس خلافات جوهرية كانت قائمة وما تزال، إذ أن الشيخ عبد الله جاب الله حريص على البقاء في صدارة التيار الإسلامي ولا يتردد في التأكيد على أنه أول من شكل فصيلاً إسلاميا بالجزائر، ولذلك قبل بالجلوس على طاولة واحدة مع حزبين خاصماه طويلا، وهما "النهضة" وحركة البناء الوطني.

وتُبرز "ذهبي"، أن حركة مجتمع السلم التي يقودها عبد الرزاق مقري قد قبلت بعودة حزب "جبهة التغيير" المنشق عنها سنة 2008 بسبب الأزمة مع رئيسها السابق أبو جرة سلطاني، تحت عامل الإكراه لمواجهة "زعامة" الفصيل الإسلامي خشية من هيمنته على المشهد وتحوله إلى لاعب رئيس في حسابات حكومة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com