هل ستأذن روسيا للنظام السوري بالردّ على غارات إسرائيل بعد استهداف دمشق؟
هل ستأذن روسيا للنظام السوري بالردّ على غارات إسرائيل بعد استهداف دمشق؟هل ستأذن روسيا للنظام السوري بالردّ على غارات إسرائيل بعد استهداف دمشق؟

هل ستأذن روسيا للنظام السوري بالردّ على غارات إسرائيل بعد استهداف دمشق؟

حذّر مراقبون ومحللون إسرائيليون من احتمال عدم مرور الغارات التي استهدفت مطار المزة العسكري في العاصمة السورية دمشق، ليلة الجمعة، بالطريقة نفسها التي مرت بها الغارات السابقة، والتي نسبت للطيران الحربي الإسرائيلي، وكان آخرها تلك التي استهدفت قاعدة اللواء 38، التابع للفرقة الرابعة في الجيش السوري، فضلًا عن شاحنات على الطريق السريعة دمشق -  بيروت، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأشار روني دانيال، محلل الشؤون العسكرية والأمنية بالقناة الإسرائيلية الثانية، إلى أن الغارة التي استهدفت مطار المزة، تنضم إلى سلسلة من الغارات الجوية التي لا تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها، على الرغم من أن الجانب السوري ينسب على الفور مثل هذه الغارات للجيش الإسرائيلي، وتحرص الأخيرة على الصمت على المستوى الرسمي.

مساحة من النفي

ونوه دانيال أن دمشق فضّلت في السنوات الأخيرة الصمت إزاء تلك الغارات، وخلقت ما وصفها بـ"مساحة من النفي"، أي عدم المبالغة في الحديث عن الجهة المتورطة كي لا تصبح ملتزمة بتوجيه رد مناسب، مضيفًا أن نزعة جديدة بدأت بالظهور في سوريا مؤخرًا، حيث يتم اتهام إسرائيل صراحة بالوقوف وراء الغارات، وهو تطور يقرّب الجانب السوري من النقطة التي سيكون مضطرًا لتوجيه رده.

ولم يتجاهل المحلل الإسرائيلي الشهير وضع الجيش النظامي السوري، والذي ربما لا يسمح له بالرد، لكنه وضع يده على الانتصارات التي حققها مؤخرًا فيما يتعلق بالحرب مع المعارضة، لكن فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، يقول المحلل إن أحدًا من الجانبين لا يبدي رغبة في حدوثه.

واعتبر أن وضعية الجيش السوري حاليًا لا تسمح له بخوض حرب ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي يدفع السوريين للحفاظ على الهدوء والتغاضي نسبيًا عما يحدث فيما يتعلق بالغارات التي تستهدف مواقع عسكرية سورية.

تحوّل سوري

ولاحظ دانيال تحولًا في طريقة تعاطي النظام السوري مع الغارات التي تشن من حين لآخر، من مرحلة الصمت التام وعدم نسب الغارات لإسرائيل، إلى مرحلة التركيز على ربطها بالطيران الحربي الإسرائيلي فور حدوثها، معتبرًا أن الأمر مرتبط بالتواجد الروسي وشعور نظام الأسد أنه تحت رعايته من النواحي العسكرية، ما منحه المجال لاتهام إسرائيل بلا تردد بالوقوف وراء الغارات، لكنه ما زال أبعد من التفكير في الرد المضاد.

وأعلنت إسرائيل من قبل أنها لن تسمح بنقل أسلحة نوعية من سوريا إلى منظمة حزب الله في لبنان، وهدد وزيرا الدفاع، السابق موشي يعلون، والحالي أفيغدور ليبرمان باستهداف أية قافلة تحمل أسلحة محددة تشق طريقها إلى الأراضي اللبنانية انطلاقًا من سوريا، ضمن عدد من الخطوط الحمراء التي حددتها المؤسسة العسكرية بدولة الاحتلال.

وعلى الرغم من مرور الغارات في نهاية المطاف مرور الكرام، إلا أن هناك نقطة غائبة لم يتطرق إليها الجانبان الإسرائيلي والسوري على السواء بشكل واضح، وهي أي أهداف بالتحديد شملتها هذه الغارات، وهل تستهدف بالفعل شحنات سلاح إيرانية كانت ذاهبة لحزب الله، أم أن الحديث يجري عن أهداف تابعة للجيش السوري تسعى إسرائيل لتحييدها دعمًا لأحد التنظيمات العاملة ضد نظام الأسد.

استعراض إسرائيلي

وشنت إسرائيل أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي غارة جوية استهدفت قاعدة تسيطر عليها مليشيات "جيش خالد بن الوليد"، وأشارت إلى أنها كانت في الماضي تتبع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أندوف"، وأعلنت هذه المرة مسؤوليتها عن الغارة.

واتهم النظام السوري سلاح الجو الإسرائيلي بعدها بشن غارتين، استهدفت إحداها قاعدة اللواء 38، التابع للفرقة الرابعة بالجيش السوري، واستهدفت الأخرى شاحنات على الطريق السريعة "دمشق – بيروت"، دون أن يصدر تعليق إسرائيلي رسمي.

وقال محللون إسرائيليون إن سلاح الجو يدرك أن الرادارات الروسية المنصوبة في سوريا يمكنها رصد المقاتلات الإسرائيلية عقب مغادرة قواعدها منذ اللحظة الأولى، وبالتالي فإن النظم الدفاعية الروسية قادرة على إسقاط هذه المقاتلات، إن أرادت.

وزعم يوسي ميلمان، المحلل الأمني والاستخباراتي بصحيفتي معاريف وجيروزاليم بوست الإسرائيليتين، وقتها أن القصف ربما جاء في إطار محاولات إسرائيل تجنب الظهور على أنها فقدت قدرتها على العمل بحرية في سماء سوريا جراء التواجد الروسي.

وحذّر وقتها من أن الغارتين المشار إليهما، جاءتا بمثابة "استعراض محفوف بالمخاطر"، تثيرا إشكالية مع الجانب الروسي، حيث تشكلا إهانة غير محسوبة لموسكو، لا سيما وأنهما تأتيا كأول غارتين منذ أن حذّرت وزارة الدفاع الروسية الجميع من التسلل للمجال الجوي السوري.

الرد على الغارات؟

وطرح خبراء إسرائيليون مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، احتمال انتقال سوريا لمرحلة جديدة، قد تفكر خلالها في الرد على الغارات التي تنسب لسلاح الجو الإسرائيلي، معتبرين أن ثمة سياسات روسية محددة، ربما تمنح السوريين مساحة لتوجيه رد، حتى ولو تمثل في محاولة إسقاط المقاتلات الحربية الإسرائيلية حال تسللت للمجال الجوي السوري.

وربما يفسر هذا الأمر ما يتردد بشأن عمل المقاتلات الإسرائيلية من خارج الحدود السورية عبر صواريخ موجهة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة، سواء من سماء لبنان أو من فوق القسم المحتل من الجولان.

وفتحت الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا منذ التواجد الروسي هناك الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن مدى التزام الجانب الروسي بعهوده إزاء حلفائه الميدانيين. وقدّر مراقبون أن عدم الرد الروسي على استهداف إسرائيل لقوى تقاتل إلى جواره وفي خضم المعارك، أمر غير متعارف عليه من النواحي العسكرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com