"مولانا".. فيلم مصري تفوح منه رائحة المعارضة ويفتح ملفات شائكة
"مولانا".. فيلم مصري تفوح منه رائحة المعارضة ويفتح ملفات شائكة"مولانا".. فيلم مصري تفوح منه رائحة المعارضة ويفتح ملفات شائكة

"مولانا".. فيلم مصري تفوح منه رائحة المعارضة ويفتح ملفات شائكة

لا خلاف على أن مشاهدة فيلم من تأليف الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى، يجعلك مهيّأ نفسيا لرؤية عمل تفوح منه رائحة المعارضة، فهو الكاتب الذي يقف على يسار السلطة دائمًا، وينتقد الأوضاع السياسية دون حسابات.

ففي رواية "مولانا" السينمائية، أراد عيسى أن يكشف النقاب عن قضايا كثيرة شائكة، مثل العنف الذي يسيطر على المجتمع المصري، وتكفير الآخر لمجرد الخلاف في الرأي والتشيّع والبعثات التبشيرية في المسيحية، في حين لم يدرك مجدي أحمد علي مخرج الفيلم أن تقديم هذه القضايا في عمل واحد أمر صعب على المتلقّي، لأنه سيكون أشبة بجرعة مكثفة لمريض في حالة حرجة.

تدور قصة الفيلم حول شخصية حاتم الشناوي الذي جسدها الفنان عمرو سعد، وذلك بعد أن عرف الطريق إلى الفضائيات بالصدفة، وفي غمضة عين أصبح نجمًا تطارده الأضواء.

والحقيقة أن عمرو سعد حاول كثيرا التمرد على أعماله السابقة واكتشاف نفسه من جديد، في الوقت الذي اعتمد فيه عبر أدواره على نفسه فقط، لذلك لم يقدم جديدًا في الأداء  حيث ظهر متقمصًا أداء الفنان الراحل أحمد زكي الذي أصبح عقدة هذا الجيل رغم الرحيل.

قراءة لأحداث الفيلم

في قراءة لأحداث الفيلم، لم نجد أن المخرج مجدي أحمد علي قام بمساعدة الفنان عمرو سعد من ناحية إخراجية لدوره في الفيلم، وذلك لأن علي مخرج تقليدي جدًا فلم نشاهد صورة مبهرة ولا حركة للكاميرا جاذبة للانتباه، ففي لحظات كثيرة حاول المخرج عمل بانوراما بالكاميرا مثل استعرض مبنى المسجد من أسفل إلى أعلى وهذا تكرر في أعمال كثيرة، كما اقترب الفيلم من قضايا عديدة أبرزها العلاقة بين المسلم والمسيحي، وكشف السيناريو أنها في ظاهرها رحمة ومحبة وفي باطنها عذاب.

ففي أحد مشاهد الفيلم، ترى مشهد انفجار في كنيسة الأمر الذي على إثره يتوجّه وفد من شيوخ الأزهر لتقديم واجب العزاء ومشاركة المسيحيين أوجاعهم، فيقرر المسيحيون الرد على شيوخ الأزهر بإلقاء الحجارة.

ويحسب للرقابة على المصنفات الفنية تمرير هذا الفيلم، الذي يكشف عن أن الوحدة الوطنية في مصر، مجرد شعار وصورة تجمع بين الشيخ والقسيس، وتنتهي بالتعليق على الجدار.

المآخذ على الفيلم

من المآخذ على الفيلم، أن الحوار كان ضعيفًا إلى حد كبير، خاصة الذي جمع بين الشيخ حاتم الشناوي ورجال أمن الدولة حيث اعتمد على المباشرة والخطابة، ما  أفقد العمل جماليات كثيرة.

كما أن البناء الدرامي لشخصية الشاب المتطرف التي جسدها الممثل أحمد مجدي نجل المخرج، وارتبطت بعلاقة قرابة بالنظام كان هشا جدا وباهتا إلى حد كبير، في حين أن العنصر النسائي في الفيلم حضر بلا طعم، حيث أدت الفنانة التونسية درة دور زوجة الشيخ حاتم دون أن تقدم أي جديد عن أدوارها السابقة، وكذلك كان أداء ريهام حجاج فتاة أمن الدولة تقليديا إلى حد كبير.

"مولانا"، رواية سينمائية جيدة لكنها ضحية الحوار الضعيف وتقليدية المخرج، كما أن مونتاج سولافة نور الدين لم يكن موفقًا في كثير من الأحيان، والنبرة المرفعة في الحوار لم تجعلنا نشعر بتأثير الموسيقى التصويرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com