برنامج كيري للدولة الفلسطينية.. ماذا سيمكث منه في الأرض؟
برنامج كيري للدولة الفلسطينية.. ماذا سيمكث منه في الأرض؟برنامج كيري للدولة الفلسطينية.. ماذا سيمكث منه في الأرض؟

برنامج كيري للدولة الفلسطينية.. ماذا سيمكث منه في الأرض؟

خلال الساعات الماضية التي أعقبت إلقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كلمته الدفاعية عن موقف واشنطن من قرار مجلس الأمن 2334 والمتضمنة مقاربة برامجية للرؤية الأمريكية لإقامة الدولة الفلسطينية، قيل الكثير في توصيف تلك الكلمة ما بين أنها شجاعة، وأنه خطاب مهووس ، أو أنه برنامج "قليل متأخر".

ومعظم ما ضمّنه كيري في كلمته، لم يكن جديداً. فقد قاله قبل ثلاثة أسابيع تقريباً في منتدى سابان، وأمضى السنوات الثلاث الماضية التي توقفت فيها الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية، وهو يهمهم بوعد أن يتحدّث بما وصفه مؤخراً أنه "كلام مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل ويعاند الإدارة الدولية ويهدد مستقبل بلاده".

وأغدق الكثيرون من ذوي الاختصاص، في إضفاء الأهمية على مبدأ أن تٌعيد واشنطن التأكيد على موقفها المؤسسي المتسلسل المتمثل باعتماد حلّ الدولتين على أرضية قرار مجلس الأمن 242، الذي يعني أن المستوطنات غير شرعية وأن القدس نصفها محتل، وبالتالي فإنها يمكن أن تكون عاصمة لدولتين.

وفي إشارته الأخيرة، تلك، ترك  كيري الباب مفتوحاً لما وصفه الدكتور مصطفى البرغوثي، أمين حركة المبادرة الفلسطينية، بأنه سماح باستبدال القدس القديمة غير المحتلة يأخذ أحياء المحافظة الكبرى كحيي أبو ديس أو العيزيرية لتكون العاصمة الفلسطينية.

وكذلك تحدث كيري عن قضايا أساسية في صلب حلّ الدولتين، مثل اللاجئين، بلغة تترك المجال واسعاً لمختلف الاجتهادات التخريجية، ومنها ما كان قبل أن تعلن السلطة الوطنية الفلسطينية أنها وافقت عليه دون إجماع عربي.

وفي سياقات أصداء وتداعيات كلمة كيري، تصادف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقرر استدعاؤه للتحقيق في قضية جنائية معزّزة بأدلة قوية.

ماذا بقي لمؤتمر باريس؟

وعلى مستوى آخر، فإن كلمة كيري شكلّت قيداً إجرائياً على ما يمكن أن يصدر من مؤتمر باريس الدولي، بعد ثلاثة أسابيع، في سعيه لبرمجة إقامة الدولة الفلسطينية. فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده لن تقرّ أي محاولة للاعتراف بدولة فلسطينية تقام بقرار منفرد، وهو خيار كان واردا أن يصدر عن مؤتمر باريس ليفتح المجال  لمفاجآت  لها من يضعها في الحساب.

حماس ترامب

ولكن في مقابل كل ذلك، كرّر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ملاحظاته السلبية تجاه مجلس الأمن، وتجاه إدارة باراك أوباما التي وصفها بأنها تعرقل برنامج المرحلة الانتقالية.

وعلى صفحته في "تويتر" كتب ترامب بلغة  المسيرات الشعبية قائلًا : "احتفظي بقوتك يا إسرائيل، الـ20 من كانون الثاني/يناير قريب جدا". الأمر الذي يعزز قناعات شائعة بأن ما طرحه كيري سيضحي بلا معنى خلال ثلاثة أسابيع عندما يصل ترامب ويجد أن ملف القضية الفلسطينية تقدم على سلّم الأولويات، دون أن يكون هناك برنامج فلسطيني أو عربي جاهز،  وليس جاهزا سوى  المستجدات التي هدّد بها نتنياهو وأمر وزراء حكومته ألا يتحدثوا بها، كونها – كما قيل - تعتمد خيارات عنيفة تجعل من إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية مسألة مستحيلة على أرض الواقع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com