إسرائيل تحاول إنقاذ برنامجها الفضائي بواسطة "بوينغ"
إسرائيل تحاول إنقاذ برنامجها الفضائي بواسطة "بوينغ"إسرائيل تحاول إنقاذ برنامجها الفضائي بواسطة "بوينغ"

إسرائيل تحاول إنقاذ برنامجها الفضائي بواسطة "بوينغ"

لجأت شركة الفضاء والاتصالات الإسرائيلية "سبيسكوم" العاملة في مجال توفير الخدمات الفضائية للسوق الإسرائيلية، وتسويق خدمات الأقمار من عائلة "عاموس" محليا وخارجيا، لشركة "بوينغ" الأمريكية، لتزويدها بقمر اتصالات جديد، ليحل محل القمر "عاموس 5" الذي فُقد الاتصال به في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، في ظل فشل مشروع قمر الاتصالات "عاموس6".

ووقعت الشركة الإسرائيلية عقدا مع "بوينغ" الأمريكية، والتي تعد الأكبر في مجال الصناعات الجوية والفضائية، ستعمل الأخيرة بمقتضاه على تصنيع قمر اتصالات جديد، سيحمل اسم "عاموس 17"، على أن يصبح جاهزًا للدخول إلى مداره الفضائي في الربع الأول من عام 2019، وتستهدف خدماته قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

مسؤولية كاملة

وأشار موقع "هايدعان" الإسرائيلي اليوم الخميس، إلى أن الشركة الأمريكية ستكون مسؤولة كلية عن إطلاق القمر ووضعه في مداره، في موقع القمر "عاموس 5" نفسه وهو 17 درجة شرقا، بعد فحص جميع الخطوات التقنية والفنية، وبعدها تتسلم الشركة الإسرائيلية إدارة القمر في موعد لا يتجاوز 20 آذار/ مارس 2019.

وقدرت مصادر أن تبلغ كلفة شراء القمر الاصطناعي فضلا عن مكوناته التي تشمل البرمجيات والتكنولوجيا ومركز السيطرة والمراقبة الأرضي لإدارته وتشغيله، إضافة إلى خدمة إطلاقه بمعرفة "بوينغ"، قرابة 161 مليون دولار أمريكي، تشمل أيضا تأمين عملية الإطلاق وضمان عمله في المدار الخاص به.

وتعتزم الشركة الإسرائيلية جمع هذا المبلغ عبر دعوة المواطنين للتبرع بهدف إنقاذ هذا المجال، فضلا عن عزمها التوجه إلى كيانات ومؤسسات ومصارف محلية ودولية.

تطوير الخدمات

ونقل الموقع عن دافيد بولاك، مدير عام الشركة، أن القمر "عاموس 17" سيعد من الأقمار المتطورة، وأنه سيوفر حلولا موثوق بها للعملاء، مضيفا أن شراء قمر اصطناعي من شركة "بوينغ" العملاقة يعد ضمن استراتيجية الشركة لتطوير خدماتها.

وتخفي تصريحات بولاك، حقيقة اضطرار الشركة للجوء لعملاق الصناعات الجوية والفضائية الأمريكي، للتغلب على آثار الكارثة التي حلت بصناعة الفضاء الإسرائيلية، عقب خسارتها لمشروعي "عاموس 5/6" في غضون أقل من عام واحد.

الحكومة مسؤولة

وعقد مدير عام وزارة العلوم الإسرائيلية بيرتس وازان، مؤتمرا صحافيا، قبل أيام، استعرض خلاله نتائج تحقيقات اللجنة التي شكلتها الوزارة للوقوف على ملابسات انفجار قمر الاتصالات الإسرائيلي "عاموس 6" في أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال عملية إطلاق تجريبية بقاعدة "كاب كانافيرال" بولاية فلوريدا الأمريكية.

وأكد وازان ضرورة تلافي أزمة خطيرة تتعلق بملكية الشركات التي ستدير الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية، مشددا على حتمية أن تكون إدارة الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية بأيدي إسرائيل بشكل كامل، محملا الحكومة المسؤولية عن تدني مستويات الاستثمار في مجال الفضاء، وداعيا إلى ضرورة إطلاق قمر اصطناعي جديد كل أربع سنوات على الأقل.

أزمة ثقة أم انهيار؟

ويعني اللجوء للشركة الأمريكية في أفضل الأحوال أن الاجتماعات التي عقدتها جهات حكومية، وعلى رأسها وزارة العلوم، مع ممثلي وزارة المالية وشركة إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية، ووكالة الفضاء الإسرائيلية، والخبراء والمتخصصين في هذا المجال، لمناقشة تداعيات انفجار "عاموس 6"، وتوصيات اللجنة المشكلة في هذا الصدد، انتهت بأن تم الاعتراف بأن الجهات التي تقف وراء تصنيع الأقمار وتسويق الخدمات الفضائية في إسرائيل لم تعد محل ثقة.

ولا يتوقف الحديث عن أزمة الثقة التي تعاني منها حاليا صناعة الفضاء الإسرائيلية، فقد يعني اللجوء إلى الشركة الأمريكية أيضا أن الحديث يجري عن انهيار تام، وفقدان القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية، أو توفير الموازنة المطلوبة لبناء قمر جديد يعوض كارثة خسارة القمرين المشار إليهما.

وترك الفشل الإسرائيلي في إطلاق "عاموس 6" أزمة كبرى، حيث كانت تطمح في تزويد مناطق بالعالم العربي بخدمات الإنترنت، من بينها الأردن وغرب العراق وغالبية الأراضي السورية، فضلا عن تغطية إسرائيل بالكامل بتلك الخدمات وعلى رأسها خدمات الفيسبوك، بحسب ما كشفته الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا".

وطبقا لوكالة الفضاء الأمريكية، فقد وقعت شركة "سبيسكوم" الإسرائيلية عقدا مع شركتي فيسبوك الأمريكية ويوتيلسات الفرنسية أواخر عام 2015، ينص على تخصيص 18 قناة بالقمر الإسرائيلي لصالح خدمات الشركتين في مناطق واسعة من العالم، بما في ذلك في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة تجمع دول الساحل والصحراء.

ويعد التوقيع مع "بوينغ" ضربة أخرى لسمعة شركة "إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية"، لأنه يعني أن الأخيرة عاجزة عن سد هذه الثغرة، في وقت وقفت فيه وراء تصنيع جميع أقمار عائلة "عاموس" عدا "عاموس 5" الذي صنعته شركة (JSC) الروسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com