الجزائر تنتقد التشكيك الأمريكي بشأن استقرارها الأمني
قالت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الخميس، إن التحذير الدوري الأمريكي من السفر الموجّه للمواطنين الأمريكيين المدعوين للسفر إلى الجزائر، لا يزال ينظر إلى الوضع الأمني في الجزائر بنظرة مشوهة وآلية لا تعكس الواقع.
وأكدت الخارجية الجزائرية، أن أمن الجزائر مستتب بصفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر للتخلص من "الإرهاب"، وبفضل التجند واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي واسلاك الأمن على كامل التراب الوطني.
واستطرد بيان الخارجية قائلا :" الجزائر التي قدمت تضحيات جساما في مجال مكافحة الإرهاب حريصة على أعلى مستوى على تقديس الروح البشرية، وأنها تقوم لصالحها ولصالح الغير بعمليات دائمة للوقاية والقضاء على التطرف العنيف ضمن مقاربة متناسقة للتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب".
ونوه البيان إلى أن جميع الرسائل الأحادية الجانب التي تسعى -دون جدوى- إلى ضمان حماية انتقائية وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة "الإرهاب" ذات مفعول عكسي ولا أساس لها.
وكانت الخارجية الأمريكية، حذرت أمس الأول، مواطنيها من السفر إلى الجزائر بحجة أن المخاطر الأمنية لا تزال قائمة ومحتملة، حيث اعتبرت أن النشاط "الإرهابي" والخطف يشكلان تهديدا للرعايا الأمريكيين في الجزائر، خاصة في منطقة القبائل وجنوب وشرق البلاد.
وتكشف اللهجة التي تم الردُّ بها على تحذيرات واشنطن، انزعاجًا جزائريًا رسميًّا حدّ الصدمة من استمرار التعالي الأمريكي في التعامل مع الجزائر رغم تصريحات الثناء التي يتبادلها مسؤولو البلدين.
ويقول الصحفي مصطفى عثماني، المتخصص في شؤون الجنوب الجزائري، إن الوضع الأمني هناك مستتبٌّ ولا يوجد ما يستدعي القلق من التهديدات "الإرهابية"، إذ أنه لم يُسجّل أي حادث اعتداء مسلح على مواطنين أو هجوم "إرهابي" بهذه المنطقة منذ فترة.
ويعتقد عثماني في تصريحات لـ " إرم نيوز"، أن التعزيزات الأمنية المشددة والدوريات المرافقة للسياح الأجانب جنوب الجزائر، من شأنها أن تعطي انطباعًا سيئًا على استتباب الأمن بضواحي البلد.
وأضاف الإعلامي الجزائري: "تحذيرات واشنطن تناقض التصريحات الرسمية للأمريكيين الذين لا يتركون مناسبة إلا وأطلقوا فيها عبارات الثناء على التعاون الأمني مع الجزائر وتجربة الأخيرة في مكافحة الإرهاب".
