في يوم حقوق الإنسان.. سجناء تونسيون يشاركون في حفل فني ومعرض إبداعي
سمحت السلطات الأمنية التونسية، للسجناء، بتنظيم حفل فني خارج أسوار السجن، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، في بادرة وصفتها مديرة مكتب المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في تونس بأنها "إقبال على الحياة وتصالح مع النفس".
وفي هذه المناسبة، التي تعتبر الأولى من نوعها في تونس وربما في العالم العربي، شهدت المدرسة الوطنية للسجون والإصلاح في تونس العاصمة، فعالية من إبداع السجناء والسجينات، تضمنت معرضًا لمنتوجاتهم وابتكاراتهم، إلى جانب تنظيم حفل موسيقي نفذه عدد من مساجين سجن "برج الرومي" في مدينة "بنزرت" وسجينات من سجن النساء في مدينة "منوبة".
ولاقت هذه المبادرة استحسان السجناء والسجينات، وكذلك المسؤولين الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة.
وأكد وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان المهدي بن غربية، على أن "الهدف من مثل هذه الأنشطة هو الارتقاء بأوضاع السجناء في تونس"، مشدّدًا على أن "السجين لا بدّ أن يتمتع بحقوقه كاملة داخل السجن كما في خارجه".
عمل إبداعي
من جانبه، شدد مدير سجن برج الرومي، مكرم عمار، على أن "إدارة السجون والإصلاح تحرص على دعم العمل الإبداعي والثقافي في إطار توجهها الإصلاحي والتأهيلي للمساجين، بالتعاون مع الوزارات المعنية ومنظمات دولية بهدف تيسير إعادة إدماج المساجين في المجتمع كمواطنين أسوياء وكاملي الحقوق".
من جهتها، أكدت مديرة مكتب المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في تونس غابريال رايتر على أن "المنظمة تعمل على ضخ الطاقات المعنوية لدى المساجين، من خلال رصد وضعياتهم وطريقة التعامل معهم داخل السجون، فضلا عن تشخيص تجاربهم خلال فترة عقوبتهم ومدى تأثيرها على حالتهم النفسية".
وأضافت رايتر في تصريحها لوكالة "تونس أفريقيا" للأنباء أن "المساجين بالرغم من عيشهم مسلوبي الحرية لفترة معينة،إلا أن الفقرات الموسيقية التي قدمتها فرقة المساجين كانت على مستوى فني راق، جمع بين الثقافة التونسية والأغاني المحملة بمعاني التوق إلى الحرية والإقبال على الحياة، والمصالحة مع النفس للانطلاق من جديد نحو حياة أفضل".
تأثير إيجابي
بدوره، قال أحد المساجين المساهمين في الحفل الموسيقي، للقناة الوطنية الفضائية، إن "مثل هذه التظاهرات يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على نفسيات المساجين فيقبلون على الحياة، وعندما يغادرون السجن لا يجدون صعوبة في التأقلم من جديد مع الحياة العامة".
وأوضحت إحدى السجينات أنها "وصديقاتها مبتهجة جدًا بهذا الاهتمام، وهو ما يؤكد على عدم ارتكاب جرائم جديدة حال الخروج من السجن والعودة إلى المجتمع"، مشيرة إلى أنها "يمكن أن تتعلّم الكثير مما ينفعها وهي في السجن".
