بعد نشر فتاوى محرضة..قائمة سوداء لـ "شيوخ الفضائيات" بالجزائر
بعد نشر فتاوى محرضة..قائمة سوداء لـ "شيوخ الفضائيات" بالجزائربعد نشر فتاوى محرضة..قائمة سوداء لـ "شيوخ الفضائيات" بالجزائر

بعد نشر فتاوى محرضة..قائمة سوداء لـ "شيوخ الفضائيات" بالجزائر

شرعت لجنة حكومية جزائرية في وضع قائمة سوداء لأسماء عدد من رجال الدين الممنوعين من الظهور على القنوات الفضائية، وذلك بعد تسجيل السلطات المعنية ما اعتبرتها "انحرافات خطيرة" في بثّ فتاوى دينية على الهواء.

وترى الدولة الجزائرية أن بعض تلك الفتاوى يحرّض على كسر قيود المجتمع ويناصب الحكومةَ العداء، وبعضها الآخر يشيد بالإرهاب ويبرّر أعمال العنف في البلاد وخارجها.

وقال مصدر مطلع في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن "اللجنة الحكومية مشكلة من كوادر وخبراء في وزارات الإعلام والشؤون الدينية والداخلية والدفاع الوطني والثقافة والتعليم، وهدفها التصدّي لتطرّف يجري بثّه على القنوات المحلية المحكومة بقانون إعلام أجنبي في غياب قانون جزائري يضبط نشاط الفضائيات".

وأفاد المصدر بأن "القائمة التي يجري إعدادها تشمل إعلاميين وسياسيين ينشرون التطرف عبر المؤسسات الإعلامية، ما يعني أن حكومة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بدأت بتنفيذ تهديداتها غداة تنصيب هيئة مستقلة لمراقبة نشاط الفضاء السمعي والبصري في البلاد".

وتتوجس السلطات في الجزائر من رجال دين يمارسون نشاط الفتوى على شاشات الفضائيات المحلية، خصوصًا أن بعض هؤلاء يناصبون الحكومةَ العداء ويخوضون في الشأن العام والخاص عبر فتاوى مشبوهة ومشكوك في مصدرها وبعيدة كل البعد عن جوهر المرجعية الدينية للجزائريين، علاوة على جنوح عدد من مقدّمي البرامج إلى خطاب التطرف والإشادة بتنظيمات موالية لداعش والقاعدة.

واستعجلت اللجنة الحكومية ضبط هذه المسألة التي تهدد النظام العام والنسيج المجتمعي والمرجعية الدينية، إذ مقابل وضع قائمة سوداء لأولئك، سيتمّ كذلك اعتماد كوادر مؤهلة ومعترف بكفاءتها العلمية والدينية، بمصادقة من وزارة الشؤون الدينية.

وأردف المصدر أن "السلطات تنوي تكرار تجربة التلفزيون الحكومي الذي يستضيف حصراً أئمة وخطباء معتمدين في وزارة الأوقاف، كذلك الأمر بالنسبة للإذاعات الجهوية الحكومية التي لا تستقبل في برامجها سوى أئمة يتم توجيههم إليها من مديريات الشؤون الدينية بالمحافظات الجزائرية".

إدانات متعددة

في السياق ذاته، أدانت سلطة الضبط السمعي البصري بشدة استضافة قنوات محلية لشيوخ يعرضون فتاوى مشبوهة على القنوات الفضائية، واعتبرتها خطرًا على الأمن القومي للبلاد سواء كانت منتجة محليا أو مستوردة، التي من شأنها زرع وتغذية كل أنواع التعصب والتطرف.

ورأت الهيئة الحكومية، في بيان لها، أن البرامج الدينية المقدمة على الفضائيات المحلية تغلب على محتوياتها انحرافات ظلامية بالنظر إلى خطابات العنف التي تؤسس لعدم الاستقرار والفتنة والتفكك الاجتماعي، ما من شأنه أن يشكل خطرًا حقيقيًا على أمن البلد.

وانفجر خلاف حاد بين عدد من أقطاب التيار السلفي بالجزائر وأحد الشيوخ الذين يقدمون برامج تلفزيونية وهو شمس الدين بوروبة، إذ اتهمه خصومه بالبهتان والأباطيل ونشر فتاوى زائفة ومتطاولة على الإسلام والحاملة للبدع والإفك والابتذال، على حد وصفهم.

وخلص عدد من العلماء إلى أن "الشيخ شمس الدين بوربوبة ليس أهلاً للفتوى ولا يجوز أخذ العلم عنه أو طلب النصح منه".

هاجس سنين الجمر

في ذات الإطار، فعّلت أجهزة الأمن الجزائري إجراءات كانت تعمل بها في سنوات العشرية الحمراء التي شهدت نشاطًا إرهابيًا مكثفًا في سنوات التسعينيات، وذلك من خلال مراقبة المساجد والتحري حول الأئمة والخطباء ومراقبة نشاطاتهم داخل الجوامع وخارجها وحظر الخطب السياسية وتجميد مهام الأئمة بمجرد انخراطهم في الأحزاب والتنظيمات السياسية.

وأطلقت الأجهزة الأمنية في الجزائر حملة واسعة النطاق في صفوف نشطاء ومتدينين يشيدون بالإرهاب ويحرضون عليه كما يبررون لنشاطات تنظيم داعش المتشدد.

واعتقل صحافي يدعى عبد المنعم شيتور من مقر عمله في فضائية "الشروق" لهذه الأسباب، بينما التحريات متسمرة لاعتقال نشطاء آخرين يروجون للتطرف العنيف في كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومجالسهم بالأحياء الشعبية في العاصمة ومدن جزائرية أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com