بعد إنهاء "العصيان".. هل فشلت المعارضة السودانية في تحريك الشارع ضد البشير؟ 
بعد إنهاء "العصيان".. هل فشلت المعارضة السودانية في تحريك الشارع ضد البشير؟ بعد إنهاء "العصيان".. هل فشلت المعارضة السودانية في تحريك الشارع ضد البشير؟ 

بعد إنهاء "العصيان".. هل فشلت المعارضة السودانية في تحريك الشارع ضد البشير؟ 

أنهى السودانيون اليوم الثلاثاء، العصيان المدني الذي نفذه معارضون ونشطاء سياسيون الأحد الماضي، احتجاجا على فرض الحكومة قرارات اقتصادية أدت إلى رفع أسعار المواد الأساسية وتعريفات الأدوية، ورسوم الماء والكهرباء والمحروقات، الأمر الذي يجعل قدرة معارضي الرئيس عمر البشير على تحريك الشارع ضده محل تساؤل.

ورغم نجاح دعوة العصيان في يومها الأول والثاني، إلا أن مظاهر الحياة بدأت تعود تدريجيًا في العاصمة الخرطوم، حيث زاول معظم المواطنين أعمالهم في المؤسسات الحكومية والخاصة، ولكن هنالك بعض المؤسسات مازالت متأثرة بالعصيان.

وفي أول تعليق له على العصيان، قال الرئيس السوداني عمر البشير، في تصريحات اليوم الثلاثاء، إن العصيان المدني في بلاده كان فاشلاً بنسبة "مليون في المئة" مبررًا ارتفاع الأسعار الأخير بأنه كان نتيجة خطأ من قبل الجهات المختصة، وأن بلاده في حاجة إلى برنامج إصلاح اقتصادي.

ويرى البشير، الذي وصل إلى السلطة في عام 1989 عبر انقلاب عسكري، أن الأسعار في بلاده مازالت أقل كثيرًا مقارنة بدول الجوار، حيث أشار إلى أنه على الرغم من أن السودان فقد 90% من عوائد العملة الأجنبية من النفط عقب انفصال دولة جنوب السودان، فإن معدل التضخم هبط إلى 13% بعد أن كان قد لامس سقف الـ60%.

وانقسم الشارع السوداني، إلى قسمين حول نجاح العصيان وفشله، خاصة بعد تجاهل الحكومة للمطالب التي بسببها انطلقت الدعوات.

وقال بخاري الجعلي، المحلل السياسي، إن العصيان من حيث المبدأ نجح خاصة في اليوم الأول، مشيرًا إلى أن العصيان بعث برسالة قوية وواضحة للحكومة السودانية، تتمثل في أن السودانيين قد تنبهوا إلى وجود وسائل سلمية أخرى يمكن أن يعبروا من خلالها عن قضاياهم ومشكلاتهم.

ونوه الجعلي في تصريحات لـ "إرم نيوز" إلى أن السودانيين عبّروا خلال أيام العصيان إلى حد كبير عن رفضهم للقرارات والإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا، قائلا "العصيان المدني لم يفشل كما تقول الحكومة، لأن السودانيين أعادوا وسيلة غابت منذ زمن طويل وهي التعبير عن قضاياهم بطرق سلمية".

وفيما يتعلق بخيارات المعارضة المتوقعة في الوقت الحالي، اكتفى الجعلي بأنه من السابق لأوانه الحديث عن هذه الخيارات، ولكن ما تم سيكون محل دراسة.

وأضاف الجعلي وهو أيضًا أستاذ قانون بالجامعات السودانية، أن اليوم الأول للعصيان كان ناجحًا، ولكن في اليوم الأخير تراجع، مشيرًا إلى أن "سبب التراجع يعود إلى أن معظم الموظفين يعملون في الحكومة والأعمال الحرة، وأن الظروف الاقتصادية ضغطت عليهم وأجبرتهم على مزاولة عملهم، لأن ليس لديهم مصادر دخل أخرى".

بدوره قال الدكتور بشير آدم رحمة القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المعارض، الذي قبل دعوة الحوار الوطني، إن حزبه "لن يقوم بأي خطوة استباقية في الوقت الراهن إلا بعد نهاية الحوار، مشيرا إلى أن التغيير لن يحدث الإ بإصلاحات سياسية".

ولم يبين رحمه موقف حزبه من العصيان المدني بشكل واضح، لكنه أشار إلى أنه مع الحريات والحوار، مؤكدًا في ذات الوقت أن حزبه مع أي ضغوط سلمية على الحكومة إذا لم تؤدي إلى الفوضى الأمنية، مشيرا إلى أن الضغط بالقوى لإسقاط النظام الحالي في هذا التوقيت وبدون صناديق انتخابات غير جيد لأن وضع البلاد هشٌّ ولا يسمح بذلك.

وقال رحمة في تصريحات لـ "إرم نيوز" إن "أفضل حل آمن للسودانيين، هو الحوار الوطني والصبر عليه، مؤكدًا أن مخرجات الحوار يمكن أن تحل أزمات السودان"  مضيفا "الآن توجد خطوة الحوار الوطني، ويجب أن يواصل الجميع فيها وعلى السودانيين انتظار  تنفيذ مخرجاته في يناير المقبل"، مؤكدًا أنه إذا فشل الحوار فإن الخيارات الأخرى متاحة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com