جنود إسرائيليون داخل مدينة غزة
جنود إسرائيليون داخل مدينة غزةرويترز

هل تؤثر التقلبات الجوية على عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة؟

حذَّرت مصادر إسرائيلية، اليوم الأحد، من تأثر عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، ولا سيما تلك التي يشنها سلاح الجو، بالتقلبات الجوية والأمطار المحتملة، بدءًا من يوم الثلاثاء المقبل.

وبينما ستُقيد الأمطار والرياح الشديدة المحتملة، تحليق المقاتلات الإسرائيلية، ستعرقل الآثار المترتبة على الأمطار الغزيرة والسيول عمل القوات العاملة على الأرض.

ورصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية 4 تحديات تقف أمام الجيش الإسرائيلي في غزة في المرحلة الراهنة، من بينها التقلبات الجوية والأمطار المحتملة، بعد تحذيرات الأرصاد الجوية من أجواء شتوية، ستبدأ الثلاثاء بشكل محتمل، مصحوبة بأمطار غزيرة، من شأنها أن تعيق العمليات العسكرية.

فخ الشرعية

وجاء على رأس التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي ما يتعلق بمجمع الشفاء الطبي، والذي وصفته بـ"مركز أعصاب حماس"، من النواحي العسكرية ومن زاوية سلطة الحركة على القطاع.

وأدى القصف الإسرائيلي الذي يسير وفق مخططات لإخلاء السكان ودفعهم صوب الجنوب، إلى نزوح عشرات الآلاف من المناطق التي يقع بها المجمع الطبي، ومع ذلك يبقى هناك سكان فلسطينيون، ربما يُقدَّرون ببضع مئات، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أن التحدي الراهن في هذا الصدد يتعلق بشرعية العمليات العسكرية على الصعيد الدولي، إذ تخشى إسرائيل الوقوع في "فخ الشرعية".

وقالت الصحيفة، إن المخاوف السائدة حاليًا هي أن تتسبب ضغوط دولية في وقف العملية برمتها، ومن ثم يعمل الجيش هناك بحذر وببطء. 

تنصل الحلفاء

وتقف قضية الوضع الإنساني المتفاقم لسكان غزة في المرتبة الثانية من بين التحديات التي تواجه الاحتلال، وتقول الصحفية إن الوضع الإنساني للسكان المدنيين يحتل أولويات اهتمام المجتمع الدولي، بما في ذلك تلك الدول التي ساندت إسرائيل بلا تحفظ في مستهل العمليات العسكرية. 

ودلَّلت على تلك المخاوف بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي علًق بشكل حاد نسبيًا على استهداف النساء والأطفال في غزة، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الرد عليه. 

حركة النزوح ذاتها

وفيما يتعلق بالتحدي الثالث، فيرتبط بحركة نزوح السكان الفلسطينيين ذاتها، والتي تضع صعوبات أمام الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، بشأن العمل في مناطق لم تشملها العمليات بعد، وسط تقديرات بأن الأسرى الإسرائيليين يتواجدون في مناطق لم تبلغها العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن. 

وذهبت الصحيفة إلى أن الرأي العام الداخلي في إسرائيل، يرصد ما تباشره الحكومة إزاء ملف الأسرى، ويشكل ضغطا كبيرا عليها، في وقت يتطلب فيه هذا الضغط تحقيق نتائج.

وتابعت أن إخلاء السكان الفلسطينيين في حد ذاته يُعمِّق حالة الزحام، ومن ثم يفاقم المخاوف بشأن أزمة إنسانية خطيرة تتضمن نقص الغذاء والمياه وتردي الحالة الصحية.

وتضع مسألة المناطق المزدحمة للغاية ومعاناة السكان صعوبات أمام الجيش الإسرائيلي للعمل في تلك المناطق بحثًا عن الأسرى.

التقلبات الجوية

أما التحدي الرابع فيرتبط بحالة الطقس، ووفق الصحيفة، سيبدأ تغير في أحوال الطقس من الثلاثاء المقبل، أي بعد يومين على الأرجح، حال حدوثه، بما في ذلك توقعات الأرصاد بسقوط أمطار، ما يعني تقييد عمل سلاح الجو، وكذلك تأثر مهمات القوات البرية.

ولفتت إلى أن القوات البرية تعمل على الأرض وسط "غابة حضرية"، وأن تلك القوات عرضة لمخاطر جراء الأزمة الإنسانية ذاتها.

ويمكن تفسير هذا المعنى بأن الأزمة الإنسانية لسكان غزة، التي تتمثل، حال هطول الأمطار بغزارة، بحدوث سيول وفيضانات وانفجار منظومة الصرف الصحي المتهالكة، ومع الوقت تفشي الأمراض، كل ذلك يعد من التحديات التي ستؤثر على عمليات جيش الاحتلال وبالتحديد هنا القوات البرية.

توسع الحرب جنوبًا

الصحيفة أشارت إلى أنه "قبل أن تتخذ الحكومة قرارها بشأن امتداد الحرب لجنوب قطاع غزة، تبقى الحرب في شمال القطاع تحصد أرواح جنود إسرائيليين، وبالأمس (السبت) سُمح بنشر أسماء 5 جنود، من بينهم قائد سرية، جراء انفجار عبوة مفخخة عند فتحة نفق على مقربة من أحد المساجد في بيت حانون". 

ولكن من جانب آخر، ذكرت الصحيفة أنه بعد دخول الحرب شهرها الثاني، وبعد أسبوعين من بدء العمليات البرية، فإن هناك إنجازا عسكريا تحقق يتمثل في فقدان حماس لسيطرتها على شمال قطاع غزة، على حد قولها.

ولفتت إلى أنه على الرغم من بقاء زعيم الحركة يحيى السنوار على قيد الحياة، إلا أن قيادات ميدانية كثيرة تُقتل، الأمر الذي يؤثر على معدل إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل.

لكن الصحيفة رأت أيضًا أنه يتعين على إسرائيل اتباع الحيطة والحذر بشأن التعامل مع الأنفاق، وعدم التسرع في إعلان النصر.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com