ما وراء الاستقبال الأردني الحافل لعبدالله غل؟
ما وراء الاستقبال الأردني الحافل لعبدالله غل؟ما وراء الاستقبال الأردني الحافل لعبدالله غل؟

ما وراء الاستقبال الأردني الحافل لعبدالله غل؟

حظي الرئيس التركي السابق عبدالله غل خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن، باستقبال رسمي دافئ على غير المعتاد لرئيس دولة سابق، الأمر الذي يشير إلى تقارب شديد في المواقف السياسية والاقتصادية للرجل مع الأردن، وذلك في عدة قضايا دولية أولها فيما يبدو الأزمة السورية والإرهاب.

وكان غل وصل إلى العاصمة الأردنية عمان الأربعاء للمشاركة في منتدى عمان الأمني، قدم خلاله كلمة رئيسة تحدث فيها عن أبرز قضايا الشرق الأوسط.

حفاوة الاستقبال الأردني الرسمي عكست مؤشرات الموقف الإيجابي تجاه غل، الذي عمل في فترة رئاسته لتركيا على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، فضلا عن أن الجانب الأردني يرى في أن للرجل فرصة للعودة إلى المشهد السياسي التركي.

في حين طرح مراقبون أسئلة عديدة حول الهدف الأردني من وراء هذه الحفاوة اللافتة والنادرة من خلال استقبال رئيس دولة سابق، عبر مستويات رسمية متعددة كان أعلاها وأولها المستوى الملكي ومن ثم الحكومي ورؤساء حكومات سابقة ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال.

رؤية سياسية متوافقة

يرى الأردن في غل رجل اقتصاد واستثمارات يمكن أن يستثمر على أراضيه، وهذا أكثر ما يحتاجه الأردن في الوقت الحالي من الرجل الذي كان رئيسا لتركيا لمدة سبعة أعوام، ووزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء، ومفكرا اقتصاديا كان له دورٌ بارز في نقل تركيا من دول العالم المتخبطة بين المافيات والفساد السياسي إلى دولة متقدمة اقتصاديا على مستوى العالم.

ما يزيد تشجيع التقارب ويريح الجانب الأردني من الرئيس التركي السابق، رؤيته وسياسته من الأزمة السورية التي تهم الجانب الأردني كثيرا، حيث تتقارب وجهتا النظر في الرؤية التي تدعو إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأن أي تغيير على خرائط سوريا أو أي تقسيم فيها أمر خطير ويثير مشاكل أكثر.

في ظل هذا، شدد القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، على أن سياسة تركيا كانت مبنية دائما على احترام وحدة الأراضي لجميع بلدان المنطقة والحفاظ على وحدة التراب الوطني لها.

لم يغفل غل في زيارته الحديث عن تجربة حزب العدالة والتنمية في انتشال الاقتصاد التركي وتحقيق تقدم كبير عليه بعد تسلمه السلطة في تركيا العام 2002، موضحا أنه تم اعتماد وصفة اقتصادية محلية، تعالج مواطن الخلل بالاقتصاد التركي، وتوفرت إرادة قوية لتطبيقها.

علمانية الدولة

تطرق غل إلى قضية مثار جدل في الأردن، ومن المتوقع أنه نتج عن رأيه فيها ارتياح أردني رسمي، حيث رأى أنه لا تعارض بين أن تكون الدولة علمانية وبين تمكين الأفراد والمجتمعات من حق ممارسة عقيدتها الإسلامية.

قضية علمانية الدولة من إسلاميتها على أهميتها تحدث فيها مؤخرا الملك عبد الله الثاني، الذي جاء رأي غل متوافقا مع رأيه الأمر الذي يزيد من التقارب السياسي بين الطرفين، إذ قال غل "يجب أن تكون المعايير في أي نظام سياسي أو في إدارة الدولة التي يجب احترامها، هي الإدارة الجيدة والحوكمة الصحيحة، بإرساء مبادئ العدالة والشفافية".

الوتر الحساس

وأصاب غل خلال حديثه في الأردن، الوتر الحساس للجانب الأردني، ألا وهو الإرهاب وتنظيم داعش، نافيًا الاتهامات التي توجه لتركيا بسماحها للمنتمين إلى داعش بدخول سوريا عبر الأراضي التركية، مشددًا على أن أنقرة تحارب الإرهاب  والإرهابيين ولا تسمح لهم بالتمدد أو المساعدة أو التنسيق، وهو ما يريح الحانب الأردني في ظل معركته الشرسة مع تنظيم داعش.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقبل غل وبحث معه التحديات التي تواجه المنطقة خاصة خطر التطرف والإرهاب، كما استقبل رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي الرئيس التركي السابق.

ضيف شرف

وفي صور الحفاوة التي استقبل فيها غل في عمان، كان الرئيس التركي السابق ضيف شرف على مأدبة غداء عند رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، كما كان ضيفا على مأدبة عشاء رجل الاقتصاد المشهور الدكتور طلال أبو غزالة، حضرها عدد من الشخصيات السياسية أمثال طاهر المصري ومنذر الشرع وشخصيات اقتصادية مثل رئيس جمعية رجال الأعمال الاردنيين حمدي الطباع ورجل الاقتصاد عيس حيدر مراد وغيرهم.

والتقى غل أعضاء مجلس نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين بحضور وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس سامي هلسة.

الاستثمارات التركية في الأردن

يشار إلى أن الاستثمارات التركية في الأردن، بلغت نحو أربعين مليون دولار، في حين يبلغ عدد الشركات التي يساهم بها أتراك في الأردن 126 شركة، بينما عدد الشركاء الأفراد الذين يحملون جنسية تركية وصل إلى نحو 179 شريكا.

فيما تشير بيانات إلى أن الاستثمارات التركية في بورصة عمان متواضعة، حيث سجلت حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نحو 85 ألفا و 769 دينارا بعدد أوراق مالية 9 آلاف و 106 ورقات مالية، في حين احتلت الاستمارات المرتبة 61 من إجمالي الجنسيات المستثمرة في بورصة عمان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com