هل يتسبب الدينار الليبي بسقوط السراج شعبيًا؟ 
هل يتسبب الدينار الليبي بسقوط السراج شعبيًا؟ هل يتسبب الدينار الليبي بسقوط السراج شعبيًا؟ 

هل يتسبب الدينار الليبي بسقوط السراج شعبيًا؟ 

يواصل الدينار الليبي مسلسل انهياره مقابل صرفه بالسوق الموازي ، في مؤشر خطير ينذر بموجة عارمة من السخط الشعبي ، والتي ربما تطيح بحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

و منذ دخول حكومة السراج العاصمة قبل 8 أشهر ، ارتفع سعر صرف الدينار أمام الدولار بواقع 50% بالسوق الموازي.

ويتوقع مراقبون تصعيدًا شعبيًا وليس سياسيًا ، كون الأجهزة التشريعية والتنفيذية غير قادرة على اتخاذ قرار اقتصادي بحجم وثقل انهيار الدينار، أو حتى التفكير بتعويم الدينار أمام العملات الأجنبية.

 وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ، سخطاً كبيراً إزاء هذا الانهيار للدينار والاقتصاد برمته، وطالب المدونون بالخروج في مظاهرات لإسقاط محافظ المركزي الليبي والمجلس الرئاسي، لمسؤوليتهما المباشرة عن هذا التدهور المالي غير المسبوق .

انهيار الاقتصاد

وأرجع المحلل الاقتصادي الليبي رمزي مفراكس ، تواصل انهيار الدينار الليبي السريع،"لعدم قدرة مصرف ليبيا المركزي على تدارك حجم الكارثة المتوقعة ، وتبني سياسات مالية حديثة تنهض بالتداول الاقتصادي بالمصارف الليبية".

وأضاف مفراكس في تصريح صحفي ، بأن السلطات الممنوحة للمصرف المركزي لم تعمل على مواجهة انخفاض لسعر الصرف الثابت والدفاع عنه على المدى المتوسط أو الطويل والرجوع إلى الاحتياطي النقدي في إطار صرف ما يضمن من تحويل العملة المقابلة للدينار الليبي ، وهو يرجع إلى الطلب الكبير على العملة الأجنبية وتحويل العملة المحلية المقابلة لها.

وأشار، إلى أهمية اتخاذ خطوات مؤقتة يمكن من خلاها كبح جماح هذا الانهيار للدينار ، من خلال تخفيض الدينار الليبي في قيمته الأصلية ، كخطوة استراتيجية وقائية احتسابا لاستعمال النقد الأجنبي لديها، لأن الاقتصاد المحلي في خطر، والخطر الأكبر في الهزات العنيفة التي تلوح في أفاق العالم، وتفاقم كمية الدولار في السوق العالمي، الذي يعمل على تعرض الدينار إلى هزات غير مسبوقة .

وبين المحلل الاقتصادي ، بأن أرصدت ليبيا المالية المجمدة بالخارج ، تعتبر مصدر قوة مالية للدول المتضررة اقتصاديا، فلا مجال لتلك الدول التي تمتلك أرصدت ليبيا المجمدة إخراجها للتداول من المصارف العالمية في هذه الآونة، التي يعاني فيها العالم اجمع من تراجع رهيب في الاقتصاد العالمي.

من جانبه ، قال المتحدث باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أشرف الثلثي في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين ، إن المجلس الرئاسي سيعقد اجتماعات طارئة مع المصرف المركزي خلال الـ 48 ساعة المقبلة ؛ لمناقشة الأزمة الاقتصادية الأخيرة، مؤكدا مطالبة مصرف ليبيا المركزي بتحديد جدول زمني واضح ، لتنفيذ حزمة من القرارات التي تترجم نتائج اجتماع العاصمة الإيطالية روما ، حول الملف الاقتصادي الليبي.

لكن الثلثي لم يوضح خطة المجلس الرئاسي في حل انهيار الدينار، واكتفى برمي الكرة في ملعب المركزي الليبي، العاجز منذ سنوات في حل مشاكل تراجع إنتاج النفط ، وتدنى أسعاره في السوق العالمية .

وكان ديوان المحاسبة الليبي والمصرف المركزي بطرابلس والمجلس الرئاسي، اتفقوا على تخصيص 8.6 مليار دينار (5.5 مليار دولار) لصالح حكومة الوفاق.

سياسة التجويع

من جانبه، وصف جمال عبد الملك رئيس مجلس إدارة مصرف التجارة والتنمية ، انهيار الدينار المتواصل ، بأنها "عملية تجـويع متعمـدة مـن الصديق الكبير محـافظ المركزي بطرابلس المقال من قبل البرلمان " .

كما تنبأ رئيس مجلس إدارة مصرف التجارة والتنمية ومقره بنغازي ، بأن هذه الممارسات ستحدث ثورة جديدة علـى هؤلاء المجـرمين، الذيـن يجوعون الشعـب بهدف تركيعه، على حد قوله .

وحاول مراسل إرم نيوز ، الحصول على تعليقات من قبل مكتب الإعلام بالمصرف المركزي، لكن تعثرت هذه المحاولة، نتيجة عدم الرد على الاتصالات الهاتفية المتكررة .

وبالرغم من عدم الحصول على تعليق رسمي بشأن انهيار الدينار المستمر ، كتب عصام العول مسؤول مكتب الإعلام بالمصرف المركزي الليبي، في تدوينة مطولة عبر حسابه على الفيسبوك ، بأن انحسار إيرادات النقد الأجنبي لدى المركزي ، نتجت بسبب توقف صادرات النفط عند مستويات متدنية لفترة تجاوزتْ العامين، وعدم قدرة المصرف المركزي تلبية الطلب على النقد الأجنبي، الأمر الذي اضطر المصرف معه إلى فرض قيود على التعامل في النقد الأجنبي للأغراض المختلفة، حفاظاً على الاحتياطيات الضرورية لاستقرار قيمة النقد الليبي الرسمية .

وواصل العول تحليله لانهيار الدينار، " هذه الظروف أدت إلى نشاط السوق الموازية للنقد الأجنبي وارتفاع سعره بها ، ولجوء التجار والموردين إلى تمويل جزء من وارداتهم السلعية الخارجية عن طريق هذه السوق، مما ولد طلباً إضافياً على النقود الورقية شائعة الاستخدام في السوق الموازية".

ولفت مراقبون إلا أن البنك المركزي لم يوضح" حجم الفساد المستشري في المصارف التجارية ، والعلاقة الحميمية التي نشأت بين المصارف والميليشيات المسلحة، التي توفر لها الحماية مقابل الحصول على امتيازات الحوالات السريعة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com