أنباء عن هجوم سيبراني واسع على مؤسسات إيرانية بما فيها منشآت نووية
في ظل المخاوف من نشوب حرب شاملة وغزو بري للبنان، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن أحد أكثر أسلحة ميليشيا حزب الله "خطورة" التي قد تستخدمها في محاولة لصد أي غزو بري، تتمثل بصاروخ متطور مضاد للدبابات إيراني الصنع اسمه "ألماس".
وقالت الصحيفة في تقرير، إن إسرائيل شنت هجومًا جويًا ساحقًا ضد ميليشيا "حزب الله" وتفجيرات بـ"الريموت كونترول"؛ بهدف وضعه في موقع الدفاع عن النفس، إلا أن حربًا برية بين الطرفين ستكون قصة أخرى.
وأوضحت أن ميليشيا "حزب الله" الذي يشنّ، منذ عام تقريبًا، هجمات مستمرة ضد أهداف إسرائيلية، يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والمسيّرات والصواريخ المضادة للدبابات، التي يمكنه نشرها لمواجهة التقدم الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن منها الصاروخ الذي تم تطويره من خلال هندسة عكسية لصاروخ "سبايك" الإسرائيلي المضاد للدبابات، حيث تم، بحسب التقديرات، الاستيلاء على هذا الصاروخ الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، العام 2006، ونقله "حزب الله" إلى إيران.
وبحسب التقرير، فإن "ألماس" يشبه الصواريخ المتقدمة الأخرى المضادة للدبابات في العالم مثل صاروخ جافلين الأمريكي الذي استخدمه الأوكرانيون لتفجير أعداد كبيرة من ناقلات الجند المدرعة الروسية بعد الحرب، وبعد غزو بلادهم العام 2022. وقد استخدمه "حزب الله" بالفعل خلال السنوات الأخيرة لشن هجمات أكثر دقة.
وكان أول استخدام موثق له في يناير من هذا العام - عندما نشرت ميليشيا "حزب الله" توثيقًا لإطلاق مثل هذا الصاروخ على الرادارات وغيرها من معدات الجيش الإسرائيلي على الحدود.
ووفق تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد زاد "حزب الله" أيضًا، خلال الأشهر الأخيرة، استعداداته لاحتمال نشوب حرب شاملة. وقالت مصادر مطلعة على سلوك الميليشيا للصحيفة الأمريكية، إنه وسَّع شبكة أنفاقه في جنوب لبنان، وغيَّر مواقع تمركز مقاتليه، وزاد تهريب الأسلحة.
وذكر مسؤولون أمريكيون وإقليميون أن إيران زادت إمدادات الأسلحة الصغيرة، وصواريخ آر بي جي، والصواريخ بعيدة المدى غير الموجهة.
وفي العام 2006، استخدم "حزب الله" صواريخ مضادة للدبابات لإلحاق أضرار بالجيش الإسرائيلي. وألمح نصر الله إلى التحضير لمناورة برية في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، وادَّعى فيه أنها ستكون في الواقع "فرصة تاريخية" بالنسبة له. وقال متفاخرًا: "نحن نبحث عن دباباتهم. وعندما يأتون إلينا، فإننا نرحب بهم".
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن قوة وقدرة ميليشيا "حزب الله" تطورت منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل قبل 20 عامًا تقريبًا، كما زادت المعرفة والخبرة التي اكتسبها مقاتلو الميليشيا في الحرب الأهلية في سوريا.
وقالت إن "مقاتلي حزب الله أصبحوا أكثر صرامة في المعارك في سوريا المجاورة، حيث قاتلوا إلى جانب القوات الروسية والإيرانية، وتعرّفوا على أساليب القتال التي تستخدمها الجيوش التقليدية".
كما حذرت الصحيفة من أن مناورة برية "ستُجرى في المنطقة ستعزز نقاط قوة حزب الله"، بحسب التقرير.
ويخشى الخبراء أن مثل هذا الصراع يمكن أن يتعقّد ويتحول إلى مستنقع كما هو الحال في غزة.
وأردفت الصحيفة: "إن الأمر يشبه القول للولايات المتحدة في العام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام"، مبينة: "هكذا وصف دانييل بايمان، المسؤول السابق في الحكومة الأمريكية والذي يعمل، الآن، باحثًا في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، تطورات الأحداث".
وقال معلقون عسكريون نقلاً عن التقرير، إن حزب الله قد "يقلّد" الأساليب التي استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا، ويطلق وابلاً وأسرابًا من الصواريخ والطائرات دون طيار في سيناريو حرب شاملة، من أجل إخضاع الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي.
ويعتبر التقرير أن "المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون أن مئات الأشخاص قد يموتون". وقال العميد في الجيش الإسرائيلي عساف أوريون للصحيفة: "لن يكون الأمر بمنزلة نزهة في الحديقة"، مضيفًا أنه في مثل هذه الحالة يكون من المستحيل منع الإصابات تمامًا.