انطلاق صافرات الإنذار بعدد من المناطق الإسرائيلية في الجليل الغربي
أصبح عمر جعفر، وأسرته المكونة من 5 أفراد، عالقين في منزلهم بمنطقة "المربعات" جنوب غرب امدرمان، بعدما عجز عن توفير قيمة تذاكر السفر عبر "باص" يقله مع أسرته إلى ذويه في إقليم كردفان.
يأتي هذا في وقت تنفد فيه مدخراتهم الغذائية رويداً رويداً، بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر لإنهاء القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بما يمكنهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
عمر جعفر، واحد من مئات الأسر التي باتت عالقة في منازلها داخل العاصمة السودانية الخرطوم، بعد الاندلاع المفاجئ للحرب بين الجيش والدعم السريع، في الـ15 من شهر نيسان/أبريل الجاري.
وتسببت هذه الحرب في انقطاع الإمدادات اللوجستية التي يحتاجها السكان في حياتهم اليومية، وعلى رأسها "الوقود" لتشغيل سيارات نقل المواطنين والبضائع.
ومنذ اندلاع الاشتباكات باتت مصفاة الجيلي للبترول خارج الخدمة، كما توقفت حركة الصادر والوارد عبر موانئ السودان على ساحل البحر الأحمر.
وتبعاً لذلك، انحصر استهلاك المواطنين داخل العاصمة الخرطوم، على المواد الغذائية المتوفرة في المتاجر بالأحياء السكنية، بعدما أغلقت الأسواق الكبيرة التي تبيع بالجملة، أبوابها، وانقطع بذلك الإمداد عن المستهلكين.
وأبدى عمر جعفر، تخوفه من مواجهته وأسرته الموت جوعاً داخل منزله، بعد نفاد ما يدخرونه من مواد غذائية، مع استمرار المواجهات المسلحة التي بات بسببها السكان خصوصًا من ذوي الدخل المحدود، محاصرين بلا غذاء وعاجزين عن مغادرة الخرطوم لانعدام وسيلة الحركة.
بلغت قيمة التذكرة للشخص الواحد، عبر الباص من الخرطوم إلى مدينة الأبيض "حوالي 350 كيلو مترا" غرب العاصمة، "50" ألف جنيه ما يُعادل حوالي 100 دولار.عمر جعفر
وقال جعفر لـ"إرم نيوز" إن قيمة التذكرة للشخص الواحد، عبر الباص من الخرطوم إلى مدينة الأبيض "حوالي 350 كيلو مترا" غرب العاصمة، بلغت "50" ألف جنيه، حوالي 100 دولار، وهو ما لا يستطيع توفيره لإجلاء كل أسرته.
وأشارا إلى أن أصحاب الباصات السفرية يبررون زيادة تعرفة السفر، بانعدام الوقود الذي يحصلون عليه من السوق الأسود بأسعار مضاعفة عشرات المرات عن سعره الحقيقي بمحطات الوقود.
ومنذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خرجت جميع محطات الوقود بالعاصمة الخرطوم عن الخدمة، كما توقف العمل بمستودعات تخزين الوقود.
وأصبحت السيارات القليلة المتحركة داخل العاصمة أو الخارجة منها إلى الولايات، تحصل على وقودها من تُجار السوق الأسود الذين يخزنونه في المنازل بالأحياء السكنية.
ومن جهته، قال عزالدين عبدالله، الذي تمسك بالبقاء في منزله بمربع 50 جنوب أبوسعد، إن أسعار المواد الغذائية بالمتاجر داخل المنطقة السكنية، ارتفعت بشكل مضاعف، كما أنها قابلة للنفاد، لانقطاع حركة التسوق اليومية التي يقوم بها أصحاب هذه المتاجر للتزود بالسلع من الأسواق الكبيرة مثل سوق امدرمان.
وأوضح لـ"إرم نيوز" أنه "لا يستطيع التكهن بمستقبله في ظل هذه الأوضاع، لكن من المرجح أنه والسكان الآخرين من أمثاله سيواجهون شبح المجاعة والموت البطيء داخل منازلهم دون أن يحس بهم أحد، إن لم تفتح الممرات الآمنة لانسياب حركة المواد الاستهلاكية اليومية لتصبح في متناول أيدي المواطن.
وأشار عبدالله إلى أن "الهدنة التي تعلنها الأطراف المتقاتلة، لا تلتزم بها، وسرعان ما تنتهكها بتبادل النيران والقصف المدفعي، وهو ما لا يشجع السكان على ممارسة حياتهم بالشكل الذي يجعلهم على قيد الحياة".
لا أستطيع أن أجلب أي بضائع جديدة لأن سوق امدرمان الذي نعتمد عليه، لا يزال مغلقًا، كما أن الطريق إليه لم يعد آمنًا، لانتشار الجنود المسلحين وعصابات النهبمالك آدم
ويقول آدم لـ"إرم نيوز" وهو يشير بيده إلى أرفف متجره التي باتت شبه فارغة، إنه "لا يستطيع أن يجلب أي بضائع جديدة لأن سوق امدرمان الذي يعتمدون عليه، لا يزال مغلقًا، كما أن الطريق إليه لم يعد آمنًا، لانتشار الجنود المسلحين وعصابات النهب".
ويشكو سكان العاصمة السودانية بمدنها الثلاث "الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري" من انتشار عصابات مسلحة تمارس السلب من المارة في الطريق، بجانب نهب المتاجر بالأسواق.
وطبقاً لشهود عيان أفادوا لـ"إرم نيوز" فإن عشرات المخازن بالمنطقة الصناعية في الخرطوم بحري، التي تحوي مواد استهلاكية وأدوات كهربائية، نُهبت بالكامل، خلال اليومين الماضيين.