القناة 13 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية ترجح نجاح عملية استهداف هاشم صفي الدين
كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن الهجرة غير الشرعية من الجزائر إلى إسبانيا، المعروفة جزائريًا بتجارة "الحَرَقة"، أصبحت صناعة تُحقق عشرات الملايين من اليوروهات سنويًا.
وقالت إن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت وصول آلاف الجزائريين إلى السواحل الإسبانية بشكل غير قانوني، وهي ظاهرة تشهد زيادة كبيرة، ولاسيما قبيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية.
وأكدت المجلة أن هذه التجارة الخطيرة تجذب آلاف الشباب اليائسين من نقص الفرص في بلدهم، الذين يختارون المخاطرة بحياتهم في البحر الأبيض المتوسط بدلاً من البقاء في الجزائر.
ونوهت "جون أفريك" إلى أن الهجرة غير الشرعية، التي أصبحت صناعة متنامية، تشمل التواطؤ من الجانبين في الجزائر وإسبانيا، مشيرة إلى أن أسعار "التهريب" شهدت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، بسبب زيادة عدد المتقدمين وتحسين جودة السفن.
وذكرت أنه في المتوسط، تبلغ تكلفة كل رحلة حوالي 800 ألف دينار جزائري ما يُعادل 5400 يورو.
وأشارت المجلة إلى أن أرباح شبكات التهريب بين شهر كانون الثاني/يناير وشهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2021، تُقدر بنحو 60 مليون يورو.
وبحسب المجلة، تعتمد تكلفة الرحلة على عدة عوامل: حجم ووزن الراكب، جودة السفينة، مدة الرحلة، ومسار الرحلة، وتتراوح الأسعار بين 660 ألف دينار جزائري ما يُعادل 4 آلاف يورو، و16 مليون دينار ما يعادل 10800 يورو.
وبيّنت أن السفن الحديثة، مثل زوارق "الفانتوم" المعروفة بـ "ساري 3"، أصبحت أكثر طلباً، ولا سيما أنها سريعة ومشابهة لتلك التي يستخدمها تجار المخدرات، تسمح برحلات سريعة، وتقلل من مخاطر القبض عليها.
ونقلت المجلة تجربة شاب جزائري يُدعى إلياس، ويحمل درجة البكالوريوس في تخصص المعلوماتية، عندما حاول خوض المغامرة في شهر تموز/يوليو من عام 2021، حيث غادر على متن مركب من ولاية بومرداس، الواقعة على بعد 60 كم شرق الجزائر العاصمة، مع 10 ركاب آخرين، في رحلة نحو بالما دي مايوركا الإسبانية.
وبحسب المجلة، دفع كل راكب 400 ألف دينار جزائري ما يُعادل نحو 2700 يورو، ثمنًا لرحلتهم المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى إسبانيا، مبينة أنه بعد قطعهم لـ100 كيلومتر، بدأ الماء يتسلل إلى المركب في عرض البحر.
وقال إلياس: "تجولنا لمدة يومين دون طعام أو ماء"، مضيفًا: "كنت مستعدًا للموت بدلاً من العودة إلى بومرداس، فجحيم البحر أفضل من جحيم الأرض".
وذكرت المجلة أن إلياس يعمل حاليًا بدون أوراق قانونية، في مزارع وأراضي أليكانتي، ومرسية، ومالقة وغيرها من المناطق الإسبانية، مثل مئات من زملائه.
إلا أن إلياس يُفضل حياته الحالية في إسبانيا، رغم صعوبتها على تلك التي كان يعيشها في الجزائر، حيثُ قال: "أفضل أن أعمل هنا بدلاً من الموت ببطء في الجزائر"، وفقًا للمجلة.
وبدأت ظاهرة "الحَرَقة"، التي تتمثل بالمهاجرين الجزائريين الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا أو إيطاليا بشكل غير قانوني، قبل أكثر من 30 عامًا.
وأوضحت المجلة أنه بعد انخفاض ملحوظ على الظاهرة خلال الأشهر الأولى من حركة الحراك الشعبي عام 2019، عادت عمليات الهجرة غير الشرعية بشكل كبير عام 2023، وزادت بشكل ملحوظ منذ بداية الصيف الحالي.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه ورغم صعوبة تحديد الأرقام بدقة؛ بسبب الطبيعة غير القانونية لهذه الرحلات، فإن الأرقام المتاحة تشير إلى زيادة كبيرة.
ووصل حوالي 3700 جزائري إلى السواحل الإسبانية بين شهري حزيران/يونيو وآب/أغسطس من عام 2023، بحسب بيانات جمعها فرانسيسكو كليمنتي مارتين، عضو المركز الدولي لتحديد المهاجرين المفقودين (Cipmid).
وقال إنه في يوم الـ3 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري فقط، وصلت 8 سفن إلى جزر البليار تحمل على متنها 139 جزائريًا، من بينهم أطفال صغار، مبينًا أن هذه الإحصاءات تشمل فقط الوافدين الموثقين.
وبيّن مارتين أنه في الـ15 من شهر تموز/يوليو الماضي، وصل 1100 مهاجر غير شرعي إلى السواحل الإسبانية كان 80% منهم جزائريين.
وأكدت المجلة أن العديد من المهاجرين الآخرين يصلون إلى السواحل الإسبانية، دون أن يتم تسجيل وصولهم، وغالباً ما يحدث ذلك في أثناء عمليات النزول الليلية.
ولفتت إلى أنه على الرغم من أن هذه الرحلات الجماعية قد لا تكون مرتبطة مباشرة بالانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في الـ7 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، فإن الفجوة بين الوعود التي يقدمها المرشحون والواقع على الأرض لافتة للنظر.
وتحاول السلطات الإسبانية والجزائرية مكافحة هذه الظاهرة، لكن الجهود المبذولة لم تردع بعد ازدهار "الحَرَق".
وفي إسبانيا، يواجه المهربون عقوبات تصل إلى 4 سنوات في السجن.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2023، تمت إدانة جزائري بالسجن لمدة 4 سنوات و9 أشهر لتولي قيادة قارب يحمل 8 أشخاص، بينهم امرأة حامل.
وأكدت المجلة أنه على الرغم من الاعتقالات المتكررة وتفكيك الشبكات من قبل السلطات الجزائرية، فإن الهجرة غير الشرعية لا تتراجع.
بينما تستمر الحملات الانتخابية في الجزائر، يدفع اليأس العديد من الجزائريين إلى المخاطرة بحياتهم عبر طرق الهجرة غير الشرعية، يحدوهم الأمل في الحصول على مستقبل أفضل.