غارات إسرائيلية عنيفة على بلدة دورس في قضاء بعلبك
أكد خبراء ومختصون سياسيون أن إسرائيل ليست مستعدة لإنهاء التوتر العسكري والأمني في الشرق الأوسط أو التوصل لاتفاق يُنهي الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة، خاصة على إثر إنجازها غير المسبوق في اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وتشهد مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين جمودًا منذ عدة أسابيع، خاصة مع ارتفاع وتيرة العمل العسكري على الجبهة الشمالية مع ميليشيا حزب الله، وسط ترجيحات بتضاؤل فرص التهدئة.
وقال أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، إن "اغتيال نصر الله والضربات العسكرية الأخيرة للجيش الإسرائيلي على مختلف الجبهات وتحديدًا جبهة لبنان تعقد إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس ووقف الحرب في غزة".
وأوضح يوسف، لـ"إرم نيوز"، أن "النجاحات العسكرية والأمنية غير المسبوقة التي حققتها إسرائيل خلال الأيام الماضية ستدفعها نحو رفض أي مقترحات للتهدئة مع حماس في غزة، خاصة أنها نجحت في فرض الواقع العسكري".
وأشار إلى أن "إسرائيل تدرك أن الوضع الحالي سيمكنها من إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وأن عملياتها العسكرية ستجبر جميع خصومها للقبول بشروطها كاملة للتهدئة"، مؤكدًا أن ائتلاف بنيامين نتنياهو يرغب في حرب طويلة الأمد مع حماس وحزب الله.
وبين أن "إسرائيل ستواصل ضرباتها المكثفة لحماس في غزة، وستعزز وجودها العسكري في محوري فيلادلفيا ونتساريم"، مشددًا على أن أي انفراجة بالمفاوضات بين طرفي القتال في غزة لن تكون قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
وتابع: "من المرجح أن تتشدد إسرائيل بمطالبها فيما يتعلق بالمواقع العسكرية التي أنشأتها داخل القطاع وعلى الحدود مع مصر، ولن تقبل بأي انسحاب دون تنازلات جوهرية واستثنائية من قبل حماس، وبتهدئة طويلة الأمد".
ويرى المحلل السياسي، باسم الزبيدي، أن "التطورات العسكرية والأمنية المتسارعة في المنطقة أدت إلى تراجع فرص التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة"، لافتًا إلى أن إنهاء القتال بين الجانبين أصبح أمرًا بعيد المنال.
وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل غير معنية حاليا بالتوصل لأي اتفاق تهدئة مع حماس، وتركيزها حول ردع ميليشيا حزب الله والتوصل لاتفاق سياسي مع الحكومة اللبنانية يعيد عناصر الحزب لما وراء نهر الليطاني".
وأشار إلى أنه "وعلى إثر العمليات الأخيرة واغتيال نصر الله وقيادات الحزب البارزين، أصبحت إسرائيل أكثر قناعة بقدرتها على تحقيق ذلك الهدف"، مشددًا على أن ذلك سيدفعها للتعنت في قراراتها السياسية والعسكرية بشأن غزة.
وأضاف: "بتقديري إسرائيل تؤسس لمرحلة قتال طويلة الأمد مع حماس في غزة، وإعادة احتلال لمراكز حساسة واستراتيجية بالقطاع"، مبينًا أن حكومة نتنياهو حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها بالحرب على غزة، وستواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها".
واستطرد: "المنطقة ستظل في حالة التوتر العسكري والأمني، وستواصل إسرائيل بحثها عن إنجاز عسكري جديد"، مؤكدًا أن الإنجاز العسكري الأكبر للمؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل يتمثل بالوصول لرئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار".