لماذا تكتمت حماس على "خيبة أملها" من خطاب نصر الله؟

لماذا تكتمت حماس على "خيبة أملها" من خطاب نصر الله؟

تُبدي حركة حماس تحفظات خافتة تجاه الخطاب الأخير لأمين عام ميليشيا حزب الله حسن نصر الله، فيما تسعى إلى التكتّم على الخلافات والانقسامات التي سبّبها موقف الحزب الذي كان دون طموحات الكثيرين.

ويرصد تقرير نشرته صحيفة "لوريون لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية أثر خطاب أمين عام حزب الله اللبناني على الداخل اللبناني وعلى الفصائل الفلسطينية، معتبرة أنه على الرغم من بعض التحفظ فقد آثرت الفصائل الفلسطينية الحفاظ على تماسكها والتكتم على تحفظها تجاه الحزب.

وقالت الصحيفة، إن الخطاب الذي تابعه أربعة مليارات شخص، وفق رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، "طمأن البعض وخيب آمال كل من أراد توسيع دائرة الحرب لمواجهة إسرائيل"، غير أن التقرير أكد أن كلمة نصر الله سببت أيضا انقسامات داخل الحزب.

وأضافت "على الجانب الرسمي للحزب كما هو الحال على الجانب الفلسطيني، هناك إعراب عن الارتياح لمضمون التدخل الذي وصف بأنه حكيم ومدروس وإستراتيجي، بمعنى أن زعيم الحزب الشيعي ترك الباب مفتوحًا إلى حد كبير أمام احتمالات أخرى".

لماذا تكتمت حماس على "خيبة أملها" من خطاب نصر الله؟
خطاب نصر الله.. تمخض الجبل فولد فأرًا

وأشارت إلى وجود امتناع داخل "حزب الله" عن كل تعليق على موضوع مثير للانقسام العميق، رغم أنّ قاعدته انقسمت بين أولئك الذين يؤيدون المزيد من الدعم لـ "حماس"، والواقعيين الذين يفضلون أن تظل الجبهة محصورة في جنوب لبنان.

وبحسب الصحيفة، فإنّ الرسالة التي يتداولها أنصار الحزب و"حماس" مفادها أنّه "الآن ليس وقت الانقسامات، أو الكشف عن أي ضعف في مواجهة الخصم، بل هو وقت تحسين صورة جبهة موحدة ومتماسكة حول حسن نصر الله، وهو الشعار الذي يبدو أنه تم اتباعه حرفيًا من قبل الجماعتين الفلسطينيتين الرئيسيتين المنخرطتين في الخنادق إلى جانب الحزب".

مواقف الفصائل الفلسطينية الرئيسة، وأساسا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تُفسّر بإبلاغها المسبق من جانب "حزب الله" وإعدادها لتوقع أي ردود فعل غير مرغوب فيها.

ويقول مصدر مقرب من حماس طلب عدم الكشف عن هويته "لقد تم تحذيرنا قبل موعد الخطاب"، ما يعني أنّ الحركات الفلسطينية الإسلامية الرئيسة قررت "إدارة خيبة أملها، إن كان هناك خيبة أمل.

ويوضح التقرير، أنّ "حماس" تفضل طي صفحة التصريحات المدوية التي أطلقها رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج، خالد مشعل، منتصف تشرين الأول/أكتوبر، الذي وصف العمليات التي نفذها حزب الله من الجنوب بأنها "خجولة و"غير كافية".

كما أنّه منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" تمنى محمد الضيف، قائد كتائب القسام في تسجيل صوتي، تفعيل كافة الجبهات العربية التي قال عنها إنها مدعوة للانضمام إلى المعركة".

لماذا تكتمت حماس على "خيبة أملها" من خطاب نصر الله؟
إسرائيل تقصف مواقع "حزب الله" بعد محاولات إطلاق نار من جانب لبنان

وينقل التقرير عن المدير الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي" خالد أبو هيل قوله، إنّه "باستثناء محمد الضيف، لم يطلب أحد من حزب الله إعلان الحرب، فهو مثل باقي مكونات المقاومة، يأخذ كل المنطق الذي وضعه حسن نصر الله، وهو أن الحزب يلعب دورًا أساسيًّا، حتى لو لم يرق هذا الدور إلى مستوى الحرب".

ويعتبر أبو هيل أن "حزب الله زرع البلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي"، مكررًا مقولة حسن نصر الله بأن القتال على حدود جنوب لبنان استنزف ثلث القوات الإسرائيلية، مما أجبرهم على الانقسام بين جبهتين.

وأشار التقرير إلى إشادة "أحد كبار ممثلي "حماس" في بيروت، أسامة حمدان، بـ "عمل المقاومة في لبنان والعراق واليمن، الذي نفخر به كلنا"، وهي كلمات تثير الدهشة في ضبط النفس والرصانة، وفق التقرير.

ومن جانبه، راهن رئيس العلاقات الخارجية في حركة "حماس" علي بركة على "الغموض" الذي يحرص حسن نصر الله على تعمده، ولا سيما الوعود بمعركة ستتصاعد، مع اشتداد القتال تدريجيًا.

وقال إنّ "الحزب لم يتراجع على الإطلاق، فهو يواصل القتال في جنوب لبنان بالوتيرة نفسها، أو حتى أكثر" وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com