الإسعاف الإسرائيلي: مقتل شخصين في كريات شمونة بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان
فتح ملف التسريبات الإعلامية لوثائق أمنية سرية لدى جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، الباب مبكرًا أمام الحديث عن إخفاقات تل أبيب في صد هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته "حماس"، في وقت رأى فيه خبراء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يكون المسؤول عن تلك التسريبات.
وكشفت "القناة 12" العبرية، عن وثيقتين تصنّفان بـ"الأكثر سرية" لجهاز "الشاباك"، كانتا أُرسلتا إلى نتنياهو قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وأكدتا أن حركة حماس "مردوعة".
وحسب تلك الوثائق، فإن "تجديد التفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس مقابل الهدوء الأمني يمكن أن يحافظ على حالة الاستقرار لزمن أطول، وأن الحركة مستمرة في إستراتيجية "يحيى السنوار"، المتمثلة بتحقيق المصالح دون الانجرار للمواجهة".
تسريبات مقصودة
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد دراغمة، أن "ما نُشِر في الإعلام الإسرائيلي بشأن حركة حماس وغزة تسريبات مقصودة، هدفها الرئيسي فتح ملف إخفاقات السابع من أكتوبر بشكل مبكر"، مبينًا أن ذلك يصب بمصلحة نتنياهو.
ولم يستبعد دراغمة، في حديثه لـ"إرم نيوز"، "أن يكون نتنياهو هو المسؤول عن تسريب تلك الوثائق، خاصة أنه اعتمد هذا الأسلوب في كثير من القضايا السياسية والأمنية، بهدف الضغط على شركائه أو خصومه".
وأوضح أنه "يمكن لنتنياهو أن يحقق سلسلة من الأهداف من وراء تلك التسريبات، أبرزها تحميل المسؤولية للمؤسستين الأمنية والعسكرية بشأن إخفاقات أكتوبر، وهو الأمر الذي يُعفيه من أي مساءلة قانونية بعد انقضاء الحرب".
وأشار إلى أن "الهدف الثاني يتمثل في إجبار المؤسسات الأمنية والعسكرية على القبول بتوجهاته المتعلقة بالتهدئة مع حركة حماس، على اعتبار أنهم قدموا تقديرات خاطئة في السابق، ما يعني أن تقديراتهم الحالية غير دقيقة".
وأضاف: "أن الهدف الثالث الذي يمكن لنتنياهو أن يحققه يتمثل في كسب الرأي العام الإسرائيلي، على اعتبار أنه الشخص الذي لم يتخذ قرارًا بتقديم مزيد من التسهيلات لحركة حماس في غزة، وأن خططه السياسية والعسكرية هي الأنجح".
وتوقع دراغمة "أن يلجأ نتنياهو إلى الدفع بمزيد من التسريبات الأمنية شديدة السرية لإنقاذ مستقبله السياسي، والحيلولة دون محاسبته على إخفاقات أكتوبر"، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه الخطة سينجو من أي مساءلة.
لن تُسقط نتنياهو
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "هذه التسريبات لا يمكن لها أن تؤدي إلى إسقاط نتنياهو وائتلافه الحكومي"، مبينًا أن المؤسسة الأمنية تتحمّل بالدرجة الأولى المسؤولية عن المعلومات الواردة بتلك الملفات.
وقال غانم، لـ"إرم نيوز"، إن "الحرب المتواصلة في قطاع غزة ضد حركة حماس، والنتائج العسكرية التي حققها نتنياهو ضمنت له مستقبله السياسي، كما أنها حالت دون محاسبته سواء بملفات الفساد التي اتُّهم بها سابقًا، أو بالإخفاقات الأمنية والعسكرية".
وأشار إلى أن "نتنياهو يعمل على استغلال الوثائق السرية والحساسة لتعزيز نفوذه، ولمواجهة اتهامات خصومه السياسيين بتعطيل صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، على اعتبار أن توجيهات الأجهزة الأمنية في السابق كانت خاطئة".
وأضاف أن "نتنياهو نجح من وراء هذه التسريبات بضرب مصداقية المؤسسة الأمنية في إسرائيل، وسيؤدي إلى رفع أسهمه، إلى جانب زيادة دعم الرأي العام الإسرائيلي لقراراته المتعلقة بالحرب في غزة"، وفق تقديره.
وبيّن غانم، أن "نتنياهو سيعمل على إطالة أمد الحرب عبر نشر مزيد من التسريبات الأمنية والعسكرية شديدة السرية"، مؤكدًا أن ذلك سيجعل قادة المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل المتهمين الرئيسيين بإخفاقات أكتوبر/ تشرين الثاني.