خبراء لـ "إرم نيوز": إسرائيل استخدمت "الفوسفور الأبيض" في قصف غزة
تحدث عدد من الخبراء عن "الفوسفور الأبيض" الذي تستخدمه إسرائيل في حربها الراهنة على غزة، كما استخدمته في حروب سابقة، حسبما أكدت منظمات دولية معنية بشؤون الإنسان.
وحول ذلك "السلاح" المحرم دولياً بموجب اتفاقية جنيف الموقعة في 1980، قال الخبير والمحلل العسكري رائد موسى، لـ "إرم نيوز"، إن "الفوسفور الأبيض محرم دولياً لأنه سلاح عشوائي الضرر، ولا يحقق ميزة عسكرية، كما أنه سلاح لا يميز بين عسكري ومدني؛ لأنه ينتشر بسرعة وبشكل عشوائي وغير دقيق في الإصابة".
وأضاف موسى أن "بعض الجيوش، كالجيش الإسرائيلي، تستخدمه من الناحية العسكرية بهدف إرهاب السكان وإجبارهم على النزوح من الأماكن التي تتعرض للقصف، كما حدث في محافظتي غزة وشمال غزة".
محرم دولياً
ومن الناحية القانونية، قال الخبير في القانون الدولي، محمد التلباني، إن "القنابل الفوسفورية سلاح محرّم دولياً بموجب اتفاقية جنيف 1980، التي نصّت على تحريم استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق ضد البشر والبيئة".
وأضاف التلباني، لـ"إرم نيوز"، أن "المادة الثالثة من اتفاقية جنيف التي تتعلق بأسلحة تقليدية معينة تحظر استخدام تلك الأسلحة الحارقة ضد الأهداف المدنية، كما تحد من استخدام هذه الأنواع ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تركز المدنيين، إلا أن ذلك ينطبق على القنابل التي تُسقطها الطائرات وليست تلك المقذوفة من المدافع، كما حدث في الفلوجة وقطاع غزة".
كذلك قال المحامي يحيى محارب، من مركز "الميزان لحقوق الإنسان"، لـ"إرم نيوز"، إن "استخدام الصواريخ بكل أنواعها ضد المدنيين العزل هو انتهاك صارخ لاتفاقية مبادئ حقوق الإنسان الدولية"، وأضاف أن "منظمة العفو الدولية اعتمدت في تحقيقها على شهادات أطباء ومرضى تعرضوا لحروق، فضلا عن تحديد مواقع التقاط مقاطع فيديو وصور أكدت بما لا يدع مجالاً للشك استخدام الجيش الإسرائيلي الفوسفور الأبيض في مناطق متفرقة من قطاع غزة".
يشار إلى أن مقاطع فيديو انتشرت في الأيام الأخيرة ظهر فيها استخدام قذائف مدفعية إسرائيلية تحتوي على فوسفور أبيض عيار 155 ملم شمال غزة، ومخيم الشاطئ والمناطق المحيطة.
ويسبب ذلك السلاح الكيميائي السام تشوهات وأضرارا تمتد أجيالاً، كما يؤدي إلى حرق للبشر والأراضي الزراعية، وكذلك حرق المباني والمنشآت.
يصيب دخان القذيفة الفوسفورية الأشخاص الموجودين في منطقة انفجارها بحروق لاذعة في الوجه والعينين والشفتين، كما ينبعث من القنبلة دخان أبيض صُمم ليقاوم الكمامات الغازية المعدة للحروب الكيمياوية.
ويحترق الفسفور الأبيض بمجرد ملامسته للأكسجين لينتج توهجات ساطعة وكميات كبيرة من الدخان.