رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لا يجب منح حزب الله "فترة للتنفس"

logo
العالم العربي

هل ينهي اغتيال نصر الله نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟

هل ينهي اغتيال نصر الله نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟
سيدة إيرانية تحمل صورة لنصرالله وخامنئي وسليمانيالمصدر: رويترز
29 سبتمبر 2024، 1:47 م

لا شك في أن إيران تلقت ضربة قوية عقب مصرع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إذ كان أحد أقوى حلفائها في العالم العربي، وشخصية رئيسة في إستراتيجية طهران الإقليمية. 

ومنذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، اعتمدت إيران على حزب الله بوصفه عنصرًا أساسيًّا في تعزيز نفوذها الإقليمي، ما يجعل خسارة نصر الله مؤثرة تأثيرًا كبيرًا في شبكة حلفاء إيران في المنطقة، ولكن ما مدى التأثير الذي سيقع على نفوذ إيران وطموحاتها ومشاريعها في منطقة الشرق الأوسط، وهل لدى إيران بدائل لتعويض هذه الخسارة "الفادحة"؟

 علوش: مقتل نصر الله سيضعضع نفوذ إيران

النائب اللبناني السابق، د. مصطفى علوش، يرى أن حسن نصر الله هو استثمار كبير من ضمن استثمارات أخرى لمشروع ولاية الفقيه، وهو يأتي في سياق عسكري وسياسي ودعوي ديني، إذ انطلق باكرًا في المشروع حتى قبل إعلان انطلاقة الحزب في 1985.

ويضيف: "انضم نصر الله إلى بدايات التأسيس بعد اجتياح إسرائيل للبنان سنة 1982، واستمر مشاركًا في التأسيس، وفي البناء العقائدي والعسكري والاجتماعي والسياسي، عادًّا نفسه في مهمة مقدسة لخدمة فكرة ولاية الفقيه السياسية والأسطورية، وقد أعلن منذ البداية التزامه بجعل لبنان ولاية في الجمهورية الإسلامية بمركزها في إيران، وصرح تكرارًا أنه سينفذ هذا المشروع الإمبراطوري المذهبي بأي شكل من الأشكال، عادًّا الإمام خامنئي هو حسين هذا الزمان"، وفقًا لعلوش.

ولكن أهمية نصر الله - والحديث للنائب اللبناني السابق - فاقت كل الشخصيات السياسية والحربية بعد أن نسجت حوله الأساطير بين جمهوره وعلى مدى المنطقة والعالم، عقب حرب 2006 حين تمكن حزبه من الصمود أمام إسرائيل، ثم تطوير بنية حزبه ليصبح قوة شديدة الخطورة، تركت آثارها بشكل جلي في الحرب المستمرة منذ ما يزيد على عقد في سوريا، وكلها في إطار خدمة مصالح إيران وولاية الفقيه.

ويوضح "لا نغالي إن افترضنا أن مقتله سيعني تضعضعًا في نفوذ إيران العسكري والدعائي، وأن موقف قيادتها المائع من الاغتيال كما حصل مع اغتيالات أخرى سيترجم بانخفاض ثقة أذرعها بصدق توجهها إلى الدعم العسكري المباشر لأدواتها، ما يعني أنها ستحتاج إلى مزيد من صرف الأموال لعلاج هذا الأمر، على حين أن وضعها الاقتصادي غير سوي، وأن توجه رئيسها الجديد الذي يمثل الرأي العام هناك يميل إلى التواضع، وحصر الاهتمامات في داخل إيران.
ولكن النائب اللبناني يخلص إلى أنه "لا يجب التسرع في الاستنتاج المبكر حتى وإن كان منطقيًّا، فقد تحدث مفاجأة تغير مجرى الأمور".

الجروان: اغتيال نصر الله علامة فارقة في مسار المشروع الإيراني

الخبير وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، الدكتور محمد خير الجروان يجزم من جهته أن اغتيال نصر الله سيكون له تأثير كبير وانعكاسات سلبية على نفوذ إيران وامتداداتها في المنطقة، عادًّا أنه "مثلما مَثّل اغتيال قاسم سليماني بداية التراجع لها، وعجز أي من قادتها عن ملء الفراغ الذي تركه، سيشكل اغتيال نصر الله علامة فارقة أخرى في مسار المشروع الإيراني، وتغلغله في المنطقة".

وأضاف الجروان أنه منذ حرب لبنان 2006م أصبح حزب الله تدريجيًّا محورًا لامتدادات إيران وتحالفاتها في المنطقة، ليس فقط على صعيد عسكري، بل أيضًا على صعد سياسية واجتماعية وطائفية عابرة للحدود، وساعد على تحقيق أهداف مشروعها وارتباطاتها مع الحركات الفلسطينية، وكذلك في العراق واليمن.

أخبار ذات علاقة

إيران: اغتيال نائب قائد الحرس الثوري في لبنان "لن يمر دون رد"

 

ويوضح "عند مناقشة حدود تأثير اغتيال نصر الله على نفوذ إيران، لا بد من الأخذ بالحسبان مجموعة من المعطيات، سواء أكانت داخلية في لبنان أم خارجية؛ بمعنى "إلى أي مدى يمكن أن يحافظ حزب الله على قوته مقابل القوى السياسية الأخرى في لبنان؟ إذ إن عملية الاغتيال ستؤثر تأثيرًا مباشرًا على توازنات القوى السياسية، وكذلك المؤسسات السياسية اللبنانية والمؤسسة العسكرية وأدوارها".

ويتوقف ذلك، وفقًا للجروان، على خليفة حسن نصر الله ومدى قدرته على الحفاظ على الواقع القائم ما قبل عملية الاغتيال، ومتابعة مؤشرات ذلك وقراءته على درجة شديدة من الأهمية، خاصةً في الأزمات التي يعيشها لبنان إلى جانب تداعيات العملية العسكرية لإسرائيل حاليًّا، فاختلال التوازنات داخل لبنان سيشغل الحزب في ترتيب البيت الداخلي اللبناني عن الشؤون الخارجية وارتباطاته مع إيران، خاصة أن تطورت المنافسة إلى درجة الصراع بين القوى السياسية اللبنانية. 

وخارجيا فيما يتعلق بإيران؛ يلاحظ الخبير السياسي الأردني، تغييرًا كبيرًا في كيفية إدارتها لنفوذها في المنطقة، خاصة مع صمتها أو عجزها حتى عن الرد على الضربات الموجعة التي وجهتها لها إسرائيل، مع اهتمام أكبر بالحوثيين في اليمن ومؤشرات لتحول محور تحالفاتها من لبنان إلى اليمن في ضوء قدرة الحوثيين على إعاقة حركة الملاحة في البحر الأحمر، وتأثيراتها العالمية ووضع إسرائيل تحت مرمى صواريخها، والعامل الجغرافي والتضاريس التي تؤهل حلفاءها في اليمن لأن يكونوا محور مشروعها الإقليمي عوضًا عن لبنان الذي لن يفقد أهميته لدى إيران، وإنما في سياق ترتيب الأولويات.

ويختم الجروان "عند قياس تأثير اغتيال نصر الله على نفوذ إيران يجب التساؤل: هل وجدت إيران طريقًا أخرى لحماية نفوذها ومكانتها الإقليمية، كقربها من تصنيع القنبلة النووية أو تغيير إستراتيجي للتقارب مع الغرب وحلحلة القضايا العالقة، وهو ما يفسر حرصها على عدم الدخول في مواجهات مباشرة مع إسرائيل رغم استهداف محور نفوذها الإقليمي، وتهديد وجودها في المنطقة.

سام دلة: مشروع إيران سيضعف خلال سنوات 

المحلل السياسي، والاستشاري في جامعة الشارقة، الدكتور سام دلة، يرى من جانبه أنه ليس بالضرورة أن ينهي مقتل نصر الله نفوذ إيران في الوقت الراهن، ولكنه سيضعف هذا الدور خلال السنوات القادمة، وأشار إلى أن الثقة بهذا المشروع ستتراجع وتأفل لعدم مصداقية الشعارات المرفوعة.
وعدَّ دلة أن الأمر يرتبط أيضًا برد فعل القوى الرئيسة في المنطقة والعالم، بعد انكشاف ميزان القوى، الذي أظهر أن إيران ليست بالصورة التي روّج لها من القوة.

المحلل السوري يرى أن إيران لن تتخلى بسهولة عن مشروعها ونفوذها، ولكن ما حدث سيغير قواعد اللعبة وموازين القوى، وسيكون عائد استثمار إيران ضعيفًا جدًّا من هذا الإنفاق الذي تقدمه لأدواتها وأذرعها في المنطقة، مشيرًا إلى أن حزب الله لن يعود إلى ما كان عليه قبل أسبوع، ونفوذه سيتراجع في الساحة اللبنانية.

وعن خيارات إيران وإمكانية "تحضير" بديل لحزب الله بعد هذه الضربة، كميليشيا الحوثي مثلًا، قال دلة إنه لا يمكن للحوثي أن يشكل بديلًا لحزب الله أو لحماس بحكم الجغرافيا، مضيفًا "ربما سيشكل إزعاجًا للغرب، ولكن دائمًا يمكن السيطرة عليه". 

ويخلص الكاتب والاستشاري إلى أن نفوذ إيران إلى تراجع بشكل عام، وهذا ما يدلّ عليه موقفها الهزيل خلال اليومين الماضيين معطوفًا على دورها منذ حرب غزة.

أخبار ذات علاقة

بعد اغتيال نصر الله.. ما التحدي الأبرز الذي سيواجهه "حزب الله"؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC