3 غارات إسرائيلية استهدفت مبنى بالضاحية الجنوبية بعد إنذار إسرائيلي بالإخلاء

logo
العالم العربي

مأساة طفل في غزة.. أحمد لا يعلم أنه فقد والديه وقدميه

مأساة طفل في غزة.. أحمد لا يعلم أنه فقد والديه وقدميه
15 نوفمبر 2023، 1:58 م

أحمد شبت طفل فلسطيني فقد 17 فردا من عائلته بينهم والداه، في قصف إسرائيلي على منزله في بلدة بيت حانون في الركن الشمالي الشرقي من القطاع.

أحمد طريح الفراش يسأل عن والديه وهو لا يعلم ما حل بهما، كما لا يدرك أنه فقد القدرة على المشي بعد أن فقد قدميه، لم يتبق له إلا خاله إبراهيم أبو عمشة الذي أصبح كافله وولي أمره، وأخ يبلغ من العمر عامين.

يسأل أحمد ذو الأربع سنوات كل يوم " وين أمي؟، يحاول خاله ومن معه التخفيف من وطأة غياب الوالدين في حياة الطفل.

يستحضر الخال لحظات قاسية في حياة العائلة ويقول إن قوة الانفجار ألقت بالصبي إلى منزل مجاور وقتلت 17 فردا من الأسرة.

عملية أحمد أجريت في قاعة ولادة

قبل اندلاع الحرب كان يعيش في بيت حانون أكثر من 52 ألف نسمة، لكن لا يكاد يكون هناك مبنى واحد صالح للسكن اليوم، وفقا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية للمراسل الإسرائيلي ناحوم بارنيا، الذي اصطحبه الجيش إلى داخل القطاع.

وقال أبو عمشة إنه وأفرادا آخرين من الأقارب استقبلوا الطفلين الصغيرين في منزلهم بمخيم النصيرات للاجئين، جنوبي مدينة غزة، قبل أن يتعرضوا لضربة إسرائيلية أخرى.

أصيبت ساقا أحمد بجروح خطيرة وأصبحت حياته مهددة، وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث تابع حالته جراح العظام الدكتور أحمد زيان.

يقول الطبيب قبيل إجرائه العملية لأحمد "وصل لنا هذا الطفل مصابا بإصابات حديثة"، مؤكدا أن المستشفى مكتظ بمرضى آخرين مصابين بجروح خطيرة، وأن جراحة أحمد لن تتم في غرفة عمليات مناسبة ولكن في غرفة مجهزة لعمليات الولادة.

وقال "نقوم بإجراء عملية بتر للأطراف بسبب الاستهداف العميق أو الأجزاء المتهتكة... مصير الرجل اليمنى البتر فوق الركبة وكذلك الرجل اليسرى".

"ماذا فعل ليستحق كل هذا ؟"

خلال العملية الجراحية، تحدث الدكتور زيان عن التحديات التي تفرضها مثل هذه العمليات الخطيرة على طفل صغير، وعن مدى صعوبة الحرب على العاملين في المستشفى.

وقال إن "الكادر الطبي منهك، وهناك نقص في العاملين بالقطاع الصحي، فأغلبهم استشهد أو أصيب".

أحمد الآن يتعافى، رغم أنه لم يفهم بعد ما حل به، فإن خاله يحاول مداعبته وإهداءه سيارة صغيرة للعب، لكن الطفل رماها بعيدا، وليس من الصعب على أحد أن يدرك افتقاده لوالديه.

يقول الخال "طلب مني أكثر من مرة أن يقوم من السرير ويمشي، سألني أكثر من مرة، وأخبرته أنه علينا الانتظار حتى تتحسن ساقه، أو بعد أن يتناول الدواء".

وأضاف أبوعمشة "هو مش شاعر أنه فقد قدميه، لكن علينا أن نحاول، تماما كما نحاول أن نجعله ينسى والديه، ...الطفل لم يفقد والديه فقط، بل فقد ساقيه أيضا.. لا يزال طفلا، ماذا فعل ليستحق (كل) هذا؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC