لبنان.. ترقّب و حذر وتفاؤل بانتخاب رئيس جديد

يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم بانتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس النواب غدًا، والمخصصّة لانتخاب قائد الجيش السابق العماد ميشال عون رئيسًا جديدًا للبنان بعد فجوة رئاسية استمرت لنحو عامين وخمسة شهور.

وفيما يترقب البعض تلك الجلسة بحذر، يعرب آخرون عن تفاؤلهم بأن عملية الانتخاب ستتم على أساس أن لبنان لم يعد بإمكانه تحمل هذه الوضع وأن فشل الجلسة قد يكون له عواقب وخيمة على مستقبل البلد البالغ عدد سكانه نحو 4 ملايين والذي أنهكته الحروب والمشاحنات والتوترات والاحتقانات الطائفية.

ويبلغ العماد عون من العمر 81 سنة وهو حليف قوي لحزب الله الشيعي وسوريا وحليفتها إيران، رغم أنه كان من ألدّ أعداء هذا المعسكر بقتاله ضد القوات السورية في الثمانينات.

وقد فتح الزعيم السني المعارض سعد الحريري الباب على مصراعيه لانتخاب عون رئيسًا للبنان عندما قبل بترشيحه وهو تطوّر اعتبره المراقبون بأنه انتصار كبير لحلف حزب الله.

ويقول إيلي سيقلي من جنوب لبنان :"أدعو الله أن ينجح النواب غدًا في الاتفاق على الرئيس الجديد لأننا لم نعد نحتمل هذا الوضع.. كيف لبلد أن يبقى دون رئيس لأكثر من عامين.. إنه وضع استثنائي ومخيف أرجو أن ينتهي غدًا."

أما خليل كنعان من مدينة صيدا فيقول: "أنا متفائل لكني لا زلت خائفًا من حدوث أي تطورات غير متوقعة قد تنسف كل هذه الجهود والآمال بانتخاب رئيس للبنان.. أدعو الله أن يلهم نوّابنا الكرام ليدركوا خطورة الموقف وينقذوا بلدنا."

ويقول علي غدار من مدينة صور: "أنا متفائل جدًّا وأعتقد أن مجلس النواب سينجح في انتخاب عون رئيسًا غدًا...إنه بالفعل يوم تاريخي وستكون مسؤولية كبيرة على عاتق جميع اللبنانيين للعمل معًا لإنجاح هذا الأمر ودعم مسقبل لبنان."

وتخطط بعض القطاعات لأن يكون غدًا يوم عطلة، ترقبًا لانتخاب الرئيس الجديد، فيما يتوقع أن تقام احتفالات ومسيرات شعبية في مختلف المدن والمناطق.

ويقول بول سالم وهو لبناني الأصل يتولى منصب نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "إن سعد الحريري بارك ترشيح عون مقابل وعد أن يتولى منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة... حتى وإن كانت تلك الصفقة صحيحة، فإن انتخاب عون رئيسًا يعدّ انتصارًا واضحًا للمحور الموالي لإيران وسوريا."

وكان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أكد الجمعة، في تصريحات لتلفزيون أل بي سي المحلي، أن ما حصل في لبنان انتصارا للسعودية، وأن حزب الله رشّح “الفراغ”، في إشارة لإجماع أغلب الفرقاء السياسيّين في لبنان على ترشيح العماد ميشال عون رئيسًا للبلاد.

ويضيف بول سالم:"من جهة أخرى قد يكون حزب الله وحلفاؤه غير مرتاحين كثيرًا للعماد عون نظرًا لماضيه المتمثل في القتال ضد الجيش السوري وميزته الزئبقية المتقلبة، إذ أنه كان من ألدّ أعداء سوريا وحزب الله في الثمانينات والتسعينات ثم أصبح من أشدّ حلفائهم عام 2005.. على أي حال، فإن انتخاب رئيس جديد سيؤدي إلى إعادة الحياة في المؤسسات السياسية اللبنانية المشلولة منذ أكثر من عامين."

ومن المتوقع، أن يؤدي انتخاب عون إلى تشكيل حكومة جديدة تفتح بدورها الباب لانتخابات برلمانية والتي لم تحصل منذ فترة طويلة.