الصراع مع دحلان يدفع "أبو مازن" لقلب الطاولة والارتماء في أحضان حماس
الصراع مع دحلان يدفع "أبو مازن" لقلب الطاولة والارتماء في أحضان حماسالصراع مع دحلان يدفع "أبو مازن" لقلب الطاولة والارتماء في أحضان حماس

الصراع مع دحلان يدفع "أبو مازن" لقلب الطاولة والارتماء في أحضان حماس

يثير اللقاء الذي جمع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن"،  وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، التكهنات بشأن الأسباب التي دفعت رئيس السلطة للقيام بهذه الخطوة، وما إذا كان الأمر مرتبط بمحاولات يقوم بها خصمه اللدود محمد دحلان، للتواصل مع قيادات الحركة التي تسيطر على قطاع غزة.

ويمتلك رئيس السلطة الفلسطينية، قناعة بأنه بالتزامن مع ضعف مركزه واختلاط الأوراق بسبب التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، وعدم حماسة عدة عواصم عربية تجاهه، فإن هناك دلائل على قيام هذه الأطراف بخطوات لدعم وضع دحلان، كما أن القاهرة ضغطت عليه لكي يعيده لصفوف حركة فتح، لكن رئيس السلطة رفض ذلك.

وفي المقابل، يقف رئيس السلطة الفلسطينية في وجه ضغوط هائلة، دفعت البعض للحديث عن إمكانية خروجه قريبا من المشهد، ولا سيما في ظل انضمام السعودية لتلك الضغوط، وامتناعها عن إرسال قرابة 120 مليون دولارا كمساعدات للسلطة طوال الأشهر الستة الأخيرة، ما ينذر بأزمة مالية كبيرة.

ويأتي الموقف السعودي، في وقت قررت فيه الحكومة البريطانية اقتطاع ثلث مساعداتها المالية للسلطة، بزعم قيامها بدفع رواتب لعائلات أسرى في السجون الإسرائيلية، تتهمهم إسرائيل بالتورط في عمليات إرهابية.

قلب الطاولة

وتسببت تلك الضغوط، فضلا عن الأنباء المتواترة عن محاولات يقوم بها دحلان، القيادي السابق بحركة فتح، للتواصل مع حركة حماس في قطاع غزة، في مساع يقوم بها عباس للتقارب مع الحركة ذاتها، وترجم ذلك إلى خطوة عملية، تمثلت في الاجتماع الذي عقد مع  خالد مشعل، ونائبه إسماعيل هنية، في العاصمة القطرية.

وشهدت الفترة الماضية، تطورات عمقت من مخاوف رئيس السلطة الفلسطينية، ولا سيما في ظل حديث عن نجاح دحلان في بناء علاقات كبيرة مع القاهرة، وفي حشد تظاهرات بالضفة الغربية ضد السلطة ومن يقف على رأسها، شارك فيها نشطاء من حركة فتح.

وقال خبراء، إن الاجتماع الذي عقد بالدوحة وذلك بعد أيام من لقاء عباس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، دليل على حدوث تحول كبير، حيث أن  الرئيس الفلسطيني الذي يعد حليفا للقاهرة والرياض في وجه جماعة الإخوان الملسمين، يغير وجهته ويقلب الطاولة باحثا عن طوق نجاه جديد متمثلا في الارتماء في أحضان محور حماس – الدوحة – أنقرة.

وتدل تلك التطورات، على محاولات يقوم بها رئيس السلطة لبناء تحالف مع ذراع الإخوان المسلمين المتمثل في حماس، والرعاة الأساسيين في الدوحة وأنقرة، ما يعني أنه توجه إلى خصوم النظام المصري الأساسيين، فيما ستكون المصالحة المحتملة مع الحركة التي تسيطر على قطاع غزة على حساب  التحالف مع القاهرة والرياض.

خصوم عباس وجنازة بيريس

وسحبت مشاركة عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمعون بيريس في سبتمبر الماضي، من رصيده كثيرا لدى الشارع الفلسطيني والعربي، ونسجت العديد من الروايات بشأن تلك المشاركة، والتي بدأ فيها عباس متأثرا إلى حد كبير، فاتحا المجال أمام شائعات وتأويلات لم تتوقف حتى الآن.

وساهمت تلك المشاركة، في تعزيز موقف خصوم رئيس السلطة، ولا سيما مع ظهوره متأثرا بصورة ربما فاقت غالبية من شاركوا في تلك الجنازة من المسؤولين الإسرائيليين، وبالتالي كان من السهل استغلال مشاهد البكاء من قبل خصومه لفتح ملفات عديدة، من بينها مصير السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي.

انقسام محتمل

ويرى خبراء، أن الفترة الحالية بالضفة هي فترة انتقالية خطيرة، وأن وضع السلطة الفلسطينية غير مستقر، حيث يسود اعتقاد بين نشطاء في حركة فتح، بأن الحركة ستشهد انقساما حادا في الفترة المقبلة، على خلفية الصراع بين عباس ودحلان، وأن المستفيد الأول ستكون حركة حماس.

وأصبح الوضع بالضفة الغربية أكثر سخونة من أي وقت مضى، فيما تحقق حماس من النواحي النظرية نصرا تلو الأخر في مقابل حركة فتح، فيما يتعلق بكسب تعاطف المواطنين بالضفة.

إسرائيل تترقب

وفي إسرائيل، أصبحت هناك قناعة بقرب نهاية وجود "أبو مازن" على رأس السلطة الفلسطينية، وأصبح من الممكن الحديث عن تحول ملحوظ من مرحلة التقديرات والفرضيات إلى مرحلة ظهرت فيها خطوات عملية عديدة، هدفها التحسب للسيناريوهات المحتملة، والتي قد تنجم عن خروج عباس من المعادلة.

وتعمل إسرائيل، على عدد من المحاور تحسبا لحدوث فراغ في السلطة الفلسطينية، ولهذا السبب شكل الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة طاقما خاصا سيكون عليه التعامل مع الأوضاع الميدانية التي قد تشهدها الضفة الغربية، ووضع خطة لإدارة تلك المرحلة، بما في ذلك في حال تسبب خروج عباس في فوضى عارمة.

وكشفت صحيفة "هأرتس" النقاب عن تلك الخطوة، التي تأتي على خلفية ما تصفه بـ"الإنهيار البطئ للسطة الفلسطينية"، مشيرة إلى أن تأسيس هذا الطاقم من جانب الجيش الإسرائيل، جاء بعد أن وُضعت تقديرات بأن الخروج الوشيك لـ"أبو مازن" من السلطة  أصبح أمرا واقعا.

تواصل مباشر

وبخلاف الطاقم التابع للجيش الإسرائيلي، والذي يفترض أن يدير الأوضاع عقب خروج عباس من المشهد، يقود منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، اللواء يوآف مردخاي، خطة هدفها التواصل المباشر مع الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.

ودشن مردخاي صفحة بالعربية على "الفيسبوك" وقناة خاصة على "يوتيوب" حملتا اسم "المنسق" لتحقيق الغرض المُشار إليه، ويبدو وأن المستويين السياسي والعسكري يوليا تلك الخطة اهتماما خاصا، ويعتبرا أن مخاطبة الفلسطينيين مباشرة هي عنوان المرحلة الحالية، بهدف عمل الأرضية الملائمة للتواصل بين الجانبين بمعزل عن السلطة في مرحلة ما بعد عباس.

وظهرت أهمية هذا المحور بانضمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إليه، حين بدءا في الآونة الأخيرة في التوجه المباشر للفلسطينيين، حيث وجه نتنياهو رسائل مصورة عدة، زعم خلالها أن حكومته أكثر حرصا عليهم من السلطة، فيما خاطب ليبرمان الفلسطينيين عبر الإعلام الفلسطيني نفسه وبشكل مباشر.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com