لماذا طالبت جهات أوروبية بطرد الملياردير الجزائري المثير للجدل من فرنسا؟
لماذا طالبت جهات أوروبية بطرد الملياردير الجزائري المثير للجدل من فرنسا؟لماذا طالبت جهات أوروبية بطرد الملياردير الجزائري المثير للجدل من فرنسا؟

لماذا طالبت جهات أوروبية بطرد الملياردير الجزائري المثير للجدل من فرنسا؟

طالبت النائب في البرلمان الأوروبي، نادين مورانو، اليوم الأربعاء، بطرد الناشط السياسي والملياردير الجزائري رشيد نكاز من الأراضي الفرنسية، وتجميد جميع حساباته المصرفية على خلفية موجة الاحتجاجات التي يشنها المعني في فرنسا ضد ساسة  فرنسيين ومسؤولين جزائريين.

وتأتي هذه التفاعلات، بعد ساعات فقط عن اعتقال رشيد نكاز، الذي دان بشدة تعرضه لمضايقات وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، على خلفية تحرك قوات الشرطة لاحتجازه لفترة خلال اليومين الأخيرين، بتهمة التظاهر بدون ترخيص، والإخلال بالنظام العام.

وقال نكاز، إن زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، عمار سعداني، ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، يقفون وراء حملة اعتقاله بسبب احتجاجه أمام شقق وعقارات يملكونها في فرنسا "بدون وجه حق".

ومن المرتقب أن يمثل السياسي الجزائري المثير للجدل بتاريخ 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، أمام إحدى محاكم باريس للنظر في التهم الموجهة إليه، ومع ذلك سطّر منسق "حركة الشباب والتغيير" أجندة لسلسلة من الاحتجاجات في الأراضي الفرنسية بين 17 و23 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، للتظاهر أمام شقق مسؤولين جزائريين، يزعم أنهم حصلوا عليها من أموال الشعب الجزائري.

1000 شقة في باريس

وسلطت الصحافة الفرنسية، الضوء على نشاطات وأملاك رشيد نكاز، الذي لم يتوقّف عن إثارة الجدل في فرنسا منذ 2006 حين أعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2007، كمرشّح وحيد عن الأحياء الشعبية والضواحي، لكنّه لم ينجح في خوضها بعد فشله في جمع عدد محدّد من تواقيع رؤساء البلديات الفرنسية، رغم الوعود التي حصل عليها مسبقًا.

وأفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه "في عام 2011 نتذكر جيدًا كيف عرض نكاز دفع 50 ألف يورو كجزء من الكفالة المالية المطلوبة في قضية دومينيك ستراوس كان (DSK). وفي العام نفسه، دفع مبلغ نصف مليون يورو لشراء قطعة أرض وإنقاذ مسجد في "جينيفيليه"، كما أطلق مشروعًا سماه جمهورية الغجر قدّم لصالحه أرضًا بمساحة 16 هكتارًا  لغجر يسكنون منطقةAuvergne كهدية عيد الميلاد".

وركّزت الصحيفة الفرنسية، على نجاح نكاز في تفادي الفشل الدراسي الذي عانى منه جزء كبير من أبناء الضواحي من جيل الهجرة الثانية، فنكاز المولود سنة 1972 في مدينة شوازي- لو- روا في إقليم فال دو مارن شمال غرب باريس، لأبوين جزائريين أميين، ثابر من أجل الحصول على شهادتي الفلسفة والتاريخ من جامعة "السوربون" في باريس.

وقالت، إنه يستغل ثورة الإنترنت والتطور الكبير الذي شهده قطاع المعلوماتية في منتصف  التسعينيات للاستثمار في شراء الأبنية السكنية،  حتى صار يملك حوالي ألف شقة سكنية اشتراها نكاز منذ عام 1995 والعديد من العقارات والممتلكات بعاصمة الجن والملائكة.

ظاهرة سياسية أم صوتية؟

وفي العام 2007 ترشح نكاز للانتخابات النيابية الفرنسية، لكنه أخفق في دخول البرلمان، ثم قرر بعد سنوات التخلي طوعًا عن جنسيته الفرنسية ليخوض تجربة سياسية جديدة في بلده الأصلي، فتقدم بملف ترشح لانتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع 2014، ولكنه لم يتمكن من المرور إلى السباق بسبب "سرقة" استمارات الناخبين التي جمعها بحسب روايته الرسمية.

وخلال السنوات الأخيرة، تحول رشيد نكاز إلى مصدر إزعاج لخصومه السياسيين، مستغلاً في ذلك الهوة السحيقة بين الشباب الجزائري والأحزاب التي عجزت عن استقطابه، فنصّب خلايا إلكترونية تترصد تحركاته في الشوارع والمدن والقرى، زاعمًا أنه يزورها ماشيًا على قدميه للتضامن مع الفئات الشعبية الهشة.

وتوغل نكاز خلال 2015 في ساحات الاحتجاجات الشعبية التي هزت ولايات جنوب الجزائر لمناهضة استغلال الغاز الصخري بمنطقة عين صالح الصحراوية، ومنذ ذاك الحين لا يتوقف عن التظاهر بالشارع دون ترخيص من السلطات. وقد نقل تجربته تلك من الجزائر إلى فرنسا، ولم يسلم خلال كل المسيرات التي ينظمها من الاعتقال والاحتجاز.

ووجه له عمار سعداني، زعيم الحزب الحاكم في البلاد، خلال مؤتمر صحافي عقده قبل أيام بالعاصمة الجزائر، اتهامات خطيرة تزعم ضلوع نكاز في أحداث عرقية بمنطقة غرداية الجنوبية بدعم من الجنرال المعزول "محمد مدين" المدعو توفيق فور تنحيته من إدارة جهاز المخابرات العسكرية بعد 25 عامًا من المسؤولية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com