هل يكون اغتيال حتر آخر فصول الاستقطاب المجتمعي في الأردن؟
هل يكون اغتيال حتر آخر فصول الاستقطاب المجتمعي في الأردن؟هل يكون اغتيال حتر آخر فصول الاستقطاب المجتمعي في الأردن؟

هل يكون اغتيال حتر آخر فصول الاستقطاب المجتمعي في الأردن؟

يلاحظ مراقبون تزايدًا في حدة الاستقطاب بالمجتمع الأردني منذ مطلع العام الجاري، على خلفية بضع قضايا محلية وإقليمية ذات أبعاد دينية وسياسية.

وبرز الاستقطاب أخيرًا بشكل أكبر على خلفية قضية تعديل المناهج الأردنية ومقتل الكاتب ناهض حتر واعتقاله قبل ذلك ثم الإفراج عنه بعد يومين من الإفراج عن الداعية الإسلامي أمجد قورشة.

التخندق في صفين بينهما ما صنع الحداد

لطالما كان هناك عدد من المواضيع التي تثير ولا تزال في بعض الأحيان انقساما بين فئات مجتمعية وازنة في الأردن، إن كان على خلفية الانقسام المناطقي أو على خلفية الموقف من الأزمة في سوريا التي أحدثت شرخًا واسعًا وملحوظًا خاصة في صفوف المعارضة بين الإسلاميين المؤيدين للمعارضة السورية أو التيار اليساري المؤيد للنظام.

وبرز الاستقطاب أخيرًا بحسب المراقبين، من خلال بضع قضايا تحولت إلى ساحة خصبة للنقاش والتراشق بالاتهامات أحيانا بين تيارين، الأول لا يملك جسما تنظيميا واضحا يعرف نفسه تحت مظلة "العلمانية"، والآخر يمثله الإسلاميون بشتى تصنيفاتهم وإن كانت جماعة الإخوان المسلمين هي من تتصدر المشهد في ذلك الجدال.

ٌوبدأت أولى القضايا لدى قيام الحكومة بإغلاق مقرات الجماعة ومحاصرة أنشطتها المختلفة، فعدَّ كثير من أنصار الجماعة ما يجري بانه استهداف للإسلاميين ومظاهر التدين بل واتهم بعضهم الجهات الرسمية بشن حرب على الإسلام في مقابل التساهل والتغاضي عن الأنشطة المضادة كالمهرجانات الفنية.

بعد ذلك بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تشهد بروزا واضحا للانقسام على خلفيات إقليمية جددها دخول الأزمة السورية عامها الخامس دون حل، وذهاب بعض الشخصيات الأردنية اليسارية إلى دمشق لتجديد وقوفها إلى جانب النظام، فأصبح حلفاء الأمس في المعارضة أعداء اليوم وبينهما ما صنع الحداد.

وبعد أن ضربت الهجمات الإرهابية عدة مواقع في الأردن في اربد والبقعة وعلى الحدود مع سوريا، بدأ بعض الكتاب المحسوبين على التيار العلماني بالدعوة لإغلاق دور تحفيظ القرآن الكريم؛ ما أثار غضب فئات من المتدينين، إضافة لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر أن هذه المراكز تابعة لها بشكل أو بآخر وأن الهجوم عليها يمثل هجوما مستترا عليها.

قورشة مقابل حتر.. والنهاية المأساوية

بعد ذلك استعر الاستقطاب على خلفية اعتقال الأستاذ الجامعي والداعية الإسلامي المثير للجدل "أمجد قورشة" على خلفية انتقاده مشاركة الأردن في الحرب ضد داعش، فكان أن انتقد الخطوة الإسلاميون معتبرين اعتقاله خطوة في طريق محاصرة النشاط الإسلامي في البلاد، فيما فرح قطاع عريض من العلمانيين بذلك باعتباره حصارًا لمنابع الفكر المتشدد.

وتوالت الانقسامات على خلفية القضايا الإقليمية مجددا لدى إفشال محاولة الانقلاب في تركيا، فاصطف الفريقان مجددا إلى جانب النظام والمعارضة، وبعد ذلك إثر وفاة الكاتب المصري أحمد زويل، حيث وصفه قطاع من الإسلاميين بالعميل والخائن، فيما رد التيار الآخر بوصف خصومهم بالجهل والتزمت.

ثم جاءت قضية اعتقال الكاتب اليساري المعروف بتأييده للنظام السوري ناهض حتر، لتفجر استقطابا هو الأعنف، إذ شهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لقتل الكاتب، فيما دعا البعض الآخر لاعتقاله أسوة بقورشة وهو ما تم لاحقا، ثم أفرجت الدولة بعد نحو شهر عن قورشة وبعده بيومين عن حتر، ليأتي اغتيال حتر على يد أحد الإسلاميين المحسوبين على خط "السلفية الجهادية" ليفجر سؤالا عن مستقبل الاستقطاب الذي لم ينته إثر تفجر الخلاف على المناهج التعليمية.

المناهج التعليمية ساحة أخرى.. والدولة ترد

وتزايد الحراك الشعبي في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لما يصفونه بـ"تغريب المناهج وحذف الدين منها"؛ إذ نجح الإسلاميون بكسب قطاعات من الشعب لصفهم وتحشيدهم لرفض التعديلات التي تصفها الوزارة بأنها تأتي ضمن خطة للنهوض بالواقع التعليمي دون المساس بالدين الإسلامي.

وأمام هذا الانقسام لجأت الحكومة للتبشير بنيتها فرض قوانين تحاسب"مثيري الفتنة والكراهية" على مواقع التواصل الاجتماعي، في مسعى منها لضبط المحتوى المكتوب والذي أدى لوقوع عملية اغتيال للمرّة الاولى في تاريخ المملكة على خلفية منشور على موقع فيسبوك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com