السلطات المغربية تمنع الحزب"الحاكم" من ترشيح شيخ سلفي للانتخابات البرلمانية

رفضت السلطات المغربية، ترشح أول شيخ سلَفي، على قوائم حزب العدالة والتنمية الذي يترأس الحكومة، للانتخابات التشريعية المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وكشف حماد القباج، أول سلفي رشحه حزب العدالة والتنمية (الذي يقود الائتلاف الحكومي) في دائرة "جليز" بمراكش وسط البلاد، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الجمعة، أنه تلقى رسالة من طرف محافظ مراكش، عبد الفتاح البجيوي، يخبره فيها برفض ترشحه لعضوية مجلس النواب.

ووفق ما أورده القباج، فإن محافظ مراكش برر رفض ترشحه بكونه "عبر في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية، التي يقرها دستور المملكة، من خلال إشاعة أفكار متطرفة تحرض على التمييز والكراهية وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكونات المجتمع".

ووصف القباج، في تدوينته على "فيسبوك" رفض ترشيحه بكونه "ظلم وإهانة عظمى" ووجه رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس، قال فيها "لو أن هذه الاتهامات صحيحة فالواجب اعتقالي فورًا وإدخالي السجن، في انتظار محاكمتي لأنني خطير على وطني، وأنا أرفض أن يتعرض وطني لأي خطر".

وأضاف القباج، "لو كانت الاتهامات كذلك، فلماذا سمحت السلطات ببقاء مثل هذا الشخص بهذه الخطورة حرًا طليقًا، يتكلم وينشر أفكاره ويلقي المحاضرات في مختلف المدن والدول لمدة تقارب 20 سنة؟! ولماذا تعاملت معي باحترام وشهد لي عدد من مسؤوليها بالوطنية والوسطية ومنحوني جواز السفر مرات عديدة؟!".

وطالب القباج، من محافظ مراكش، بأن "يسحب القرار ويقدّم اعتذاره"، كما طالب بـ"فتح تحقيق بشأن البحث الإداري الذي أفضى إلى اتهامي بتلك الأباطيل الخطيرة التي يطالها النفي جملة وتفصيلا".

وقال إنه "مواطن مغربي؛ متشبع بروح السلفية الوطنية، التي تؤمن بالاعتدال والتعايش والانفتاح وحب الوطن، وتتمسك بدولة المؤسسات والقانون"، على حد قوله.

وأضاف "من المعروف أنني من أكبر المقاومين لدعوات وسلوك بث الكراهية والحقد والتفرقة والعنف بكل أشكاله، ومن أحرص الناس على تماسك مكونات المجتمع".

وقرر حزب العدالة والتنمية، ترشيح الشيخ السلفي المقعد حماد القباج، على رأس لائحة الحزب، للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في البلاد، في 7 أكتوبر المقبل، في دائرة "جيليز"، أحد أرقى الأحياء في "مراكش" السياحية، والتي يتمتع فيها بشعبية كبيرة.