جنوب لبنان.. هدوء وسلام تفسدهما إسرائيل بإزعاجاتها المتكررة
جنوب لبنان.. هدوء وسلام تفسدهما إسرائيل بإزعاجاتها المتكررةجنوب لبنان.. هدوء وسلام تفسدهما إسرائيل بإزعاجاتها المتكررة

جنوب لبنان.. هدوء وسلام تفسدهما إسرائيل بإزعاجاتها المتكررة

يلاحظ الزائر إلى جنوب لبنان، هدوءا وسلامًا يعمان المنطقة طوال السنوات العشر الأخيرة، حيث بنيت آلاف المنازل الجديدة، ورُممت معظم البيوت التي تهدمت في الحرب، فيما عاد آلاف السكان إلى بيوتهم.

كما انتعشت الأعمال في مختلف القطاعات، وأصبحت المحلات التجارية والمطاعم والأفران تشهد ازدحامًا باستمرار، خاصة مطاعم المشاوي والشاورما والفلافل والمناقيش والفطائر بأنواعها.

كما أقيمت مشاريع زراعية وعمرانية وصناعية عديدة، مما أدى إلى خلق وظائف كثيرة، علاوة على ارتفاع كبير في الإنتاج الزراعي والحيواني والمحاصيل، ومنها الزيتون والمشمش واللوز والعنب والبندورة والتفاح والخيار والبصل والبطاطا ومحاصيل أخرى.

لكن قبل هذا، عانى سكان الجنوب اللبناني وأغلبيتهم من المسلمين الشيعة، من حروب مدمرة كثيرة في العقدين الماضيين، كانت آخرها الحرب بين حزب الله وإسرائيل في 2006.

انزعاج رغم الهدوء

بدا المواطن اللبناني حسن غنيم، الذي يعيش في قرية صغيرة تقع جنوب لبنان، منشغلًا بوضع اللمسات النهائية على كرسي كان يعمل عليه في منجرته، فيما انشغل رجل آخر بمناحله المنتجة للعسل، وليس ببعيد كانت هناك امرأة تحرث حقلها وهي تتصبب عرقا.

كان المكان هادئا جدا باستثناء هدير السيارات التي كانت تمر في الشارع الضيق المليء بالحفر من وقت إلى آخر، ومنها السيارات والشاحنات العسكرية التابعة لقوات الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان بهدف الحفاظ على السلام الهش.

يعيش غنيم في قرية "مارون" الرأس الحدودية التي تفصلها عن المستعمرات الإسرائيلية أسلاك شائكة فقط على طول الحدود، حيث يقول وهو يشير إلى مستوطنة إسرائيلية على بعد مئات الأمتار فقط من منجرته: "حتى الآن ما نزال ننعم بالسلام والهدوء منذ حرب 2006، فنحن لا نزعجهم وهم لا يزعجونا".

ورغم أن الزائر لتلك المنطقة بإمكانه أن يشعر بالهدوء والسلام، لكنه سيلحظ شعورا مكبوتا بالعصبية والتوتر من قبل السكان نظرا لقربهم من المستعمرات الاسرائيلية والهدير المستمر للشاحنات والجرافات في تلك المستوطنات.

وعلى الرغم من أن السكان لا يرون جنودا إسرائيليين في تلك المناطق، إلا أنها مليئة بأبراج عسكرية وأمنية مزودة بمعدات مراقبة متطورة لمنع أي محاولات تسلل عبر الحدود من قبل المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية.

وعند طرف قرية مارون الرأس، تم إنشاء متنزه كبير بمواجهة المستعمرات الإسرائيلية بتمويل من طهران يسمى متنزه إيران، يضم العديد من المقاعد والمظلات والمطاعم وألعاب الأطفال وتسهيلات أخرى، وعادة ما يعج المنتزه بالزائرين من القرية وقرى أخرى في جنوب لبنان في نهاية الأسبوع.

من ناحيته، قال حارس المتنزه علي حسين: "تشهد هذه المنطقة هدوءا وأمانا منذ عدة سنين، باستثناء سماع أزيز الطائرات الإسرائيلية التي تقوم أحيانا بطلعات استكشافية واستفزازية في سماء الجنوب".

وأضاف حسين قائلا: "كما ترى الآن فإن معظم الناس الذين يأتون هنا هم من النساء والأطفال الذين يتمتعون بالسلام والأمن"، مشددا على "إننا نريد أن نعيش في سلام وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك، هي تريد الأمن والسلام ونحن أيضا".

في ضوء ذلك، فإنه على الزائرين القادمين إلى  جنوب لبنان من مناطق أخرى، أن يمروا عبر حواجز عديدة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التي تنتشر خارج القرى اللبنانية منذ أكثر من 30 سنة.

في ذلك، قال حيدر علي وهو صاحب فرن في قرية كفر كلا الحدودية إن "الأعمال مزدهرة والحمد لله، لأن الوضع الأمني جيد ونحن ندعو الله أن تستمر هذه الحالة".

وأضاف علي "المنطقة هنا جميلة جدا، وتستحق أن تعيش بهدوء، والناس أيضا طيبون ويستحقون حياة هادئة آمنة طبيعية، نحن فقط نريد أن يدعنا الإسرائيليون وشأننا، حتى نستطيع أن نعيش حياة طبيعية خالية من أي مشاكل أو تهديدات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com