السودان تحت العقوبات.. شباب يصفون شكل الحياة على القائمة السوداء
السودان تحت العقوبات.. شباب يصفون شكل الحياة على القائمة السوداءالسودان تحت العقوبات.. شباب يصفون شكل الحياة على القائمة السوداء

السودان تحت العقوبات.. شباب يصفون شكل الحياة على القائمة السوداء

وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية مجموعة من الفظائع التي يعيشها الشباب السودانيون المدرجون على القائمة السوداء، وذلك في تقرير لها  تحت عنوان" السودان تحت العقوبات: شباب يصفون شكل الحياة على القائمة السوداء".

وقالت الصحيفة إن أسامة بن لادن، كان أول من جعل السودان مكانًا على القائمة السوداء للولايات المتحدة الأمريكية، لكونها من الدول الراعية للإرهاب، مشيرة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أقام في الخرطوم لمدة خمس سنوات، عندما فرضت أمريكا حظرًا تجاريًا وجمّدت أصول الحكومة في الولايات المتحدة في العام 1997.

ولا تزال السودان منذ 19 عامًا، على القائمة السوداء جنبًا إلى جنب مع دولتين أخريين هما إيران وسوريا.

 وجاء جيل كامل إلى الحياة لا يعرف شيئًا سوى ذلك، وحين يناقش محللون سياسيون ما إذا كانت العقوبات تساعد أم تؤذي الحكومة الحالية، جاء التأثير مدمراً على السكان المحليين بشكل لا يمكن إنكاره.

وتبادل المئات خبراتهم وآراءهم بموقع "تويتر" عبر وسم #السودان تحت العقوبات، والتي تشير جميعها إلى تأثير تلك القيود على حياتهم.

وأفادوا بأن هناك حجباً لمواقع إنترنت وخدمات، وصعوبة في السفر، ومنحًا دراسية وفرص عمل محدودة للغاية، بالإضافة إلى الشعور الدائم بالعزلة عن بقية العالم وبسبب القيود المفروضة على التجارة، يكافح أصحاب الشركات المحلية من أجل استيراد السلع وتحويل المدفوعات المستحقة على السلع الأجنبية.

وتم تشديد القيود على السودان منذ العام 2014، عندما تم تغريم بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي 8.8 مليار دولار لتسوية رسوم، لأنها كانت قد أخفت 30 مليار دولار من معاملات التحويل، خارقة العقوبات المفروضة.

ووصف الشباب في السودان أيضاً العزلة اليومية عن المجتمع الدولي من خلال حجب المواقع والتطبيقات وخدمات الهاتف، واللجوء إلى الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) والبروكسي لخداع السيرفرات عن مواقعهم.

 كما أنه محظور تماماً على أي شخص في السودان العمل على الإنترنت، حيث إنه يتطلب عمليات تحويل أموال دولية لدفع الرواتب، وخاضع مباشرة لمكتب الولايات المتحدة لمراقبة الأصول الأجنبية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يحاولون كسب قوتهم على الإنترنت، يكاد يكون من المستحيل تحقيق ربح من هذه المحتويات الرقمية، كما أن الأدوات التي يمكن أن تساعد المستخدمين السودانيين على قياس التواجد على شبكة الإنترنت وقياس حجم المشاركات، مثل تحليلات تويتر، هي أيضاً غير متوفرة للمستخدمين المحليين، وهذه القيود تضر بشكل خاص مطوري البرمجيات المحليين.

وكانت مجموعة من المبرمجين من السودان قد فازت بالجولة الأفريقية أوليمبياد الانترنت العالمية والمسماة  cyberlymbics، لكنها لم تتمكن من المنافسة في النهائيات بسبب أصولهم.

أما أولئك الذين يحاولون إيجاد حياة أفضل خارج بلدهم، تظل فرصهم محدودة  في الحصول على تأشيرة بسبب القيود المفروضة على إصدار التأشيرات وفرص المنح الدراسية محدودة.

وكرد فعل، دعا البعض من الشعب السوداني لعقوبات أكثر حداثة، تستهدف التحكم في الأفراد والكيانات، خاصة هؤلاء الذين يعملون على تكوين الثروات من احتكارهم للاقتصاد السوداني.

وقامت إحدى المنظمات غير الحكومية، واسمها "المشروع الكافي، بالتركيز على إنهاء الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في السودان والكونغو، وقد أصدرت مؤخرًا تقريرًا، يقترح استراتيجية جديدة لفرض قيود من شأنها التقليل من الآثار السلبية على المواطن العادي.

 وأن  تنحصر العقوبات على الاستهداف القوي لكافة المعدات العسكرية والأصول المالية لكل المسؤولين عن النزاع المستمر في البلاد، لكن بالنسبة للسودانيين، فإن الملاذ الوحيد لحل أزمتهم الاقتصادية المتزايدة ولعزلتهم هو رفع كافة أشكال العقوبات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com