لماذا يكتم نتنياهو عن الإسرائيليين علاقته الممتازة بدول عربية؟
لماذا يكتم نتنياهو عن الإسرائيليين علاقته الممتازة بدول عربية؟لماذا يكتم نتنياهو عن الإسرائيليين علاقته الممتازة بدول عربية؟

لماذا يكتم نتنياهو عن الإسرائيليين علاقته الممتازة بدول عربية؟

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو  مأزقًا كبيرًا، يتعلق بتوجهات حكومته التي تقف حائلاً دون الإعلان عن عمق العلاقات القوية بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

وبحسب المحلل السياسي الإسرائيلي "أمير تيبون" في موقع "واللا" الإخباري الإلكتروني، تصطدم التحالفات التي عمل نتنياهو على إرسائها مع الدول العربية، دائمًا بمواقف الأحزاب اليمينية، وعلى رأسها حزب "البيت اليهودي" المتطرف، برئاسة وزير التربية التعليم، نفتالي بينت.

ويشير أمير تيبون، إلى أن نتنياهو كشف خلال حوار دار بينه وبين عدد من الصحفيين مؤخرًا النقاب عن منظومة علاقات عميقة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، مضيفًا أنه يعتبر ذلك من أكبر انجازاته على الإطلاق، لكنه محبط ولا يستطيع الكشف عن طبيعتها، بسبب توجهات حكومته.

وأشار أمير تيبون، اليوم السبت، إلى أن نتنياهو تحدث مع الصحفيين وعرض عليهم معطيات ومعلومات ورسوم ومقاطع فيديو وخرائط، ووسائل مساعدة كثيرة لكي يقنعهم بعمق إنجازاته السياسية والأمنية والاقتصادية، مضيفًا أن بعض المعلومات التي عرضها أمام الصحفيين كانت في بعض الأحيان محل خلاف وجدل كبير.

وتابع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، لم يكن حريصًا للمرة الأولى منذ سنوات على التأكيد على الخطر الإيراني الوجودي، أو غير ذلك من المخاطر، ولكنه تحدث عن إنجازات وتقارب في العلاقات مع الدول العربية، ودول شرق آسيا، فضلاً عن تغير نظرة العالم تجاه إسرائيل.

وتحدث نتنياهو عن إسرائيل، على أنها قوة إقليمية ودولية يمكنها كسب المزيد من الأصدقاء حول العالم، وعرض على الصحفيين كل ما يثبت ذلك، وهو ما أثار استغرابهم، حيث يقول تيبون أن أكثر ما يثير الاستغراب، هو حين رأى الصحفيون رئيس الحكومة وقد تخلى عن مواقفه المتشائمة، التي جعلت من إسرائيل "حصنا يهوديا منعزلا يريد العالم بأسره إبادته"، على حد قوله.

وبين أن ملف العلاقات السرية مع العالم العربي، هو الملف الذي يخشى نتنياهو الحديث عنه في السر أو العلن، ويتحفظ عن الإدلاء بتفاصيل وافية بشأنه، وهو الأمر الذي يضعه تحت ضغوط كبيرة ويصيبه بحالة من الإحباط، لا سيما وأنه يعده أكبر الإنجازات التي حققها.

وأوضح تيبون أن نتنياهو غير قادر على الخروج للإسرائيليين والإعلان أمامهم عن عمق العلاقات مع العالم العربي، كما أنه يخشى حتى الحديث عن الملف لمقربين منه خشية تسريب التفاصيل لوسائل الإعلام، وأنه لو كان بمقدوره الحديث عن العلاقات مع دول مثل اليابان أو الأرجنتين، فإنه لا يمتلك القدرة على الإفصاح عن علاقات بلاده مع الدول العربية.

ويقول المحلل الإسرائيلي، أن نتنياهو يكتفي بالقول منذ فترة أنه أرسى علاقات قوية مع العالم العربي، لكن حديثه يبقى غامضًا، مشيرًا إلى أن الواضح هو عدم وجود صلة بين التقارب مع العالم العربي وبين الملف الفلسطيني، وأن ما يهم العالم العربي هو الخطر المشترك الذي يهدد الجميع، والذي يتمثل في إيران والتنظيمات "الإرهابية".

وذهب المحلل أمير تيبون، إلى أن التحدي الذي كان يقف أمام نتنياهو يتمثل في كيفية تحقيق طفرة في العلاقات مع العالم العربي بدون التقدم في الملف الفلسطيني، في ظل استمرار حكومته في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف الحديث عن حل الدولتين، ويعتقد أن هذا هو ما حدث بالفعل.

وأردف أن حالة الإحباط، تأتي جراء الائتلاف الحالي، الذي شكله نتنياهو بنفسه، والذي لا يتيح له ولو القيام بخطوة واحدة على صعيد الملف الفلسطيني، ويخلو من أية شخصية يمكنها التواصل مع السلطة الفلسطينية، حيث أن أية مبادرة يقوم بها نتنياهو، سوف تقابل باتهامات بأنه يقدم تنازلات للفلسطينيين، وأنه بدون خطوة على المسار الفلسطيني، لن تكون هناك خطوة نحو كشف طبيعة العلاقات مع العالم العربي.

واختتم أمير تيبون بالقول إن الطريق الوحيد لتحويل الحديث عن العلاقات العربية إلى الشق العلني، سوف تأتي حين يقرر نتنياهو إذا ما كان يفضل التحالف الممتلئ بالكراهية مع حزب "البيت اليهودي"، والعداء بينه وبين بينت، أو التحالف العلني مع الدول العربية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com