هل يكون معاذ الخطيب رجل المرحلة في سوريا؟
هل يكون معاذ الخطيب رجل المرحلة في سوريا؟هل يكون معاذ الخطيب رجل المرحلة في سوريا؟

هل يكون معاذ الخطيب رجل المرحلة في سوريا؟

بين الحين والآخر يعود ليلمع نجم المعارض السوري أحمد معاذ الخطيب إعلاميا، وخاصة عندما يلوح تحرك إقليمي أو دولي في الأفق تجاه القضية السورية البالغة التعقيد.

وينظر للخطيب كشخصية قوية معارضة غير مرتبطة بالنظام، ويتمتع بحظوظ، على مايبدو، للعب دور ما في أي حل سياسي منتظر، نظرا للمؤشرات التي تبين أن للخطيب بعض الشعبية في أوساط السوريين بعد سلسلة من المبادرات التي طرحها وحديثه الذي قيل إنه الأقرب للواقع والقابل للتطبيق والدعوة المستمرة إلى فك ارتباط السوريين بكل الأجانب الذين دخلوا البلاد.

معاذ الخطيب رئيس حركة سورية الأم والذي ينحدر من أسرة دمشقية عريقة وورث إمامة المسجد الأموي في دمشق، لاتفوت روسيا فرصة للقائه في أي طرح، وكان آخرها قبل يومين بطلب الخارجية الروسية اللقاء مع الخطيب في الدوحة للتشاور مع بوغدانوف، الأمر الذي يدل على أن موسكو تعول على الرجل وذلك حتما بالتنسيق مع دمشق التي لاتتعامل مع الخطيب إعلاميا وسياسيا كما تتعامل مع غيره من المعارضين.

وعزت مصادر ذلك إلى أن الرجل لم يستخدم لغة إقصائية وكان الأكثر وضوحا في إدانة بعض العمليات التي استهدفت المناطق المدنية الموالية للنظام.

كما أن الرجل الملتحي والمسلح بسيرة دينية إصلاحية قد يملك كلمة السر في استيعاب وتهدئة أكبر قدر من الحركات الإسلامية التي ترى أن مايجري في البلاد هي حرب طائفية بالدرجة الأولى.

أما إيران فإنها ترى أن الرجل، المكنى بالحسني والذي يعود نسبه إلى الإمام حسن بن علي بن أبي طالب، من أفضل الشخصيات المقبولة، ليس حبا بالرجل الذي يراها مع حزب الله وروسيا احتلالا، وإنما لإدراك طهران أنه ليس هناك معارض واحد دعى إلى علاقات احترام متبادل معها في المستقبل إلا الخطيب الذي يربط ذلك بإنهاء التدخل في الشأن السوري عسكريا وسياسيا، ناهيك، عن انخراط إيران بالتنسيق الكامل مع موسكو عسكريا وليست في موقع وضع الفيتو على هذا الشخص أو ذاك ممن تختار موسكو محاورتهم.

ومؤخرا تنعطف أنقرة تجاه روسيا وإيران وتلمح إلى قبولها بحلول وسط في سوريا، وهي تعلم أن الخطيب، الذي ترأس الائتلاف السوري المعارض، يتمتع بشعبية في أوساط اللاجئين السوريين، وله الكثير من المؤيدين دخل الأراضي السورية، خاصة من أولئك الذين يريدون أن تتوقف آلة الحرب بأي ثمن من موالاة ومعارضة ومستقلين.

وأعطى لقاء بوغدانوف مع الخطيب على الأراضي القطرية مؤشرا على قبول الدوحة للتنسيق بين حركة سورية الأم وموسكو، لعل ذلك يحدث خرقا في المواقف المتشددة تجاه المعارضة السورية المناوئة للأسد.

ولا ترتاح المعارضة لجميع مبادرات الخطيب، وتتبرأ منها مرارا وتصفها بالفردية، حتى تلك التي طرحها عام 2013 للحوار مع النظام عندما كان يرأس الائتلاف السوري، وصفها صقور الائتلاف بأنها تمثل الخطيب وحده ليستقيل لاحقا من الرئاسة وينأى بنفسه عن جميع الكتل والتيارات.

ونظر معارضون إلى لقاء الخطيب مع بوغدانوف بعين الريبة ونصحوه بأن لايكون أداة لضرب هيئة المفاوضات، وبأن لايقع في أفخاخ الروس الذين لاتعنيهم مصلحة سوريا والسوريين، بل ذهب البعض إلى اتهام الخطيب بمهادنة ومصافحة قتلة أطفال حلب وإدلب، حسب وصفهم.

واضطرت حركة سوريا الأم إلى إصدار بيان أكدت فيه أن اللقاء جرى بطلب من الجانب الروسي، وتم التأكيد فيه على أن السوريين ليسوا إرهابيين، وأن روسيا وإيران دولتان تحتلان سوريا حاليا، وأن أول الميليشيات التي يجب أن تخرج تلك العراقية الشيعية إضافة إلى حزب الله.

السمة التي يتصف بها معاذ الخطيب تتمثل بالتوازن وانتقاء الكلمات من مؤيديه ومنتقديه، فلا أحد ينجر إلى شتمه أو وصفه بكلمات تخرج عن الدبلوماسية واللباقة، وهذا أمر نادر في الأزمة السورية أن يتمتع شخص بهذا التوافق النسبي.

فهل يكون الخطيب رجل المرحلة القادمة، ونقطة الالتقاء في سياسة الانعطافات التي ترسم المشهد السوري وكل المرتبطين به؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com