هل بدأ الصراع بين حكومة الوفاق و"الميليشيات الإسلامية" يخرج للعلن؟
هل بدأ الصراع بين حكومة الوفاق و"الميليشيات الإسلامية" يخرج للعلن؟هل بدأ الصراع بين حكومة الوفاق و"الميليشيات الإسلامية" يخرج للعلن؟

هل بدأ الصراع بين حكومة الوفاق و"الميليشيات الإسلامية" يخرج للعلن؟

ألقت مصادر سياسية ليبية، مزيداً من الضوء على عملية سيطرة  مليشيات سرية الاسناد والدعم، التابعة لوزارة الداخلية الليبية على مقرات جهاز المخابرات في العاصمة طرابلس.

وأكدت المصادر، أن عدد المقرات بلغ 22 مقراً؛ منتشرة في مناطق متعددة من طرابلس، وليس في منطقة الفرناج فحسب، التي قتل فيها أحد حراس المخابرات.

وترددت خلال الأيام القليلة الماضية، معلومات أن آمر سرية الاسناد هيثم التاجوري، تعرض لمحاولة اغتيال أو اعتقال في هجوم نفذته ميليشيا على مقر للسرية في مطار معيتيقة. وهي ذات المعلومات التي أكدها بيان صدر أمس عن كتيبة ثوار طرابلس، التابعة للتاجوري ووزارة الداخلية، ونشرته اليوم صحيفة ليبيا هيرالد الصادرة بالانحليزية.

ووقع الهجوم، بحسب البيان يوم السبت الماضي، ونفذته مليشيا تدعى "كتيبة الشهيد يوسف البوني" المكلفة بحماية المطار.

ووجهت كتيبة  ثوار طرابلس، أصابع الاتهام إلى مصطفى نوح، قائد جهاز المخابرات، الذي ينتمي إلى الجبهة الليبية المقاتلة وتربطه علاقات قوية مع الإخوان المسلمين.

ورد التاجوري فجر الأحد، باحتلال مقرات المخابرات واعتقال عدد من ضباط الجهاز، وطرد آخرين وتهديدهم بعدم العودة إلى المقرات ثانية.

ويتهم التاجوري وسياسيين آخرين، نوح بتسخير جهاز المخابرات للعمل لصالح الإخوان والمقاتلة، دون النظر إلى مصلحة الوطن. وهو ما أدلى به باعترافات ضباط معتقلون لدى سرايا الاسناد.

إلى ذلك أكدت المصادر، أن تحرك التاجوري، كان بمعرفة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بعد أن وصل الخلاف بينه وبين المقاتلة والإخوان المسلمين إلى مداه.

واعتبرت، أن تحرك التاجوري بداية تحول الصراع إلى العلن، بين حكومة الوفاق وهذه الأطراف، وما تزال التوقعات مفتوحة على تصعيد جديد.

ويلتقي ذلك التحليل، مع تصريح لافت لعضو المؤتمر الوطني السابق، جمعة السائح، اعتبر فيه، أن ما حدث بين التاجوري ورئيس جهاز المخابرات مصطفى نوح، بداية الانتفاضة و كلا الطرفين يتبع أحد أطراف الصراع "دون أن يسميها".

انقسام في مصراته حول السراج

وردا على سؤال حول موقف ممثلي مصراته والإخوان والمقاتلة في المجلس الرئاسي، ذكرت المصادر أن مصراته الآن منقسمة نصفين، نصف مع الرئاسي والسراج، ونصف مع الإخوان.

واستدلت على ذلك، بطرد وشتم الشيخ ابراهيم بن غشير، رئيس مجلس أعيان مصراتة، الذي عينه بهذا المنصب رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين، من بيت عزاء آل عيسى، الذي أقيم في طمينة بمصراته، حدادا على ابنهم الذي قتل ضمن صفوف "البنيان المرصوص"،  بعد اتهام أصحاب العزاء له  بأنه مشارك في قتل أبناء المدينة ودعم تنظيم داعش الإرهابي.

وبن غشير، مقرب من الشيخ الغرياني ودار الافتاء، ومعارض لحكومة الوفاق، وسبق له أن اعتبر دخول السراج من مطار مصراتة "غلطة كبيرة جداً ويجب ان تُسأل وزارة الداخلية عنها".

ممثلو الإخوان يدعمون قرارات الرئاسي

وبينت مصادر ليبية، أن ممثلي الإخوان في  الرئاسي فتحي المجبري ومحمد العماري، باتا أقرب إلى دعم السراج، بغض النظر عن انتمائهما السياسي، ولم يبديا معارضة لكل ما صدر عن الوفاق ووزاراتها، في موقف يقع على النقيض من موقف قواعد الجماعة.

ويبقى ممثل الجبهة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، كأنه يغرد خارج السرب، وسيتعين عليه قريباً أن يختار بين الاستمرار في الرئاسي أو العودة إلى الشارع، في خيار يبدو صعباً، خصوصا مع الدعم الدولي، الذي تحوزه حكومة الوفاق المشكلة من الأمم المتحدة.

وكان الإخوان والمقاتلة، شعروا بالحنق بعيد إصدار وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق بيانا، اعتبرت فيه "سرايا الدفاع عن بنغازي" التي أسسهوها بتوجيهات المفتي السابق، الصادق الغرياني، "مليشيا إرهابية".

 وتضاعف الحنق والشك بنوايا السراج، في أعقاب التزامه الصمت على  تدمير الطائرات الحربية رتلاً  تابعاً لسرايا الدفاع عن بنغازي، في منطقة سلطان القريبة من إجدابيا، مكون من 200 سيارة، كانت في طريقها لدعم تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي، في المعارك التي يخوضها ضد الجيش الليبي، وهي المعركة التي دفعت السرايا للانتقام من فرنسا، بسبب مشاركة طيرانها  في قصف الرتل، بحسب اتهامات الإخوان والمقاتلة.

السراج.. "عدو الله"

وسير الإخوان والمقاتلة أيامها مسيرة في طرابلس، رددت شعارات ضد السراج منها "لا اله الا الله والسراج عدو الله"، عدت فاتحة الحرب المباشرة على رئيس حكومة الوفاق، ولم يلبث أن تأججت في أعقاب استعانته بالولايات المتحدة الأمريكية لقصف تنظيم داعش في سرت، خشية من أن يتحول الدور إلى قصف الإخوان والمقاتلة والقاعدة.

وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، اقتحم مسلحون تابعون لـ "المقاتلة"، مقري المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في قاعدة "بوستة البحرية، ووزارة الخارجية القريب من القاعدة.

وتلى المسلحون بياناً مؤيداً "لسرايا الدفاع عن بنغازي"، منددين في الوقت ذاته بما قالوا إنه "صمت وتأييد وزارة خارجية السراج" لدعم فرنسا للجيش الوطني الليبي.

موقف "معتدل" من حفتر

ولعلّ بيان المجلس الرئاسي، الذي أدان العملية الانتحارية الارهابية في القوارشة ببنغازي، وتقدم فيه "بأحر التعازي وأصدق المواساة لعائلات أبطال ليبيا البواسل، الذين ارتقوا شهداء في ميادين العزة نتيجة عملية انتحارية، استهدفت تمركز القوات المسلحة  الليبية بمنطقة القوارشة".

وأكد الرئاسي في البيان، استعداده لتقديم كل امكانياته لكي يتلقى الجرحى العلاج اللائق. وخلا إلا من إعادة دعوة "الجميع إلى الانضمام تحت لواء حكومة الوفاق الوطني".. لعله كان القشة التي قصمت ظهر الحلف غير المقدس، فقد جاء مخالفا تماما "للنفس الهجومي والتخويني والتكفيري لدى الإخوان والمقاتلة في الهجوم على اللواء خليفة حفتر والجيش الليبي".

المورخ الإغريقي هيرودت قال: "من ليبيا يأتي الجديد" ولعل الجديد يجيء هذه المرة  من العاصمة طرابلس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com