وثيقة رسمية تكشف مشاركة قوات إيطالية في معارك سرت الليبية

كشفت وثيقة صادرة عن الحكومة في روما، أن قوات خاصة إيطالية تشارك بالفعل في العمليات العسكرية في ليبيا، حسب ما ذكره، اليوم الأربعاء، التلفزيون الإيطالي الرسمي الذي قال إنه حصل على نسخة منها.

وجاء في الوثيقة، التي بعثت بها الحكومة الإيطالية إلى لجنة الرقابة على عمل الاستخبارات في البرلمان، والمصنفة على أنها "وثيقة سرية"، أن وحدات تابعة للقوات الخاصة بالجيش "تنشط في ليبيا، استناداً إلى تشريع صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من قبل البرلمان، ويسمح لرئيس الوزراء أن يأذن بمهام عسكرية في الخارج لقوات النخبة"، حسب المصدر ذاته.

ويشارك في عمليات سرت من القوات الإيطالية عسكريون من الفوج التاسع، والسرب 17 التابع لسلاح الجو، وقوة تدخل تابعة لسلاح الدرك الوطني، وفق الوثيقة المسربة.

وفيما لم تحدد عدد القوات الإيطالية في ليبيا، ذكرت الوثيقة أن"القوات المتواجدة حالياً لديها واجب التدريب والتأهيل للقوات الليبية التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" فائز السراج ولاسيما في مجال نزع الألغام والتصدي لمقاتلي تنظيم داعش، وهي تأتمر بشكل مباشر لرئيس الوزراء ماتيو رينزي".‎

وفي وقت سابق من اليوم، قال مصدر عسكري ليبي، لوكالة الأنباء الأناضول، مفضلا عدم كشف هويته، إن قوات أجنبية خاصة على الأرض تقدم المساعدة لقوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي تقاتل تنظيم "داعش" في مدينة سرت، وسط البلاد.

وفيما لو يوضح المصدر هوية هذه القوات، جاءت تصريحاته غداة تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشف أن عناصر من قوات "الكوماندوز" الأمريكية تساند قوات حكومة الوفاق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم شريطة عدم ذكر هويتهم، إن "القوات الأمريكية تعمل انطلاقاً من مركز عمليات مشترك على مشارف المدينة، وأن دورها اقتصر على القوى الداعمة الموالية لحكومة الوفاق الوطنية".

كما كشفت مصادر عسكرية وأمنية ليبية مطلعة، في وقت سابق اليوم، أن القوات الفرنسية الخاصة الداعمة للقوات التابعة لمجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، والتي يقودها اللواء خليفة حفتر، انسحبت من منطقة بنغازي منذ قرابة ثلاثة أيام.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السرّاج، عن استجابة واشنطن لطلبه البدء بشن غارات ضد مواقع لتنظيم "داعش" في سرت، وذلك لـ"دفع الضّرر وحماية المدنيين"؛ وهو الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع الأمريكية وأعلنت قيامها بعدة غارات، لكن لم يتحدث المسؤول الليبي عن قوات على الأرض.

وانطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة "داعش"، على المنطقة الممتدة من بن جواد شرقا إلى السدادة غربا على طول 250 كيلومتر من الساحل، المعقل الرئيسي للتنظيم، عبر ثلاث محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت هذه القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة داخل سرت، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.

وسيطر "داعش" على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) في مايو/أيار 2015، قبل طرده مؤخرا من عدد من المواقع في المدينة.