منفضة السجائر والحذاء والعقال.. أردنيون يبتكرون وسائل جديدة للحوار
منفضة السجائر والحذاء والعقال.. أردنيون يبتكرون وسائل جديدة للحوارمنفضة السجائر والحذاء والعقال.. أردنيون يبتكرون وسائل جديدة للحوار

منفضة السجائر والحذاء والعقال.. أردنيون يبتكرون وسائل جديدة للحوار

غدت حالات الاعتداء على موظفي الدولة في الأردن، ظاهرة خطيرة تؤرق الشارع الأردني، الذي يرى في تلك الظاهرة نتيجة حتمية للضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المواطن الأردني.

ظاهرة عامة غزت حتى مجلس النواب والمدارس والمستشفيات، حظيت بتغطية إعلامية تميل للتشهير والسخرية، فيما لم يخضع سوى 30 % منها لمعالجات قانونية، أما ما تبقى  جرت معالجته بـ"فنجان قهوة وصلحة عشائرية".

لكن الطريف في هذه الظاهرة الاجتماعية الموصوفة بأنها انعكاس لفقدان موظف الدولة لهيبته، هو تنوع أدوات الاعتداء.

الأربعاء الماضي، تعرض اثنان من كبار موظفي الدولة في الأردن الى اعتداء بدني من موظفين لديهما. الأول رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون جورج حواتمة والثاني مدير دائرة الدخل والمبيعات بشار صابر.

 كلا الاعتداءين حصلا في سياق إجرءات الهيكلة الوظيفية.

لكن اعتداء التلفزيون حظي بالنصيب الأكبر من التغطية الإعلامية بفضل  أداة الاعتداء "كوب النسكافيه" الذي أصاب رأس رئيس مجلس الإدارة بجراح تطلبت نقله إلى المستشفى.

الاعتداءات المتكررة على جميل النمري

في حادثة بالوسط الصحفي والبرلماني، غير بعيدة، كان الكاتب الصحفي جميل النمري (أضحى لاحقاً نائباً في البرلمان) تعرض لضربات بالشفرة في وجهه واتهم  نائبا في البرلمان بأنه بعث مجموعة من مناصريه لتنفيذ العملية على باب بيت النمري. كان ذلك عام 2008.

وفي اعتداء آخر تعرض له النمري عندما أصبح نائباً في البرلمان، كانت أداة الاعتداء "حذاء" ألقاه عليه النائب  يحيى السعود، إلا ان الحذاء أصاب نائباً آخر.

أذن منصور مراد

وفي سياقات العنف وأدواته في قاعة البرلمان، ما زال الكثيرون يذكرون المشاجرة التي حصلت في مجلس 1997، وفيها قضم النائب أحمد عويدي العبادي أذن النائب منصور مراد. يومها سئل العبادي عما حصل فقال كلمته التي ما زالت متداولة "لا أدري كيف سقطت أذن منصور".

توجان فيصل

وقبل ذلك، في المجلس النيابي 1993، كانت حصلت مشاجرة بين النائب جمال الخريشة والسيدة توجان فيصل تضمنت قذف الخريشة لمنفضة السجائر على النائبة فيصل. ومن يومها قررت رئاسة مجلس النواب استبدال منافض السجائر الزجاجية الثقيلة، بأخرى معدنية خفيفة.

مسدسات ونواب

أول مرة تظهر فيها المسدسات بمجلس النواب الأردني كانت في مجلس 1989، يومها شهر أحد نواب العشائر مسدسه بوجه النائب الإسلامي المرحوم عبد المنعم ابو زنط.

وتكرر إشهار المسدس من بعض النواب، لكن خارج المجلس. ففي حلقة نقاشية على الهواء التلفزيوني عام 2011 أشهر النائب محمد الشوابكة

مسدسه (كما في الصورة) على محاوره، وقبل المسدس رماه بحذائه

 الأطباء والمدرسون

ليسوا وحدهم الصحفيون والنواب الذين يتعرضون للاعتداء اثناء الوظيفة أو خارجها. ففي الأردن ظاهرة متفاقمة، وبالأرقام الرسمية، تتمثل بالاعتداء على الأطباء والمدرسين، المعتدون يكونون في أحيان من المرضى والطلاب، وفي أحيان أخرى من ذويهم.

 حالات الاعتداء على المدرسين خلال عام 2015، بلغت حسب الأرقام الرسمية 75 حالة جرت إحالتها للقضاء، بينما التقديرات تفيد بأن أكثر من هذا العدد تجرى معالجته "ودياً" بالصلحة العشائرية والجاهات.

وفي وزارة الصحة سجّلت  37 حالة اعتداء خلال النصف الأول من العام الحالي، طالت أطباء وممرضين وممرضات، ومعظمها تكون باستخدام اللكمات  وركلات الأرجل  والضرب بـ"العقال".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com