هل يتحقق حلم عودة يهود ليبيا بعد نصف قرن من المنفى؟
هل يتحقق حلم عودة يهود ليبيا بعد نصف قرن من المنفى؟هل يتحقق حلم عودة يهود ليبيا بعد نصف قرن من المنفى؟

هل يتحقق حلم عودة يهود ليبيا بعد نصف قرن من المنفى؟

يبدو أن ملف عودة اليهود الليبيين يظل حلماً يداعبهم بين الفينة والأخرى ، لكن مجرد الهمس بهذا الملف الحساس، في بلد يدين أكثر من 95% من سكانه بالإسلام يحدث جلبة ذات صدى واسع، مع رفض قاطع لهذه الفكرة بمجرد طرحها أو التفكير بها.

وعلى الرغم من هذا العلاقة الممتنعة على قبول الليبي على أساس المواطنة لا على أساس الدين أو القومية، تظل عودة يهود ليبيا مرهونة بأحداث وتطورات الوضع السياسي والأمني في البلاد، والتي ربما تحمل مفاجئات غير متوقعة، تضعهم على تراب فارقوه منذ خمسين عاماً.

توقيت مثير

وأثار المبعوث الأممي مارتن كوبلرملف عودة ليبيا بعد لقائه مع ديفيد جربي رئيس رابطة يهود ليبيا في تونس قبل أيام، وتحدثا عن إسهام منتظر منهم في تعزيز الاستقرار والدفع بالمصالحة والسلام بين الطيف الليبي، الأمر الذي تسبب في إرباك كبير حول الدوافع من وراء هذا التوقيت، خاصة وأن ليبيا تحمل أثقالاً من حالة الفوضى وعدم الاستقرار الأمني ، وتنامي نفوذ الإرهاب في مدن عدة.

العودة معقدة

ورغم لقاء رئيس منظمة يهود ليبيا بكوبلر إلا أن رئيس اتحاد يهود ليبيا في بريطانيا رفائيل لوزون رفض تدخل المبعوث الأممي في ملف عودة اليهود الليبيين، مشددًا على أهمية عودة الأمن والاستقرار في هذه المرحلة، حتى ولو على حساب قضية عودتهم.

وأوضح لوزون في بيان تلقى موقع "إرم نيوز" نسخة منه، أن "ما طرح حول عودة يهود ليبيا، عقب لقاء رئيس منظمة يهود ليبيا ديفيد جربي مع المبعوث الأممي مارتن كوبلر سابق لاوانه، والسيد جربي لا يمثل إلا  نفسه في هذا الشأن".

وتابع رئيس اتحاد يهود ليبيا "نحن لا نتحدث هنا عن العودة إلى ليبيا لأننا نعرف جيدًا حساسية هذا الملف الآن، ولا يهمنا حاليًا إلا أن تستقر ليبيا حتى لو كان ذلك على حساب قضيتنا الخاصة وعلى حساب معاناتنا الوجدانية كفئة مهجرة فعلا منذ العام 1967".

وأشار لوزون إلى أن عددا من المنظمات اليهودية الليبية، ليست بصدد الحديث عن عودة اليهود إلى ليبيا، وذلك لسبب مهم وهو أننا "نسعى لبذل الجهود حتى تستقر، حيث بإمكاننا أن نساعد في حل مشاكلها الراهنة".

وشدد رئيس اتحاد يهود ليبيا في بريطانيا على أهمية الحوار الليبي - الليبي، رافضا التواصل إلا من خلال وسطاء ليبيين مقبولين لدى جميع الأطراف، يفهمون أوضاع البلاد أفضل من المبعوث الدولي كوبلر أو المؤسسات الدولية، على حد وصفه.

وعقد رئيس منظمة يهود ليبيا ديفيد جربي اجتماعًا مطولاً في تونس مع المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، وسلمه مقترحا حول المشروع الليبي الوطني لدعم الاستقرار والسلام، يتضمن دور يهود ليبيا في تقدم المصالحة.

وعاد جربي بشكل مفاجئ في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2011 عقب الإطاحة بنظام القذافي، وتوجه إلى معبد "دار بيشي" الشهير بالمدينة القديمة بطرابلس، حيث حطم الجدار الذي يسود المدخل الخارجي للمعبد، وعلق على هذه الواقعة، بأن " اليهود جزء من المجتمع الليبي، وصيانة معبد دار بيشي هي فرصة لعودة اليهود الليبيين إلى أرضهم".

لكن هذه الخطوة أغضبت سكان العاصمة طرابلس بشكل كبير، وخرجوا في مظاهرة رفضا لعودة اليهود الليبيين.

العودة بشروط

واشترط المتظاهرين آنذاك عودة يهود ليبيا التخلي عن جنسية إسرائيل، وضرورة إثبات عدم ارتباطهم بالصهيونية، بجانب إثبات عدم تعاونهم مع القذافي وتقاضي أموال من نظامه، والتشديد على أهمية حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم.


تقسيم اليهود

وكتب الصحفي الليبي محمد بن زكري  مقالاً بعنوان "مشروع توطين اليهود في ليبيا" ، شرح فيه وضعيتهم وتقسيمهم إلى أصناف لها خصوصية كل على حدة، وبالتالي يجب النظرة إليهم بعين الحذر وعدم الانجرار وراء العاطفة.

وقال في هذا الصدد "مع أن الدعوة تبدو محقّة وبريئة، ومع التسليم بأنه من حق أي مواطن مهاجر أن يعود إلى بلده ؛ فإن المروجين لهذه الدعوة ينسون أو يتجاهلون أن هجرة يهود ليبيا إلى (فلسطين المحتلة) منذ أواخر الثلاثينيات، وخاصة بعد سنة 1948، قد تمت باختيارهم المحض، إيمانا منهم بالصهيونية كحركة قومية، واستجابة لنداء المنظمة اليهودية العالمية، بعد مساهمتهم في دعم النشاط الإرهابي لعصابات الاحتلال الإسرائيلي، بالتبرعات التي جمعوها لذلك الغرض، وبعد أن شارك بعض شبابهم في حرب احتلال فلسطين".

ليبيون أو إيطاليون

وأكد بن زكري بأن يهود ليبيا الذين تم إجلاؤهم من ليبيا العام 1970، لم يُهجّروا لكونهم يهودا، بل لأنهم إيطاليون، بعد أن امتنعوا غداة استقلال ليبيا التجنس بجنسيتها، واختاروا لأنفسهم الجنسية الإيطالية، ومن ثم فقد سرى عليهم قرار إجلاء الطليان المتبقين في ليبيا منذ عهد الاستعمار.

وأشار الكاتب الليبي إلى أنه ليس لغير من اضطر من اليهود مغادرة ليبيا بعد هزيمة العرب في حرب 1967، حق المطالبة بالعودة إلى الوطن الليبي؛ ليصار إلى السماح لهم بالعودة كمواطنين ليبيين، بعد مراجعة أوضاعهم بشكل فردي، للتأكد من انتفاء أية علاقة لهم بدولة الاحتلال الإسرائيلي أو بالصهيونية العالمية.

مخطط دولي

ويقول عبد الله الرايس المحلل السياسي الليبي في حديث مع إرم نيوز عن مخطط دولي ينفذ منذ سنوات، لإعادة توطين اليهود في ليبيا، ليس الذين تم طردهم من البلاد قبل 5 عقود وحسب، بل حتى المتواجدين في أوروبا والشرق الأوسط.

وفسّر الرايس هذا المخطط  قائلاً " الجميع يتذكر المؤتمر الكبير ليهود ليبيا الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما قبل 3 أعوام، الذي شدد على ضرورة العودة، إضافة إلى دعوات بثتها وسائل إعلام إسرائيلية العام الماضي، بأن اليهود الليبيين عائدون إلى وطنهم قريبًا جدًا، إلى جانب مساعٍ لتوطين يهود دول المغرب العربي في ليبيا".

وأردف قائلاً "باعتقادي هناك رابط كبير دفع المبعوث الأممي للقاء رئيس الجالية اليهودية الليبية في تونس مؤخراً، ربما لتمهيد الطريق لتنفيذ هذه المخطط".

وبحسب إحصائيات شبه رسمية، فإن عدد اليهود الليبيين تجاوز ال40 ألفا قبل النكبة العربية العام 1948، واستقر معظمهم في العاصمة طرابلس وبعض في مدن غرب البلاد، بجانب مدن الجبل الأخضر شرق ليبيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com