إسرائيل تتحسب لنشر تقرير الرباعية الدولية بشأن حالة الجمود السياسي

تتحسب حكومة الاحتلال الإسرائيلي لنشر تقرير اللجنة الرباعية الدولية بشأن الجمود السياسي القائم حاليا بينها وبين السلطة الفلسطينية، وهو التقرير الذي يفترض أن ينشر الجمعة القادم، بعد أن عكفت مجموعة من الدبلوماسيين من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي طوال الفترة الماضية، على إعداد صيغته النهائية.

وتخشى حكومة الإسرائيلية أن يعيد التقرير الزخم لمعارضي سياساتها بالأراضي المحتلة، ولا سيما فيما يتعلق بالاستيطان، والبناء في مستوطنات الضفة الغربية، فضلا عن إمكانية أن يؤدي إلى خطوات ضدها في مجلس الأمن الدولي.

ضغوط دبلوماسية

ومارست تل أبيب في الأسابيع الأخيرة ضغوطا دبلوماسية مكثفة، في محاولة منها لتخفيف حدة الانتقادات ضدها في هذا التقرير، وركز اللقاء الأخير الذي جمع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في روما، الأحد الماضي، على هذا الملف، فيما تتحدث تقارير عن خطوات أمريكية تمت من وراء الكواليس في هذا الصدد.

وسبقت اللقاء اتصالات هاتفية بين الرجلين، أكد خلالها نتنياهو على مخاوفه بشأن التقرير، الذي شارك الجانب الأمريكي في إعداد القسم الأكبر منه، وحث وزير الخارجية الأمريكي على استغلال نفوذ بلاده للتخفيف من حدة الانتقادات ضد حكومته، حيث أن التقرير يأتي في وقت تبنى فيه الاتحاد الأوروبي المبادرة الفرنسية التي ترفضها تل أبيب.

اتفاق حل الدولتين

وطبقا لما أكده نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ، بعد أن طالع التقرير النهائي، فإن هذا التقرير سيركز على ظاهرة العنف والإرهاب والتحريض المتبادل، فضلا عن الحملة الاستيطانية الإسرائيلية بالأراضي المحتلة وما يترتب عليها.

وتوقع ملادينوف في تصريحات يوم الخميس أن يحتوي التقرير على توصيات التقدم نحو إنهاء الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق بشأن حل الدولتين، وسيحدد الاتجاهات السلبية في المنطقة، ويقدم توصيات لكلا الطرفين.

العودة لطاولة المفاوضات

ويتطرق تقرير الرباعية الدولية أيضا للأوضاع في قطاع غزة، في ظل غياب سيطرة السلطة الفلسطينية هناك، كما يشمل رؤية وضعتها اللجنة الرباعية بشأن خطوات من شأنها أن تجلب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات وتسهم في إحلال السلام بالمنطقة.

ولفت المبعوث الأممي إلى أن حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي سيتأتى فقط عبر مفاوضات بين الطرفين، وأن الخطوات أحادية الجانب لن تسهم في حل المشكلة.

ويعني تصريح ملادينوف أنه يؤكد على الصيغة التي تستخدمها إسرائيل حين تبرر رفضها للمبادرة الفرنسية، وتتحدث عن ضرورة أن تكون المفاوضات مباشرة.

ومن غير المتوقع أن يشمل التقرير انتقادات من نوع جديد ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وسوف تتركز غالبية الانتقادات على مسألة البناء في المستوطنات.

وفي أعقاب نشر التقرير، من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن جتماعا لمناقشته، وتخشى حكومة الاحتلال أن يعلن المجلس تبنيه للتوصيات تقرير الرباعية، حتى وإن كانت خطوة من هذا النوع مجرد خطوة رمزية، لأن التداعيات ستطال موقف إسرائيل في المحافل الدولية، وسوف تقوي موقف باريس وموقف الدول التي أعلنت تبنيها لمبادرتها، ولا سيما في الاتحاد الأوروبي.

وكانت اللجنة الرباعية قد أعلنت في أذار/ مارس الماضي أنها بصدد اعداد التقرير لإحياء عملية السلام، وتوقع الكثيرون أن يتم بحث التوصيات في القمة التي عقدت في باريس في 3 حزيران / يونيو الماضي ومع ذلك، انقضى الموعد دون ظهور التقرير .