حقيقة اغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف 
حقيقة اغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف حقيقة اغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف 

حقيقة اغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف 

طالبت شخصيات جزائرية ومنظمات، اليوم الخميس، بكشف حقيقة اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف في ذكراه  الـ24 لمقتله برصاصة طائشة من سلاح ضابط بالحرس الرئاسي يدعى "مبارك بومعرافي" حين كان بوضياف يلقي خطابًا مشهودًا في مدينة عنابة يوم 29 حزيران/ يونيو 1992.

وحوّل المجتمعون بمقبرة "العالية" أعالي عاصمة الجزائر، وقفة الترحم على روح الرئيس المغتال إلى محاكمة لنظام الحكم الذي اغتال رئيس جمهورية استقدمه جنرالات فاعلون من منفاه بالمغرب لقيادة البلاد في فترة حساسة من تاريخها تميزت بشغور منصب الرئاسة عقب إقالة الرئيس الشاذلي بن جديد واشتعال أزمة أمنية خطيرة.

واعتبر رفيقه المناضل قادة ولد مسعود هذه الذكرى مناسبة أخرى لاستذكار مناقب "سي الطيب الوطني" الذي يعد "أحد أهم مهندسي الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي الذين تمكنوا من اخراج الجزائر من عنق الزجاجة"، مشددا على أن الحفاظ على ذكرى الفقيد هو "واجب وطني".

واتهم نجل الراحل ناصر بوضياف جنرالين بارزين كانا يحكمان الجزائر، بالوقوف وراء حادثة اغتيال والده، وهما وزير الدفاع الوطني السابق خالد نزار و قائد المخابرات العسكرية المعزول الجنرال توفيق، مطالبًا الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل لإعادة فتح تحقيق جدي في اغتيال رئيس الدولة المغدور.

ويشكك كبير عائلة بوضياف في الرواية الرسمية لاغتيال والده، إذ يرفض تصديق اتهام الضابط السابق بومعرافي الذي يواجه منذ سنوات عقوبة المؤبد، ويجد موقف عائلة الضحية مبرر بالنظر إلى أن المتهم لم ينطق بأي كلمة خلال محاكمة دامت أياما ولم  تكشف الحقيقة.

وسبق لعمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، أن اتهم مدير المخابرات السابق بالتقصير في أداء المهام واستشهد بتعرض رئيس جمهورية سابق للاغتيال في نشاط رسمي، واصفًا ذلك بفشل المنظومة الأمنية، لتدوي تلك التصريحات الساحة الجزائرية في عز الصراع القائم بين الرئاسة وبعض ضباط الجيش.

وما زال تاريخ 29 حزيران/ يونيو، يحفظ جزءًا مهماً من ذاكرة الجزائريين، الذين استفاقوا مطلع 1992، على عودة "سي الطيب" وما تبعها من أحداث دموية ادخلت البلاد في نفق مظلم، كما تأتي  الذكرى هذه السنة في سياقات مبهمة تمر فيها البلاد بظروف استثنائية، مرتبطة أساسًا بأوضاع جيوسياسية خطيرة وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، ثم معارك سياسية حادة بين معارضة تندد باختطاف الحكم وسلطة تتهم خصومها بالعبث.

وفي خضم كل ذلك، تعيش الجزائر منذ أيام على وقع حرب ضروس بين جنرالات متقاعدين وسياسيين، كانت لهم الكلمة الفصل في من حكم أكبر دول المنطقة، إبان حقبة لا يزال الغموض يلفها إلى غاية اللحظة.

وكثيرًا ما اقترن الحديث عن الراحل محمد بوضياف بحوادث الاغتيال السياسي، التي أدمت قلوب الجزائريين على مدار سنوات، حيث الحقيقة لا تزال تبحث عن ضالتها مذ ذاك الحين، ولكنه هذا العام يرمي بظلاله على بركان من التصريحات والتصريحات المضادة، فجـّره رحيل الرجل التاريخي حسين آيت أحمد، الذي كان أقرب إلى خلافة الشاذلي بن جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com