هل تنتقل عدوى الاستفتاء البريطاني إلى جامعة الدول العربية؟
هل تنتقل عدوى الاستفتاء البريطاني إلى جامعة الدول العربية؟هل تنتقل عدوى الاستفتاء البريطاني إلى جامعة الدول العربية؟

هل تنتقل عدوى الاستفتاء البريطاني إلى جامعة الدول العربية؟

يقدر خبراء في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي يحمل رسائل تحذيرية للعالم العربي، وأن الاستفتاء وما قد يتبعه من دعوات من قبل قوى اليمين المتطرف لخروج دول أخرى مثل فرنسا وهولندا وإيطاليا يعد مؤشرا على تصاعد الاتجاهات المعارضة للتجارب الاندماجية.

وقال خبراء المركز، الذي يتخذ من العاصمة المصرية مركزا له، إن "هذا الأمر يثير جملة من التحديات المركبة أمام التجمعات القارية والمناطقية التي تقوم حاليا  بمراجعة دورها وإذا ما كانت قد حققت الأهداف التي أنشأت من أجلها".

واعتبر خبراء المركز أن "خروج بريطانيا من الاتحاد يحمل عدة رسائل تحذيرية لجامعة الدول العربية"، منوهين إلى أن "ثمة فوارق جوهرية وموضوعية بين تجربة جامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي، من حيث سياق التأسيس ومراحله ونمط النضج المؤسسي ودرجة التماسك البنيوي".

غير أن الخبراء ما زالوا يعتقدون أن "تجربة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسياقها وأسبابها تطرح عددا من الدروس المستفادة والرسائل التحذيرية لجامعة الدول العربية كغيرها من المنظمات الإقليمية".

في حين وضع الخبراء تجربة بريطانيا ضمن "حالة عامة تواجه فيها أقاليم العالم تحولات دراماتيكية تتفاعل فيها ظاهرة أحجار الدومينو".

وطبقا للخبراء "تصاعدت النزعات الانفصالية داخل الدولة القومية وتزايدت التحركات الاستقلالية في مواجهة الاتحادات الإقليمية والقارية" معتبرين أن "جامعة الدول العربية أيضا قد تتأثر على نحو مباشر أو غير مباشر".

من ناحيته، أشار الباحث بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية محمد عبد القادر خليل إلى أن "الجامعة العربية تقف أمام تحولات دراماتيكية متعددة المستويات تجعل من قضايا الاندماج أو الانفصال داخل حدود الدولة القومية أو بين الدول بعضها البعض لا تتعلق بالسياقات التاريخية أو المحركات الثقافية، وإنما تتأسس على المصالح البرجماتية والخبرات العملية المتراكمة".

ونوه الخبير في شؤون تركيا والمشرق العربي في تحليله إلى أن "حالة من العدوى أو التمدد أو استنساخ التجربة البريطانية، ستصل إلى الدول العربية التي تواجه بدورها تحديات جمة وسوف تلقي بظلالها على جامعة الدول العربية".

حول ذلك، رسم خليل سيناريو  لقرار الجزائر بالانسحاب من جامعة الدول تحت وطأة تنامي التناقضات بين اتجاهات تسيير الجامعة وبين والرؤى والأطروحات التي تتبناها وفق ما يطلق عليه تداخل الاختصاصات.

ودلل الخبير على "إمكانية حدوث ذلك بمطالبة بعض القوى الجزائرية بلادهم بالانسحاب من الجامعة العربية اعتراضا على المواقف التي تبنتها الجامعة حيال العديد من قضايا الإقليم وفي مقدمتها الأزمة السورية".

بدورهم، قدر خبراء المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية أن "حدوث ذلك في حالة جامعة الدول العربية قد يبدو أمرا مستبعدا لكون التناقض بين توجهات الجامعة وأي من أعضائها لا يرتب أي أعباء أو التزامات جوهرية".

واعتبر الخبراء  أن "المصالح البراجماتية واتجاهات النظم الحاكمة تدفع في كثير من الأحيان لتغليب الأطر فوق القومية، وهو ما يعني عمليا القدرة على تجاوز الجامعة دون الحاجة إلى تحمل تبعات الانسحاب منها".

وبين خبراء المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية أن "هذا الأمر يشكل دافعا للبقاء في جامعة الدول العربية لكنه في الوقت ذاته قد يكون في سياق مغاير ووفق تطور محلي أو إقليمي مفاجئ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com