لماذا تغيرت مواقف حفتر من مليشيات مصراتة المسلحة؟
لماذا تغيرت مواقف حفتر من مليشيات مصراتة المسلحة؟لماذا تغيرت مواقف حفتر من مليشيات مصراتة المسلحة؟

لماذا تغيرت مواقف حفتر من مليشيات مصراتة المسلحة؟

أثار الموقف الأخير للفريق أول خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بشأن وضعية مليشيات مصراتة ودورها في تدوير الأزمة، تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التغير، وماهي الدوافع وراءه خاصة في هذه المرحلة التي تتزامن مع قرب السيطرة على مدينة سرت من قبل قوات مصراتة.

حفتر، وفي مناسبات عدة، اتهم مصراتة بأنها عدو ليبيا الأول، وبأنها مصدر الإرهاب ومموله الرئيس، وأكد في مرات عديدة عزمه تطهيرها ممن وصفهم بأنهم "جماعة القاعدة"، بل وقام باستهداف ميناء مصراتة البحري لأكثر من مرة، بدعوى أن جرافات محملة بالسلاح تنطلق من الميناء نحو بنغازي لدعم أنصار الشريعة وداعش والخارجين عن القانون المتحالفين مع هذه الجماعات الإرهابية.

حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أكد في لقاء أمام أعيان وشيوخ ووجهاء مدينة بنغازي الكبرى، بأن لا مشكلة له مع مصراتة، وان المشكلة الحقيقية مع الميليشيات المتقوقعة خارج مصراتة، والتي استغلت من قبل مجموعات اخرى جاءت من خارج ليبيا.

وأضاف حفتر "نرفض تماماً التفاهم أو الجلوس مع مع الجماعة الليبية المقاتلة، لأنهم وجماعة والقاعدة على حد سواء".

وانتقد القائد العام للقوات المسلحة الليبية مدينة مصراتة بزج شبابها المدنيين في حرب سرت، لكنه استدرك قائلاً "نتمنى أن يتمكن هؤلاء الشباب من إزاحة الغمة التي جثمت على سكان سرت، وتخليصها من الدواعش".

كسب تأييد

العميد أحمد الحسناوي الضابط الليبي المتقاعد، فسّر تغير موقف القائد العام للجيش، بأنه محاولة لكسب التأييد، كون حفتر أحرج قيادات مصراتة القريبة والداعمة للمتطرفين، ويحاول كسب تأييد قيادات مصراتة التي تتسم بالاعتدال، وهي معظمها حشدت آلاف من مقاتلي المدينة في معركة تحرير سرت.

وأوضح الحسناوي هذه النظرية "عندما تمنى حفتر النصر للشباب المقاتلين في سرت، هو يعي ما يقول جيداً، وفي ذات الوقت طالب ضمنياً بأهمية الدفع بقيادات عسكرية لتقليل خسائر المعارك، الأمر الذي يعكس تقارباً خلال الفترة المقبلة، بين قيادة الجيش ومصراتة".

وتابع "لا يقلل من قيادة حفتر للقوات المسلحة، تغيير مواقفه خاصة وأن ضم مصراتة وعزل شبابها وقادة مليشياتها المسلحة عن معسكر المتطرفين وضمهم للجيش، سيساهم في تسريع وتيرة قضاء الجيش على الإرهاب، بل وسيحسم المعركة بأقل الخسائر".

وشدد على أن القيادة العسكرية تسير في اتجاه مهم، وهو كسب أطراف جديدة وضمها تحت جناحها، وقد نجح الأمر كثيراً في بنغازي قبل عامين، عندما انضمت العشرات من كتائب الثوار والمجموعات المسلحة تحت سلطة الجيش وإمرته.

مناورة للتسليح

لكن برلماني ليبي أكد في حديث مع إرم نيوز، بأن إعلان موقف الفريق أول خليفة حفتر الأخير، هو مناورة لتسليح الجيش الوطني، حيث يربط المجتمع الدولي رفع الحظر عن توريد السلاح، بتوحيد القيادات العسكرية تحت سلطة حكومة الوفاق.

وأشار النائب مفضلا عدم الكشف عن اسمه "بحسب معلومات وصلت لي من مصادر موثوقة، فإن الفريق حفتر أبدى موقفه الأخير دون ضغوط دولية كما أشاع البعض، لكنه يحاول التملص من تعنت المجتمع الدولي الرافض تسليح الجيش بسلاح نوعي، وبالتالي يعمل على تهيئة الأجواء بهدف إبرام صفقات سلاح لصالح قيادة القوات المسلحة، وهي الطريقة الوحيدة التي تبدو قابلة للتطبيق، لكسر العزلة الدولية وترك الدول الكبرى ليبيا فريسة للإرهاب العالمي".

وأوضح البرلماني الليبي أن مجلس الأمن لايثق بقدرات المليشيات، وحتى اليوم لم يتحمس لتوريد السلاح إلى مليشيات مصراتة تحديدا، على الرغم من محاربتها لداعش في سرت، وهو دليل أن العالم يريد قيادة جيش وليست قيادة مليشيات، وهو قطعاً متوفرة في الفريق حفتر، على الرغم من مواقف بعض الدول الكبرى التي تريد استمرار الصراع في ليبيا حتى تتحول نحو مشروع الصوملة الحقيقي.

ويصر مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا على أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج هو القائد الأعلى للجيش الليبي، ونحتاج إلى أن يتفق الجميع على ذلك".

وأكد المبعوث الأممي أن "رفع حظر التسليح لن يستفيد منه سوى الجيش الحديث الموحد".

لكن الفريق أول خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أعلن رفضه مرارا وتكراراَ الانضمام تحت قيادة المجلس الرئاسي، مطالباً إبعاد القوات المسلحة عن الشأن السياسي، مؤكداً على أهمية أن يحظى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بثقة البرلمان قبيل مباشرته لمهامه، حيث يقبع تحت سيطرة المليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، على حد وصفه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com