هجومان خلال 15 يومًا يعززان مخاوف الأردن الأمنية
هجومان خلال 15 يومًا يعززان مخاوف الأردن الأمنيةهجومان خلال 15 يومًا يعززان مخاوف الأردن الأمنية

هجومان خلال 15 يومًا يعززان مخاوف الأردن الأمنية

استيقظ الأردنيون، اليوم الثلاثاء، على نبأ مقتل ستة من أفراد حرس الحدود، وإصابة 14 آخرين، في هجوم استهدف مواقعهم قرب الحدود مع سوريا، وهذا هو العمل الإرهابي الثاني الذي يضرب المملكة "المحاطة بالفوضى"، خلال 15 يومًا فقط.

ويشير محللون سياسيون، إلى أن الهجومين وقعا في مخيمين، حيث كان الأول -الذي استهدف مكتبًا لجهاز المخابرات العامة وأسفر عن مقتل خمسة من أفراده في أول أيام رمضان- في مخيم البقعة شمال عمّان، فيما تؤكد مصادر مطلعة أن هجوم اليوم نُفذ عبر سيارة مفخخة جاءت من مخيم "الرقبان" للاجئين السوريين، وذلك وسط تحذيرات من محاولات المتشددين لـ"توريط" المخيمات.

ويحتضن الأردن -الذي استقبل خلال العقود الماضية، ملايين اللاجئين الذين دفعتهم إليه الأزمات والحروب المشتعلة في البلدان المجاورة، وعلى رأسها العراق وسوريا- مخيمات عديدة يشكل بعضها تكتلًا سكانيًا كبيرًا يفوق التعداد السكاني في بعض محافظات المملكة، الأمر الذي أثار مخاوف السلطات من أن تكون عناصر متشددة مختبأة داخل هذه المخيمات وتستعد لتنفيذ هجمات، وهي مخاوف في مكانها على ما يبدو.

ويضم مخيم "الرقبان" الواقع على الحدود الأردنية السورية، نحو 60 ألف لاجئ. لكن العدد يتزايد بشكل سريع، حيث يؤكد بعض اللاجئين وعمال الإغاثة، أن عدد اللاجئين في المخيم ارتفع مرة ثانية، بعد توقف "الأعمال العدائية" في سوريا، حيث شعر الناس أنه وقت أكثر أمانًا للسفر ومن ثم اتجهوا إلى مخيم الركبان.

وقالت تقارير صحافية، قبل أيام، إن "زيادة عدد اللاجئين في المخيم، تثير مخاوف كبيرة لدى السلطات الأردنية، التي تقول إنها تخشى من وجود متشددين تابعين لتنظيم داعش بين النازحين السوريين المحتشدين على حدودها".

وبالفعل، تشير أصابع الاتهام في هجوم اليوم، إلى تنظيم داعش، حيث يرجح خبراء ومحللون عسكريون أردنيون، أن التنظيم يقف وراء هجوم "الرقبان"، قائلين إن "منطقة الرقبان الحدودية، تعتبر بؤرة ساخنة باعتبارها محاذية لمخيم للاجئين السوريين في المنطقة".

وأعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، الثلاثاء، أن الأردن يبحث وقف إنشاء أي مخيم جديد للاجئيين السوريين على الأراضي الأردنية.

لماذا الأردن؟!

وكان تنظيم داعش، قد هدد قبل نحو شهر، بأنه سينفذ العديد من الهجمات خلال شهر رمضان، خصوصًا ضد الغرب، لكن لماذا يُستهدف الأردن تحديدًا؟!

ويقول الخبراء، إن "تنظيم داعش وجه تحذيرات للأردن أكثر من مرة، في ظل مشاركته ضمن قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، خصوصًا ضد داعش".

كما تحدثت تقارير صحافية، مؤخرًا، عن "نشاط أردني لإقناع العشائر السُنية في العراق وسوريا، بمحاربة تنظيم داعش، الذي لدى الأردن ثأر خاص معه، بعد أن أعدمت العناصر المتشددة الطيار معاذ الكساسبة حرقًا، مطلع العام الماضي".

حملة اعتقالات

واعتقلت السلطات الأمنية الأردنية، مؤخرًا، العشرات من قيادات التيار السلفي الجهادي المناصر لتنظيم داعش في مخيم البقعة، وذلك على خلفية الهجوم على مكتب المخابرات.

ووفقًا لناشطين سياسيين من مخيم البقعة تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فإن حملات البحث الأمنية مستمرة عن جميع المرتبطين بالجماعات السلفية الجهادية، لافتين في الوقت ذاته إلى أن العشرات من مؤيدي ومؤازري التيار السلفي الجهادي من أبناء مخيم البقعة، باتوا في قبضة السلطات الأمنية.

وبالرغم من عدم تبني داعش لهجوم البقعة، وعدم تبنيه –حتى الآن- لهجوم الرقبان، تبقى أصابع الاتهام الأردنية موجهة بالدرجة الأولى للتنظيم، خصوصًا أن أنصاره هددوا الأردن أكثر من مرة بشن عمليات، والذين أشادوا بالهجوم على مكتب المخابرات.

وعادة ما تعلن قوات حرس الحدود الأردنية، عن تصديها لمحاولات تسلل وعمليات تهريب أسلحة مصدرها سوريا، تنتهي على الأغلب بمقتل هؤلاء المتسللين والمهربين.

وأعلن الجيش الأردني، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، مقتل ستة من أفراد حرس الحدود، وإصابة 14 آخرين في انفجار سيارة ملغومة قرب الحدود بين الأردن وسوريا.

وقالت مصادر، إن "الهجوم وقع عند الساعة الخامسة فجرًا، حيث انطلقت سيارة يستقلها أشخاص، من مخيم الرقبان باتجاه موقع أحد أبراج الحراس، بالتزامن مع تفجير البرج باستخدام قذائف الهاون، ومن ثم اتجهت السيارة إلى داخل مركز خدمات متقدم للاجئين وانفجرت هناك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com