نفت سفارة الولايات المتحدة في بغداد، ما تردد من أنباء عن إغلاق أبوابها أو إجلاء جميع موظفيها من العراق، مؤكدة أن عملها مستمر كالمعتاد في العاصمة بغداد والقنصلية العامة في أربيل.
ويأتي ذلك بعد أن سرت أنباء عن إخلاء كامل للسفارة وتسليم المبنى إلى الجيش الأمريكي، وسط حالة من الجدل بشأن الوضع الأمني في البلاد.
وقالت السفارة في بيان لها، إن "الوضع التشغيلي للسفارة في بغداد والقنصلية العامة في أربيل لم يطرأ عليه أي تغيير"، مؤكدة "التزام الولايات المتحدة الراسخ بدعم سيادة العراق وتعزيز أولويات سياستها والتواصل مع القادة العراقيين والشعب العراقي".
وتعد السفارة الأمريكية في بغداد واحدة من أكبر البعثات الدبلوماسية لواشنطن حول العالم من حيث المساحة وعدد الموظفين والقدرات الأمنية، إذ تضم طواقم دبلوماسية وأمنية واستخباراتية، ويقدر عدد موظفيها بالمئات، إلى جانب وحدات حماية خاصة من قوات المارينز.
وكانت واشنطن قد نفذت قبل أسبوع تقريباً عملية إجلاء جزئية لبعض الموظفين غير الأساسيين وعوائلهم من بغداد، كإجراء احترازي مرتبط بتصاعد التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل، فيما أكدت آنذاك أن النشاط الدبلوماسي مستمر ولم يشمل الإجلاء الكادر الأساسي أو الهيكل التشغيلي للسفارة.
وتواجه السفارة الأمريكية في بغداد تحديات أمنية منذ سنوات، بسبب موقعها في المنطقة الخضراء التي تعرضت مراراً لهجمات صاروخية أو تهديدات من ميليشيات مسلحة، لكن الإجراءات الأمنية المكثفة حالت دون إيقاف عملها.
ومع اندلاع الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، تحوّلت السفارة الأمريكية في بغداد إلى محط أنظار الجميع، خاصة وأن الميليشيات المسلحة العراقية المدعومة من طهران طالما لوّحت باستهدافها كوسيلة ضغط.
وسبق أن شهد محيط السفارة والمنطقة الخضراء هجمات صاروخية بين الحين والآخر، ما دفع الولايات المتحدة لتعزيز الإجراءات الأمنية وتحديث التحصينات الدفاعية حول مبنى السفارة الذي يُعد الأكبر في الشرق الأوسط.