ملف المساعدات العسكرية يقود ليبرمان إلى واشنطن
يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إلى واشنطن السبت المقبل، في أولى رحلاته الخارجية منذ توليه المنصب قبل أسبوعين، ويلتقي نظيره الأمريكي أشتون كارتر، فيما يعتبر ملف المساعدات الأمريكية لإسرائيل هو العنوان الرئيس للزيارة، حيث يفترض أن يسعى ليبرمان، الذي قوبل تعيينه بردود فعل أمريكية سلبية، لإحراز نجاح في الملف الذي لم يستكمله سلفه موشي يعلون.
وتزعم وسائل الإعلام العبرية أن زيارة ليبرمان كانت معدة مسبقا، وأنها لا تمت بصلة بإعلان البيت الأبيض يوم أمس الأربعاء معارضته لإضافة مبلغ 455 مليون دولار للمساعدات السنوية الممنوحة لإسرائيل، لصالح تطوير برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي متعدد الطبقات.
وتشير إلى أن الرفض الأمريكي الذي جاء عبر خطاب من ست صفحات، أرسله البيت الأبيض إلى الكونغرس، ويتعلق بمطالبة إسرائيل بزيادة المساعدات في هذا الصدد، جاء عقب موافقة الكونغرس على هذا الطلب، وفي ضوء الخلافات بين الإدارة الأمريكية وبين رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو بشأن اتفاق المساعدات الجديد للسنوات 2019 – 2029.
وجاء في الخطاب أن مستشاري الرئيس طلبوا منه استخدام "الفيتو" في حال صادق الكونغرس على الزيادة الاستثنائية، وأن الإدارة تعارض إضافة 455 مليون دولار لميزانية العام المالي 2017 بشأن قائمة المشتريات الإسرائيلية العسكرية، وهي زيادة متعلقة ببرنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، لا سيما أن التعاون بين البلدين يسير بشكل متقدم.
وفي المقابل رفضت الإدارة الأمريكية اقتصاص 324 مليون دولارطك من الموازنة الخاصة ببرنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي للعام المالي ذاته.
وأصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بيانا علق فيه على رفض البيت الأبيض، جاء فيه أنه "لا يوجد أي تقليص للمساعدات الأمريكية، وأن الحديث يجري عن جدال داخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن المبالغ التي يفترض إضافتها لقيمة المساعدات السنوية بشأن برنامج الدفاع الصاروخي".
وأضاف البيان أن رئيس الحكومة نتنياهو "يعمل من أجل تمرير هذه الزيادات في إطار النقاش الدائرة حول إتفاق المساعدات الأمريكية للعقد المقبل، وأن المساعدات العسكرية بشأن برنامج الدفاع الصاروخي لن تشهد أي تخفيض، بل بالعكس ستشهد زيادة أخرى".
وتابع أن "مساع تحويل الحوار الأمريكي – الإسرائيلي إلى آداة للعراك السياسي داخل إسرائيل أمر مرفوض، وأن جميع الألفاظ المبالغ فيها التي تستخدم في هذا الصدد ليست في مكانها الصحيح".
وأشار يعقوب ماجيل، القائم بأعمال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلية في حوار مع الصحفيين، إلى أن إسرائيل حريصة على التوقيع على اتفاق المساعدات الجديد مع الولايات المتحدة قبيل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما، ولكنه استخدم جملة "لن يحدث ذلك بأي ثمن".
وزعم أنه لا صلة لخطاب البيت الأبيض للكونغرس وبين المفاوضات الدائرة بين تل أبيب وواشنطن بشأن الاتفاق الجديد، مضيفا أن البيت الأبيض "أعلن معارضته لإضافة 455 مليون دولار لبرنامج الدفاع الصاروخي، لأنه يعتقد أن هذا الرقم مبالغ فيه ويريد فقط تقليصه".
ويفترض أن يشارك وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد في حوار إستراتيجي مع الجانب الأمريكي، سيتطرق إلى العديد من الملفات العسكرية والأمنية وغيرها، وسيتخلله طرح ملف المساعدات الأمريكية السنوية والمتطلبات الإسرائيلية في ظل التطورات بالمنطقة.
وتشكل زيارة ليبرمان للولايات المتحدة الأمريكية اختبارا ومحكا هو الأول من نوعه له كوزير للدفاع، حيث كان سلفه يعلون قد قطع شوطا طويلا من المباحثات مع نظيره الأمريكي كارتر، ومع الكثير من المسؤولين العسكريين بالبنتاغون، فيما سيشكل الاتفاق الجديد "حال تم التوصل إليه بالشروط الإسرائيلية"، فرصة لـ"ليبرمان" ليزعم أنه حقق انجازا، وهو أمر قد يقابل بتشكيك كبير من قبل معارضي تعيينه في هذا المنصب.